قصيدة تأوهات في غياب الظلام شعر / خالد أحمد البيطار
تأوهات في غياب الظلام
فَوْقَ النُّجُومِ يَنَامُ الْبَدْرُ مُعْتَقِدًا
أَنَّ الْعَذَابَ رَأَى إِطْلَالَةَ الْكَدَرِ
وَ يَزْرَعُ الْخَوْفُ فِي الأَنْسَامِ عَالَمَهُ
وَ يَرْسُمُ النَّارَ فِي كُرَّاسَةِ الشَّجَرِ
وَ يَأْخُذُ التِّينُ ضَوْءَ الْبَحْرِ مُنْتَظِرًا
تَنَاثُرَ النَّجْمِ فِي طَوَّافَةِ الْعُمُرِ
يَرْنُو النَّهَارُ إِلَى أَوْجَاعِ عَاشِقَةٍ
لِيَسْبَحَ الْعُودُ كَالْقِنْدِيلِ فِي الشَّعَرِ
مَا زَالَ يَسْأَلُ خُبْزُ الْقَلْبِ عَنْ شَجَنٍ
يَسِيرُ كَالْوَقْتِ فِي أُنْشُودَةِ الْوَتَرِ
إِنَّ الْمِيَاهَ هُنَا تَرْتَاحُ فِي أَمَلٍ
يَهْفُو إِلَى لَوْعَةٍ تَنْشَقُّ فِي الصُّوَرِ
لَمْ يَنْتَظِرْ سَاحِرٌ أَعْيَادَ دَالِيَةٍ
إِلَّا لِيُشْعِلَ عِطْرَ الْمَوْزِ فِي الظَّهَرِ
لَمْ يَنْتَظِرْ شَاعِرٌ إِشْرَاقَ زَنْبَقَةٍ
إِلَّا لِيَسْمَعَ شِعْرَ الْحُبِّ فِي الْمَطَرِ
قَدْ عَرَّشَ التَّبْغُ فَوْقَ الثَّغْرِ مُنْتَظِرًا
تَرَاكُمَ الْفَرْحِ فِي الأَسْوَارِ كَالدُّرَرِ
وَ يَرْكُضُ الْبَوْحُ فِي الأَوْصَالِ مُرْتَجِلًا
قَصِيدَةً تَصْنَعُ الأَشْيَاءَ كَالْقَدَرِ