ممقدمة لترتيب الفوضى / يعقوب أحمد يعقوب

	مقدمه لترتيب الفوضى *** الشعر لحديث: ( أن نرى في الكون ما تحجبه عنا العادة وأن نكشف وجه العالم المخبوء وراء العتمة ) 1* ممالك من سوس الأيام تنخر ذاكرة الأشياء المتعبةِ والخطوة تتحسس جسد العتمة وأنهار من القوافي المتفسخة تسيل لعابا على شفاه معلقات تشنق ذاكرتي فادق جدار الوقت المطبق على قلبي وأصرخ ملء وجعي بلا صوتي أيها الفرح لماذا تأخرت !!؟ آه.. أسمع بكاء حلمي أنتفض كعصفور بلله الدمع وأنادي الغاب تعال وإرتح من برد اللحظات المتعبة.. لا أجد إلا بردي ولا ألقى إلا وحدي أغرس أسنان الوحدة في شفتي وأنادي يا بحر ..يا بحر *** الله.. كم تسكننا القبور وتحكمنا عظام من ماتوا وصاروا معابدا ً في صدورنا وكم نبحث عن المفاجأة ولا نجدها فنقدم الطاعة للحزن ثم لا هو يغادرنا ولا نحن نمتلك من كل هذا الوضوح سوى بعض الأبواب التي لا تفضي إلا لعتمة خاف هذي العتمة..بعد تلك العتمة هو البحر سيد الغموض فلماذا نخلع عليه ثياب أرواحنا المسكونة بالملح ونداعبه بأقدام مقرحة لا تجد فيه إلا ملحا يغسل عنها ما تنامى من القروح الفاسدة هل وردة هذا البحر ام سروال تلبسه الارض القاحلة اه.. اسمع بكاء حلمي عند ابتداء الموجة عند إنكسارالصخر في لحم الزرقة *** قال البحر: كل الاشياء ستظل بحاجة للكشف والإكتشاف ليس الفجر شمسا تطل وليست الحياة نوما وصحوا وليس الخوف بأن نخاف ممخافوا الخوف هو روح العتمة أشعلوا الفرح قليلا أجد شفتي ردت الموجة: لن أسير إلا باتجاه النهاية ولن اطوف إلا باتجاه الطواف... *** تململ العظم النائم بالقبر أضاء قناديلا مهملة غمس سبابته بالحبر وكتب: ستظلون تقرأون ما كتبنا الى الأبد وستظلون تمشون فوق مسالكنا الى الأبد ليس هذا البحر إلا بعض ملح وزبد ودعكم من الريح فانها ثورة من المعصية والخطيئة.. والتـــــعب.. *** قالت الريح: أنا ذاكرة الصحو عاشقة المسافات لا أثق بالسكون ولا بالقعر لا أرسم الأشياء طبقا للاصل لا أنحت الصخور حبا بالاوثان ولا أعري شجرا إلا كي أراه في لحظة ستأتي تدفقا للسر.. حجابا للسحر كتابا للشعر تماما كالبحر *** وأكملت الريح أنا أخلق الصدفة لأعيش اللحظه الآتية غير ما كانت عليه اللحظة الفائتة فالسماء اليوم تدهشني أكثر من سماء البارحة وكلما فتحت بابا كلما قلبت كتابا أشعر بدهشة كدهشة الوضوح أمام الغموض *** وأكملت الريح دون رد من أحد هل تعرفون أين ينبت الفرح أنا التي قرأت تقاسيم كل المسافات أعرف أنه في كل مكان حتى تحت أقدامك أيها الشيخ الذي عاش الف سنه وهو يبحث عنه وهو تحت نعله *** قال الطفل الذي لم يولد بعد أنا المدمن على عشق البحر والريح والمفردات الغامضة لا تأمنوا للفرح ولا للحزن ولا للصحراء ولا تحولوا سيوفكم مناجلا تحصدكم عم قليل سيكشف لكم الموج عن جسد الصخر المتآكل بالزرقة والملح والتعب لا تبيعوا أساور نسائكم كي تشتروا بعض التوابل والحرير وبعض الغموض من عناقيد العنب كفي بوصلة الانواء إبهامي كالمطرقة يكسر زجاج الريح روحي تقرأ ما يخفي اللهب فاسمعوا مني العجب ستأتي سنين عجاف بها يعرى العرب ستأتي سنين عجاف بها يعرى العرب ستأتي سنين عجاف بها يفيض القلب بكل ما بالقلب من غضب الغضب ستوقدون الشجر الاخضر ثم تنقطع الانفاس وهي تنفخ في الظلام ولا لهب ستبيعون أطفالكم عبيدا يودعون في قلب صناديق الموانئ والصناديق خشب وستمضي السفـــن باتجاه الغرب حيث تغيب الشمس على قوم لا يفقهون عن الموت سبب ولن تئدوا بناتكم لانهن سيكن لكم باب رزق وما عليكم من عتب وسيأتي زمن ويعلم النجم أنه كان إقترب ستحلقون شواربكم وتحلقون ذقونكم فهل كان لقوم لوط أدنى سبب "للشنب" تبت أياديكم جميعاً تبت يدا أبي لهب وتب بعض الجنون من جنون مثلما بعض الحياء من أدب إنه البحر بعيد والمركب قد لاح في أفق التعب إن النواطير نامت وبالكروم ثعالب قد أفنت الكرم فهل يفنى العنب مطر سيهرب من غيوم سمائكم لهب سيشعل الارض من دم اللهب دم سيجري للركب هذا النهار سيسقط من حولكم من تحتكم من فوقكم مثل سقوط خيامكم فوق الرمال مثل سقوط الغاب في حضن اللهب والصبح يأتي دون شمس لا تسألوا عند الظلام عن سبب ثم التراب لن يكون قبوركم لن يحجب الجسد المثقب بالرصاص سوى كف غصن ضارعة صارت من العطش حطب *** إصحوا فان في الأمر عجب إصحوا فإن في الأمر تعب هذي المناجل لسيوف حولوها بيعوا المخامل والحرير والقصب بيعوا الذهب *** ثم ازرعوا الارض حديدا واحصدوا الموت غضب إنها اصفرت وجوه إنها اسودت وجوه إنه الموت وجب إنه البحر إشتعال الملح في الجرح لهب ***

اعجبني العنوان جدا
وفقك الله
سررت بالمرور
فراس

العزيز يعقوب ، شعر يفيض بالمعاني الجميلة ، ويسيل بالكلمات المورفة .
دمت بخير.
ودي.

الأخ عبد العزيز
تحية لقلبك الطيب أشكر خطاك