*عامر بن الأكوع

هو عامر بن سنان بن عبد الله بن بشير الأسلمي المعروف بابن الأكوع عم سلمة بن عمرو بن الأكوع واسم الأكوع سنان ويقال أخوه.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: فيمكن التوفيق أن يكون أخاه من أمه على ما كانت الجاهلية تفعله أو من الرضاعة.
أسلم وامتلأ قلبه حباً لله ولرسوله حتى نزلت تزكيته من فوق سبع سماوات على لسان الحبيب صلى الله عليه وسلم فشهد له بالخير وبمضاعفة أجره عند موته بل وفاز بدعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم له بالرحمة والمغفرة وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا استغفر لرجل مات شهيداً في سبيل الله – جل وعلا -.
أسلم سالمها الله:
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها أما إني لم أقلها ولكن قالها الله عز وجل ".
*والفارس اليوم؛ نستضيفه من قبيلة أسلم هذه القبيلة المحبوبة من الله ورسوله؛ لأنها ما حاربت رسول الله صلى الله عليه وسلم بل جاءت للإسلام طائعة ولمع كثير من أفرادها في عالم الصحابة الفرسان الشجعان الميامين من مثل : سلمة بن الأكوع ، وبريدة بن الحصيب،وربيعة بن كعب
- رضي الله عنهم- وغيرهم ممن ملأت فضائلهم الدنيا وكانت أعمالهم تعبق بالطيب على مر الأيام وكر العصور.
*وفارسنا اليوم رجل آتاه الله عز وجل بسطة في الجسم وجمالاً في الصوت فقد كان حسن الصوت يرتجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان أحد حداة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يحدون بين يديه في السفر منهم: عبد الله بن رواحة الأنصاري وسلمة بن الأكوع وأنجشة وغيرهم.
فاز بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالرحمة والمغفرة:
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:
"خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبير فسرنا ليلاً فقال رجل من القوم لعامر: يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك ؟ وكان عامر رجلاً شاعراً فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينـــــا
فاغفر فداء لك ما اتقينــا وثبت الأقدام إن لاقينـا
وألقين سكينة علينـــــــا إنا إذا صيح بنا أبينـــــا
وبالصباح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من هذا السائق؟" قالوا: عامر بن الأكوع قال:" يرحمه الله" قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به فأتينا خبير فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة قم إن الله تعالى فتحها عليهم فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيراناً كثيرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون؟" قالوا: على لحم قال:" على أي لحم؟" قالوا: لحم الحمر الإنسية قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أهريقوها واكسروها" فقال رجل: يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها قال:" أوذاك "فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيراً فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه قال:فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله وهو آخذ بيدي قال:" ما لك ؟" قلت له:" فداك أبي وأمي زعموا أن عامراً حبط عمله قال النبي صلى الله عليه وسلم:" كذب من قاله إن له أجرين – وجمع بين إصبعيه – إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى به مثله"
وفي رواية أخرى عن سلمة بن الأكوع – رضي الله عنه- قال:"...فو الله ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خبير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
فجعل عمي عامر يرتجز بالقوم:
تالله لولا الله ما اهتدينــــا ولا تصدقنا ولا صلينـا
ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من هذا؟" قال: أنا عامر قال:" غفر لك ربك" قال : وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان يخصه إلا استشهد قال: فنادى عمر بن الخطاب وهو على جمل له: يا نبي الله ! لولا ما متعتنا بعامر؟ قال: فلما قدمنا خبير خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خبير أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال: وبرز له عمي عامر فقال:
قد علمت خبير أني عامر شاكي السلام بطل مغامر
قال: فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: بطل عمل عامر قتل نفسه قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله ! بطل عمل عامر ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال ذلك" قال: قلت : ناس من أصحابك قال:" كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين".
فيا لها من منقبة عظيمة أن يشهد له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بتلك الشهادة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


تعليق وفائدة : هنا أرى أنّه لابد من ذكر أمرين :
الأول : عامر رضي الله عنه مثل يحتذى في الشجاعة والإقدام فليكن الجندي المسلم سائراً على خطى عامر وأمثاله من أبطال الصحابة رضي الله عنهم .
الثاني : التسرع في الحكم على سيّدنا عامر رضي الله عنه أنّه قد حبط عمله والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم ردّ قولهم ذاك وأعلن خطأهم في الحكم وصحح ذلكم الخطأ بالسّؤال عن قائله , بقوله :
" كذب من قال ذلك , بل له أجره مرّتين . من هنا ندرك أنه يجب على الدعاة والعلماء وطلبة العلم عدم التسرّع في إطلاق الفتاوى المرتجلة بل عليهم الثبت والتأني في الفتوى فذلك أدعى لنيل الثقة في أوساط الأمة بكل شرائحها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

السلام عليكم
جزاك الله خيرا وسدد خطاك سابحث عن جامع سير الصحابةفي القسم الاسلامي ان لم اكن مخطئة لنضيف لها هذا الصحابي الجليل
مرور سريع

- بسم الله الرحمن الرحيم -
السيدة أم فراس السلام عليكم . شكراً للمرور السريع وكذلك نعمت هذه الإضافة التي ذكرت .
حياك الله.