خطر التشيع...وهمٌ وأضغاث أحلام
خطر التشيع...وهمٌ وأضغاث أحلام
يثار في الأوساط الإعلامية موضوع هو في غاية الأهمية والخطورة..وقد اصطلحوا على تسميته بخطر التشيع أو الخطر الصفوي الإيراني وغير ذلك من التسميات التي تستثير الغرائز والأحقاد.
ويستخدمون في ذلك كل أساليب التهييج والإثارة عبر تذكير بأحداث تاريخية قديمة مشوهة وعبر نشر أقوال لبعض الشيعة وهي أقوال فردية شخصية وغير مقرة بالمذهب الأثنا عشري الجعفري وأيضاً من خلال قصص وهمية مختلقة.
ومعلوم أن لإيران كدولة إقليمية في المنطقة تحركات ونشاطات متزايدة.
فهل هذه الحركة هي تحركات سياسية أم دعوية؟
وحقيقة الأمر أنه لا يوجد خطر اسمه خطر التشيع ويرجع ذلك لسببين:-
1-لا يستطيع الدعاة الشيعة ومهما كانت قدراتهم التأثيرية الا أن يؤثروا على فرد من هنا وآخر من هناك والدعاة السنة أكثر تأثيراً وهم يستقطبون أكثر من دعاة الشيعة حتى في ايران نفسها ومن رجال علم لدى الشيعة أيضاً
لكنهم لا يستطيعوا كسب جماعات من السنة وهنا ما أقصده بعدم وجود خطر تشيع ولا أيضاً خطر على الشيعة من السنة لأن الاستقطابات من كلا الطرفين لا تشكل خطراً لتعطى هالة كبيرة تؤدي الى التباغض والصراع الذي يستفيد منه فقط عدو الأمة الغربي الصهيوني
2-عدد الشيعة في الأمة الإسلامية محدود وقليل قياساً بالمجموع العام للمسلمين
وحيث أن الدعاة السنة ينشطون أكثر من دعاة الشيعة
وتجارب الماضي تدلل على ذلك
-أما ما يرى سياسياً فهو شيء مختلف عما سلف فما نراه هو حركة ايرانية نشطة وهذا نتيجة طبيعية وحتمية لتزايد القوة الإيرانية وخاصة في المجال التصنيعي والعسكري وتنافس في ذلك النفوذ الغربوأمريكي الصهيوني وهو النفوذ الوحيد الموجود بالمنطقة بعد انتهاء الحرب الباردة وانكماش روسيا داخل حدودها وتراجع بل ابعاد مصر عن لعب دورها الاقليمي في قيادة العمل السياسي العربي واستبدالها بالمملكة السعودية.
ففي عهد الشاه كان في المنطقة ثلاث دول اقليمية هي مصر وايران والكيان الصهيوني(وتركيا كانت مغلقة على نفسها وتحت ظل حلف الناتو) ولكن مصر كانت أكثر تأثيراً في المنطقة والعالم من تأثير ايران وذلك راجع لتحالفات مصر الدولية عبر دول عدم الانحياز ومنظومة الدول الاشتراكية والفعالية المصرية في حوض النيل وافريقيا وكذلك كانت مصر تشكل منظومة سياسية من عدة دول عربية تشكل ثقلاً في المنطقة
وكانت السعودية ودول الخليج العربي في الاصطفاف الايراني ولكنه كان اضعف من الاصطفاف المصري العربي
- والآن وبعد بعد وابعاد مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد عن دورها العربي صارت السعودية هي الدولة المحورية العربية وبحكم أنها لا تمتلك مقومات مصر ولارتباطها بالسياسة الامريكية أضحت ايران هي القوة الاقليمية الأكثر تأثيراً في المنطقة
(وهنا يجب أن أذكر أن المسألة ليست شيعية أو سنية ولكنها مسألة قوة ونفوذ سياسي ) والأقوى دائماً هو الأكثر نفوذا
وكل ما ذكرته يدخل في سياسة اسمها ملأ الفراغ فالاقوى هو من يملأ فراغاً سياسياً اكثر من الأقل قوة.
-وأملنا الآن أن تعود مصر لسياستها العربية بعد أن تتحرر مصر من نير التبعية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني وفي ظل الثورة الشعبية الجديدة وتأخذ دورها في المنطقة وستملأ الفراغ العربي كما كان في السابق .
-وسياسة ملأ الفراغ هو ما يجعل ايران أكثر نفوذاً الآن وليس بحكم أنهم شيعة وهذا النفوذ الايراني لا يعجب الصهاينة والغرب فلذلك أثاروا مسألة التخوف من المد الشيعي وأعطوه طابعاً مذهبياً طائفياً حتى يصبح كل النفوذ للغرب الصهيوني ويكون الكيان الصهيوني هو القوة الاقليمية الأكثر تأثيراً في تشكيل المنطقة من جديد عبر ما يسمى بمشروع الشرق اوسط الجديد
والذي يهدف الى تفكيك دول المنطقة وإعادة تركيبها على أساس طائفي ومذهبي وعرقي بحيث يكون الكيان الصهيوني هو الدولة الطائفية الأقوى في المنطقة ويصبح وجودها كدولة يهودية طائفية طبيعياً ومتوافق مع وضع المنطقة.
