العالم الياس زهروني و اكتشاف الجينات

الإستبداد السياسي ونظم التعليم العقيمة أبرز اسباب الهروب
200 مليار دولار خسائر الوطن العربي لهجرة علمائه
الدستور الردنية : 22\5\2006
الدول العربية لم تعد تملك رأسمالها البشري المفكر والمنتج ، لسبب بسيط هو أن هذه العقول التي تعتبر أساس رأس المال هجرت أوطانها منذ عقود ، ففكرت وأنتجت بل وأبدعت ، ولكن لغير الأوطان . قد تكون قطر بلدا صغيرا ، ولكنها تثبت بتنظيمها أول مؤتمر من نوعه للعلماء العرب المغتربين أن الحجم غير ذات أهمية عندما يتعلق الأمر بتثوير الإبتكار والعلم في المنطقة . حاول المؤتمر التأسيسي الأول للعلماء العرب المغتربين الذي إختتم أعماله في الدوحة أن يضع خطوات يمكن أن تكون بمثابة نقطة البدايةلعودة تدريجية للعقول العربية المهاجرة في سبيل إعادة توطينها في نهاية المطاف . وفي هذا الإطار ، قدم نحو 150 عالماعربي الأصلشاركوا في أعمال المؤتمر رؤاهم ومقترحاتهم لما يجب أن تكون عليه البنية التحتية والبيئة العلمية في الدول العربية حتى يمكنهم التفكير في العودة . وتحدث هؤلاء خلال جلسات عمل تناولت مختلف مجالات علومهم حول تجاربهم في بلاد المهجر ، كما بحثوا آليات الشراكة وقنوات العمل المشترك ، وسعوا الى إعداد قاعدة بيانات تسهل الإتصال والتعاون فيما بينهم .
الباز :عدم احترام العلماء
يقول العالم المصري فاروق الباز إن العالم العربي يشكو من عدم إحترام العلم والعلماء ، عدا عن عدم توجيه الميزانية الكافية لخدمة ودعم البحث العلمي . ولفت الباز الى أن السياسات العامة في العالم العربي تنكر فائدة وأهمية البحث العلمي ، بل وأكثر من ذلك ، هناك من يعتقد أن الإنفاق على هذا المجال يدخل من باب الترف رغم أهميته في التطور والتقدم والريادة . وشدد على أن ما ينفق على البحث العلمي من شأنه أن يحمي الإقتصاد الوطني للدول العربية ، منوها بجدواه كذلك في حل مشكلة الفقر وإفرازاته في الدول النامية . وذهب البروفيسور هارولد فارموس الحائز على جائزة نوبل في الطب الى ما ذهب اليه الباز بتأكيده على أن العلم يمكن أن يتغلب بالفعل على المجاعات في مختلف أنحاء العالم ، موضحا أن التحكم في العلم والتكنولوجيا يقلل من الفجوة والهوة بين الفقراء والأغنياء . والبروفيسور فارموس واحد من عدد من كبار العلماء الأجانب الذين تمت دعوتهم للمشاركة في أعمال مؤتمر الدوحة للحديث عن تجاربهم الخاصة .
200 مليار خسائر العرب بسبب الهجرة
وقالت دراسة حديثة صادرة عن منظمة العمل العربية إن الخسائر المتراكمة للدول العربية نتيجة هجرة الأدمغة العربية تصل الى نحو 200 مليار دولار ، في حين قدرت الدراسة الخسائر السنوية بحوالي مليارا دولار . وتحدثت الدراسة عن أسباب هجرة الأدمغة العربية موضحة أن أبرزها يتمثل في الإستبداد السياسي في بعض الدول ، ونظم التعليم الفاشلة والعقيمة ، وعدم رعاية الموهوبين . وقالت الدراسة إن هذه الأسباب مجتمعة تدفع العقول والكفاءات العلمية للفرار من الوطن العربي الى الدول الغربية التي تحتضنها وتوفر لها كل أسباب النجاح والتقدم . وأشارت الدراسة الى أن ما نسبته 75 في المائة من العقول العربية المهاجرة تتركز في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا ، وتتوزع ما بين 60 في المائة للعلماء المصريين ، و 10 في المائة للعراقيين واللبنانيين ، و 5 في المائة لكل من الأردن وسوريا وفلسطين ، ومثلها لباقي الدول العربية . ويعتقد البروفيسور فارموس أن تشجيع هؤلاء العلماء المغتربين على العودة الى أوطانهم يتطلب بالضرورة مبادرات علمية في المنطقة عموما وتحفيز البحث عن المهارات العلمية للتعاون معها .
الحكم الرشيد
وقال الدكتور الياس زهروني مدير المعهد الوطني للصحة في واشنطن إن نجاح أي مؤسسة بحثية يرتكز على عوامل عديدة من بينها وجود قيادة سياسية ذات رؤية واضحة في مجال البحث العلمي ، وإلتزام حكومي وشعبي مستمر بدعم الكتولوجيا والمعرفة .
وأضاف زهروني : الحكم الرشيد وتوفير الموارد المالية والدعم المعنوي وخلق البيئة الإيجابية للبحث والباحثين ، ووضع خطة لتدريب الجيل المقبل هي من الشروط الضرورية لنجاح المؤسسات البحثية .
الحاجة للحرية
وكان للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي رأي لافت في قضية هجرة العلماء العرب المغتربين .
يقول إن العلماء يحتاجون الى مناخ من الحرية حيث يستطيعون الإبداع والإنتاج ، أما الجو الخانق فيجعل العلماء يهربون . وأضاف القرضاوي أننا ومنذ زمن نشكو من العقول المهاجرة للخارج والتي تعد من أنبه الكفاءات العربية وتستفيد منها مجتمعات أخرى ، في حين مجتمعاتها الأصلية في أمس الحاجة اليها . ومن طرفه ، أكد أنطوان نعمان ، البروفيسور في مجال الهندسة المدنية في جامعة ميتشغين الأمريكية أن العقول العربية المغتربة يمكن أن تقدم لأوطانها ما قدمته للدول الغربية من إنجازات ومساهمات علمية إذا ما أعطيت لها الفرصة وتم توفير البيئة الصحيحة والمصادر المادية الكافية لها .
الراصد العربي