أرب قصة قصيرة حمادي بلخشين
أرب !عرفته منذ عشر سنوات تقريبا، كان يتردد بانتظام على نفس الحانة التي أعتدت الإختلاف اليها، كان فاسقا من الطراز الاول، كلّما رأيته مع إمرأة تبين لي فيما بعد انها مومس... و كلما ابصرته رفقة شابّ تبيّن لي بعد التحري الشديد أنه من بقية قوم لوط.ما اثأر عجبي انه كلما ورد اسم إيران في تلفزيون الحان الا وصاح بأعلى صوته:" خميني أكبر خميني اكبر، أما آن لهذه الثورة أن تصدّر!؟"هممت بسؤاله ألف مرة :" ما شانك و التشيع و أنت لا تكاد تفيق من السكر"، لكنني كنت أعدل عن ذلك خشية ان يكون سؤالي فاتحة صداقة اتجنبها قدر المستطاع. بعد أن جنى عليّ الاصدقاء، ولم الق من افضلهم غير الجحود و الجفاء.كان اذا بلغ به السكر حدا كبيرا نثر امامه مجموعة كتيبات ثم انغمس في تقليبها مرددا بين الفينة و الأخرى:ــ متي يقدم الأسياد، و يتحقق المراد ؟! بمرور الزمن أصبح ممقوتا من جميع رواد الحانة .. كانوا يقولون له مؤنبين" لا تعكر صفونا بذكر الدين و التدين.. لو اردت التوبة فليس هذا مكانها" ذات مرة عنفه احدهم حتى اوشك ان يزهق روحه... بقينا نكابد حضوره الكريه حتى جاء الفرج من حيث لم نتوقع. ذات مساء اقتحم الحانة كهل هائج إستل سكينا من بين ثنايا ثيابه ثم سدد له طعنة وحيدة في عنقه كانت كافية لنقله الى معسكر الأموات. حين رفعت جثته، خلف المحققون وراءهم حقيبة جلدية تعمدت( بدافع الفضول) دفعها تحت منضدة.. كنت اعلم انها تضم كتيبات وددت طويلا إلقاء نظرة عليها.فور دخولي الحمّام، وافراغي محتويات الحقيبة على أرضيته انفجرت ضاحكا حين طالعتني العناوين الآتي ذكرها:ــ كتاب المتعة للعلامة حيدر الشبقاني القمّي. ـــ خضر المروج في إعارة الفروج. لنفس المؤلف.ــ كيف تستمتع بلا ثمن، لحجة الإسلام ناعظ الكربلائي.ـــ رفع الملام عمن ترك الصلاة و الصيام و اشتغل بنكاح الشابة و الغلام. للعلامة شهوان منتصبي !
أوسلو 22 جويلية 2009
رد: أرب قصة قصيرة حمادي بلخشين
السلام عليكم
هي فنيا قصة وربما يمكنها ان تكتب بطريقة اخرى تماما..ويمكن ان تصنف من الادب الساخر أيضا...
فهي نظرة نقدية كتبت بطريقة القصة...ننتظر رأي الإخوة الكرام.
تحيتي لك
رد: أرب قصة قصيرة حمادي بلخشين
" لقد تقدم الفن القصصي بين الأمم الغربية و اصبح من اعظم الوسائل التي يعتمد عليها رجال التفكير و الإصلاح في بث ارائهم و افكارهم و خلاصة ابحاثهم و نظرياتهم في شؤون الحياة و لقد خرجت القصص بهذا التطور الحديث، من دائرة الغرض التي وضعت من اجله أي التسلية " عبد القادر امير الخانجي .
اختي الكريمة ريمة
اذا كان ادباء الغرب الذين صفوا الإستبداد و الخرافة و الجهل قد جعلوا من القصة النقدية المحملة باوشاب الواقع و سيلة لهدفهم فكيف لا نستلهم تجربتهم و نحن نغرق في كل اصناف التفاهة و الرداءة و السخافة
تحياتي و تقديري و شكرا لمرورك الكريم
رد: أرب قصة قصيرة حمادي بلخشين
نعم انا معك في هذا مرور وتحية كبيرة أديبنا المميز/بصرف النظر عن فحوى الموضوع.
بنان
رد: أرب قصة قصيرة حمادي بلخشين
الأخت الكريمة بنان شكرا على حضورك المبهج
لك كل المحبة و خالص الود و لأدبك كل التقدير