1 مرفق
إسقاطات على كتاب قيم معطلة/ريمه الخاني
إسقاطات على كتاب قيم معطلة/صالح الفهدي
كتاب من القطع المتوسط من نشر دار الفكر والكاتب هو مسرحي بامتياز , فقد قرأت له عدة مسرحيات من بينها:
مرافعات في البلاط الحمداني وكنت قدمت لها رؤية نقدية بعد ان حازت على إعجابي لتميزها مسرحيا وقل ما أعجبني من مسرحيات خاصة إن لم تقدم جديدا ولم
تعط إسقاطات جديدة في العمل لغة وصنعة ومادة ثقافية خاصة ان مسرحياته في جلها مستوحاة من تاريخنا العربي العريق.
وان نقرأ للمؤلف عملا ادبيا من نمط آخر لمدعاة للفضول لنرى مدى استعيابه لهذا النمط المغايير فوجدته هنا يثبت لنا من جديد فيما لايدع من شك في تمكنه من
أدواته المعرفية أولا ومن ثم الهدف الذي يربط جل أعماله ألا وهو الحرص على قيمنا العربية والإسلامية الثابتة الجذور في الأصالة الإنسانية...
************
سنقدم عرضا سريعا للكتاب مع بعض وجهات نظر سلبية كانت إيجابية لإنصاف الجهد الرائع ولكي نفيد ونستفيد ولصالح العمل.
****************
بدأ كتابه البحثي هذا والذي فيه خيط ارتباط بسيط بعالم البرمجة اللغوية :
إن صرخت بكل قواك
ورد عليك الصدى من هناك
فقل للهوية شكرا...
محمود درويش
من مجموعته كزهر اللوز أو أبعد...
*
ماذا تعني هذه الشذرة المقتبسة هنا في المقدمة؟
هي الهدف والخط الذي نسج لأجله الكتاب كله هي كيف تحافز على هويتك العربية والإسلامية من خلال المحدثات في زمننا الراهن...
**********
هو كتاب يستحق التوقف فعلا فقلت الكتب التي تجد جلها يملك ناصية النقاش والمنطق والعمق الفكري وكان ...
يقول في المقدمة :
تشكل الثقافة والهوية عنصرين هامين للشخصية الاعتبارية للإنسان ففي الوقتالتي تكسب فيه الهوية لون التميز والتخصيص والترميز تتسيد الثقافة على الهوية , فهي التي تكسبها خصائصها وألوانها
وهي التي تمنحها طابعها الخاص بسمات معينة يطبعها التاريخ في صحائفه.
ص 9
ويقول في مكان آخر من المقدمة:
هي جوهر الثقافة ومركز الهوية
وراء هذا كله شعور الإنسان الغربي بالأخص من الخلل القيمي المسمى اضطراب القيم, يجسد هذه الصورة العالم ماسلو(Maslow)وهو احد العلماء الأمريكيين المعروف في وصف بأنه," عصر انعدام المعايير وعصر الفراغ وعصر بلا جذور, يفتقد الناس فيه الأمل,
ويعوزهم وجود ما يعتقدون فيه ويضحون من اجله."
إنما الحال في الوطن العربي قد يبدو مختلفا , لأسباب تعود إلى ترسخ انتمائه وهويته الثقافية , أهمها الانتساب إلى الدين الإسلامي الذي دعا منتسبيه إلى التوحيد في قوله تعالى :
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
ص12
الكتاب عبارة عن فصول تبوب المبادء التي باتت معطلة فعلا وبقية شكلا فقط منها:
الأخلاق والسلوك يقدم لها بمقولة لغاندي:
إن معرفة بلا أخلاق ,ولذة بلا ضمير, وسياسة بلا مبادئ , وتجارة بلا فضيلة , وثروة بلا عمل, وعلما بلا روح إنسانية, تمثل تدميرا للنشاطات الإنسانية السابقة.
ص 13
وأرى أن تلك المقولة تختصر الكتاب كله..
يحكي في فصل اللغة الذي في رأيه هو هوية الشعب والامة,أن كل لغة هي هوية عنها فلم تأثر جيلنا بهوية الغرب؟ اين الأسس والثوابت؟هل فقدوا الطريق إلى القيم الجوهرية في الثقافة؟
نحن نعاني الإزدواجية في المعايير اللغويى فلا ثبتنا لغتنا ولا لبسنا مسوحهم كاملة...وهو من مسببات الاستعمار الأولى لذا كان الاستعمار يبدأ من الهجوم اللغوي..
ينادي عبر حوار في الفصل:
يمكنك أن تخدش جلدي لكنك لاتستطيع أن تسلبني حقي في لغتي...
وقد أورد مقولة لمالك بن نبي ان الفرد يزهو بلغة الآخر وهو قوي كما يزهو الطاووس بذيله المزركش وهي مايدعوها الجاهزية للاستعمار.
لكننا نرى أنه لم يورد من أين اقتبس المقولة رغم انه اورد هوامش عديدة في الكتاب ورغم هذا سقطت منه هوامش كثيرة هل افترض أن القارئ يعرف مايعرفه هو؟
في فصل الوقت يقول قولا مقتبسا يلخص الفصل:
إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والآخرة , والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.يقول نلسون مانديلا: إن اكثر شيئ يقتلني هو أن أنهض في الصباح فلا أدري ماذا أفعل
في فصل العلم يقول:
ليس اكتساب العلم غاية في حد ذاته في منطق الإسلام , وإنما الإثراء المتواصل والزيادة ( وقل رب زدني علما)
حقيقة إيراد آيات من الذكر الحكيم زاد الكتاب قيمة حيث جمع مابين مقولات الرموز البارزة المكافحة وقول القرآن والرسول والصحابة الكرام وهو هنا يمسك بكل الخيوط الإقناعية.
ويقول في آخره ان القيمة المعطلة للعلم عندنا العلم الجوهري المحفز نحو العمل لا الشهادة التي يتحول الحصول عليها إلى مهرجان يرصع بالتهاني في الجرائد.
ص 27
يتلوه فصل عن قيمة العمل,ثم الحوارويعرفه بانه منهج حضاري ومؤشر وعي بالذات والآخر,وهو تخلص من أنانية النفس الضيقة النظرة المحدودة الرؤية واعتناق لفضاء واسع غير مؤطر هو إحدى القيم الأساسية التي تضمها الثقافة الإسلامية.
ص 33
فصل في الإيثار وسلامة الصدر ثم بعض الظن تليه قيمة الشكر فيقول فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم دون تحقيق للحديث!
الإيمان نصفان نصفٌ شكر ونصفٌ صبر.
وفي الأثر: الشكر معرفة العجز عن الشكر.
ص 56
قيمة الاعتذار,ثم قيمة الحلم ص 64
يقول فيه:
الحليم سيد فهو المالك عقله , والمجل قدره , والمنزه شأنه , ولم أر حليما إلا وهو رفيع في أخلاقه , مرتفعا في شمائله , فقد جبل على النظر إلى الامور بعين عقله , فلا تدفعه المواقف إلى عاقبة لايعرف منتهاها , ولا تجره الانفعالات إلى جحور لها منافذ إنما هو محكم امره عاقل حبله مرسن نفسه ..الخ...
يقول الشاعر امين تقي الدين:
الحرب علم والشجاعة خلة=فالرأي قبل شجاعة الشجعان.
ص 64
معاملة الرجل للمرأة ثم فصل قيمة الحياءفيعرفه قائلا:هو السد المنيع أمام النفس ( الامارة بالسوء)
ص 73
قيمة التسامح يقول فيها:إن مصيبة أغلب البشر فس انهم غير متسامحين..
ثم قيمة التفكير يقول فيها:إن قيمة التفكير التي عطلها الكثير من الناس في مجتمعاتنا هي إحدى الركائز التي حث عليها الإسلام.
هو الذي يفتح آفاق الرؤية , ويشق الطريق نحو النور.
ص 81-82
قال أحد علماء الغرب:إن حياتك من صنع أفكارك
قيمة الثقة:فالمجتمعات السليمة لايمكن لها أن تقوم أو تتكون وتتطور دون انتشار الثقة بين أفرادها
88888888
لكنه لم يعالج هذا الفصل معالجة كافية لقد استعرضها وبين أنها ثغرة فكرية وسلوكية واننا نعالج غالبا الخطأ بخطأ آخر, و بكل الاحوال هو لم يدخل بقوة في عمق أمر بات يتجذر ويستشري بقوة في مجتمعاتنا الشرقية.
قيمة القرار
فصل هام مع ماقبله كان هاما دفعني للبحث كما الفصل السابق لمعرفة لماذا وصلنا لهذه الدرجة من ضعف قوة القرار.يبين اهمية حسن النوايا اولا وهذا لايغني عن حسن اتخاذ القرار الذي قد يغير مجرى حياته سلبا أم إيجابا.
فهل لأمر الثقة بالنفس دور؟
مفتاح بحث كان يحتاج وقفة مطولة أكثر.
ص 100
**********
قيمة الأسلوب
الأسلوب هومنطق المرء إلى مبتغاه , ووسيلة إلى مقصده , تقام عليه الأحكام وبه تستند الآراء ومنه تستنبط التفاسير , فيقاس المرء بما نطق لسانه وأوحى كلامه , وهو عند الناس بما يلفظ بيانه.
ص 102
قيمة التعامل ص 115
بدءا من هنا نجد أنه لو جمعنا الفصول من هنا وضممناها لما قبلها لوجدنا أنها باتت أفضل وربما تفريعا عنها فلاداعي لكثرة الأبواب وإرهاق القارئ بكثرة العناوين وتشابه المحتوى وكان له صلة ما بالفصول السابقة.
وهكذا حتى آخر الكتاب للصفحة:217 تقريبا.
كان مقسما بشكل عام لقيم أخلاقية معطلة قيم خاصة بالعمل , وأخيرا المعالجة ,وصراحة لالزوم لهكذا تقسيم فقد اتى متماثلا في معظم فصوله في طريقة العرض والإسهاب في عرض المشكلة والتي لم تكن تكفي معالجة الحل صراحة لأنه أسهب في عرض الأسباب وعرض المشكلات على حساب الحل.
**********
بكل الأحوال قلما نجد كتابا اختريت فصوله وفقراته بعناية فائقة تتجنب التكرار لبعض الأفكار لكن السؤال هنا هل أضاف الكتاب جديدا؟ إن كان فهو قد نجح في تقديم مفيد وهو كذلك فليس هناك عمل كامل إنما هو الاتجاه الجدي الصائب لجيل هو احوج لتلك الأفكار البناءة,
ندعوكم لقراءته فهو هام
ريمه الخاني 10/2/2012
ملف مرفق 1560
