حق تشكيل نقابة المعلم ضرورة واستقرار للعرف الدستوري

بسم الله الرحمن الرحيم
حق تشكيل نقابة المعلم ضرورة واستقرار للعرف الدستوري

أقدم مقالي للقاريء الذي يرصد الأحداث اليومية وهموم مجتمعه ..ففي المقال جانب نظري وجانب ميداني كلاهما يخدمان الهدف .
ففي عيد الجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية الكبرى وضعنا جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ... وضعنا كلنا بمسؤوليات نحو الوطن والنفس
والآخرين بمفهوم المواطنة الصالحة الذي يتجسد بمعنى الوحدة الوطنية بنيان التماسك . واوضح لنا من هو المعلم ونوعية رسالته وأضاف بشكل أوسع
أن اهم اعتباراته..... حقوق الإنسان . بجانب سيادة القانون ومبدأ العدالة وتفعيل الوازع الداخلي في داخل نفوسنا اي الرقيب على انفسنا.

ومن هذه الشواهد السابقة أنطلق لإنها تتسق وتتواءم مع إدراكات المجتمعات الحديثة الرأسمالية . التي اعترفت رغم انطلاق حرية الرأسمال ينبغي
الحفاظ على العنصر البشري كعنصر إنتاج بدءاً من حمايته والحفاظ على حقوقه والاهتمام به لتنمية الموارد البشرية . وقياساً فإن المعلم هو عنصر إنتاجي
في مسيرة وعملية التعلم والتعليم عنصر من الموارد البشرية حقوقه كما واجباته تخدم وتصب بصالح المسيرة الإنسانية والحضارية وليس فقط ضمن القطرية والحدود والأقليم . وربما معلمنا طالب بحق تشكيل النقابة فهل يتحدث عنها من خلال حججه النفسية ام القانونية ؟

بالرجوع الى حق تشكيل النقابة او المطالبة بالحق النقابي ما بين حق الإنسان ( المعلم ) بشكل عام وحق المعلم ( الإنسان ) بشكل خاص :

اولا حق تشكيل النقابة كحق إنساني ومهني عالمي :

اتقافيات منظمة العمل الدولية اتفاقية رقم 78 لعام 1948 ......القانون العالمي الصادر لحقوق
الإنسان 1948 بحالة النظرة للمعلم حق إنساني او تحصيل حاصل .
.....العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر لعام 1966.
وهذه الأتفاقيات تبرز حق الانسان بالتالي وتباعا تشكيل نقابة للعنصر الإنساني كالمعلم .
ثانيا :
أما قانون التربية والتعليم رقم 3 لسنة 1994 المادة 5 فقرة 2 الذي ينص على التأكيد على أن التعليم رسالة ومهنة ... لها قواعدها الخلقية والمهنية.

ثالثا : حق تشكيل النقابة استقرار للعرف الدستوري :

وفي دراسة للإستاذ الدكتور الحموري وزير التعليم الأسبق في الإردن : ذكر ان تنظيم وتشكيل النقابة ضرورة نحو استقرار العرف الدستوري .
وهذا يفرض علينا تعريف النقابة : التي هي جسم مهني يقوم بتنظيم أعمال مهنة محددة يشرع بقانون خاص ويفتح له فروع في جميع المحافظات .
التعريف مقتبس من لجنة معلمي الاردن .
رابعا : الحوار بين رجالات الدولة واصحاب المراكز المتقدمة في المسؤولية وبين التربويين والمعلميين والشرائح المجتمعية الأخرى ومنها الندوة
الحوارية في نادي عمان لمعلمي الإردن . وقبل التحدث مباشرة عما دار في هذه الندوة الحوارية ... نلاحظ كأفراد وجماعات ثقافة بدأت تظهر في المجتمع
حيث تربط الهيبة بالوظيفة وتربط الكفاءة بالوظيفة دون اعتبار لصاحب المهنة والوظيفة وهذا يدلل على قصور في النظرة الإنسانية والرؤى الإنتاجية
... ويدلل على اختزال قدرة وكفاءة الإنسان بوظيفته ومهنته فقط . ويدلل ان الماضي كان أكثر قدرة على حفظ وحماية المعلم والدليل تعرض المعلم
للعنف في حالات خاصة ...ويضع الحاضر بتقصيراته وتجاوزته وعدم إنصافه امام مسؤولية المعلم الذي يعض على الجراح من باب نبل الأخلاق
ونبل الرسالة التي يحملها . ولا يعني ذلك ان الكل هم كما ذكرت بل ايضا هناك فئة قليلة من المعلمين مقارنة بالمجموع الكلي . تعاني من تسريب
المسؤولية المهنية او الوظيفية وتقصير بارز مع طلابها واستخدام للإساليب السلطوية . ولكن الغالبية التي تعض على الجراح ...هي تعلن عن نفسها
سواء من ناحية الألم النفسي وربما الجسدي لبعض الحالات الخاصة .
كذلك المجتمع مسؤول أمام المعلم إذا أراد ان يعترف بهذا النسيج الاجتماعي ... ويطالبه بحقوق أبناءه ....فإذا أردت ان تأخذ عليك أن تعطي .
سؤال واضح هل قدمنا للمعلم ما يستحق معنويا ثم ماديا لكي ننتظر من إتقان عمله ؟ وهل المعلم كوظيفة ومهنة أغلبها في الطبقة الوسطى يستحق
أن يتبؤ دورا فعال كنائب من باب الإنصاف ؟
وهل المعلم يظهر بالمؤتمرات العالمية كعدالة الشرائح في التواصل والانفتاح الحضاري ؟
وهل المعلم له دور إقتصادي فاعل يخفف من عبء المشكلة الإقتصادية لحد ما ؟
وهل المعلم فقط حضوره احتفالي فقط فرضته الانشطة اللامنهجية والندوات والمهرجانات؟ ام ان الدور يمتد ويتمدد الى الدور التنموي والحضاري والعالمي .

وحرصا على الجانب الميداني اقدم بعض ما دار في الندوة الحوارية
التي عقدت في نادي معلمي عمان بعنوان دور المعلم في تكريس مفاهيم خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني... مليك القلوب حفظه الله ... في عيد الجلوس وذكرى الثورة العربية الكبرى تحدث فيها ثلاثة رؤساء وزارات سابقون والنائب السابق ادب السعود. والعديد من مديري التربية والمعلمين . وقدم أعضاء من لجنة معلمي الاردن بيانا قدمه ناشط لجنة معلمي الاردن هاشم الشباطات رفعوا فيه الشكر والولاء والعهد للقيادة الهاشمية في ان تكون رسالتهم التعليمية هدفهم الأسمى وفوق كل المطالب والصعوبات التي يواجهها المعلمون حيث جرى نقاش موسع حول العديد من القضايا .
و تحدث مدير التربية والتعليم الخاص الدكتور فايز السعودي ومدير تربية عمان الثانية عمر المساعفة ومدير تربية عمان الخامسة هايل الطرمان . ود . احمد العتوم . والمعلم سلطان بطاينة ووائل حجاج وغيرهم . مع حضور اغلب لجان لجنة معلمي الاردن من اغلب محافظات المملكة الاردنية الهاشمية .
وقد اقتبست بعض ما ورد فيها :

أشار في حديثه نائب رئيس مجلس الأعيان فايز الطروانه إلى :
حديث جلالته عن سيادة القانون كان يتكلم على ان الجميع متساوون في الحقوق والواجبات مشيرا الى انه عندما يتساوى الجميع في تطبيق القانون ويسود العدل بين الناس ينتفي الشعور بالظلم ............ واضاف ان المعلم من حقه التكريم والتبجيل وعلى المجتمع المحلي تغيير منهجية الفهم الاجتماعي والتقدير لدور المعلم في بناء جيل نراهن عليه جميعا

قال العين عبدالرؤوف الروابدة .....ما ذكر امامي المعلم الا اصبت بالرهبة لإن الأنبياء معلمون .....وأضاف ان المعلمين اصحاب حقوق يجب ان يتقاضوها كاملة ..

قال العين الفايز انه لا مجال لإنكار دور المعلم وتجاوز أثره المحوري في هذه طبيعيا لجيل من في مدارسنا ... فالجيل الأول من رجالات الدولة وكما نلمس
كانوا نتاجا من جيل المعلمين أمنوا بقضية الوطن والأمة مضوا يحملون رسالة التعليم والتنوير ...

وقالت النائبة أدب السعود ما أقرب الماضي بالحاضر..حيث أشارت الى الأمر الملكي لجلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله بإنشاء نقابة للمعلمين في المجلس الحادي عشر .

وأشار معالي وزير التربية والتعليم ابراهيم بدران . في حوار مع اسرة وكالة الانباء الاردنية (بترا) اداره مديرها العام رمضان الرواشدة ....
قال ان المعلم حظي باهتمام خاص في حديث جلالته الذي وصفه بالاب وصانع الاجيال لان المعلم ليس مجرد موظف وانما صاحب رسالة نبيلة تتمثل بتشكيل عقلية الطلبة وتوجيه سلوكهم، وهذه بحسب بدران مسؤولية كبيرة تتطلب من المعلمين الكثير من العمل والجهد الدؤوب لصناعة المستقبل المشرق للاردن والاردنيين الخبر مقتبس جريدةالدستور الموافق 13 حزيران 2010 بعنوان: بدران: برنامج لتنفيذ ما ورد في خطاب الملك بشقيه التربوي والتعليمي .


وفي مكالمة مع السيد ابراهيم عساف من محافظة معان ... من لجنة معلمي الاردن : أين وصلتم في مطالبة حقوقكم مع الحوار القائم بينكم وبين الحكومة الرشيدة .
قال : ما حصلنا عليه هو تحصيل حاصل من ما ضي متراكم بالنسبة للعلاوة ... وهذا الجزء لم يسد رمق المعلم امام اكثر من 52 مطالبا سقفها الاعلى نقابة المعلمين .
وننتظر حاليا انتهاء امتحانات الثانوية العامة فطلابنا اولادنا نحرص ان نقدم لهم ما يكفي حاجاتهم النفسية ومسؤوليات مهنية اثناء اداء الامتحان العام .
وما بعد الامتحان الثانوي مرحلة جديدة متقدمة بنوعية مطالبتنا . وآليات مناسبة لتحقيق اهدافنا . وبين لي اننا نفصل فصلا كاملا بمطالبنا عن اي أجندة تعيث بالوطن فسادا او تنوي العبث لإن الوطن عباءة هاشمية كلنا بداخلها من ثنائيات او محافظات او افراد .. . وهذا الميثاق الوطني للوحدة الوطنية جعلنا فقط نتحدث عن حقوق المعلم
وقال لي ان معان وكل معلم فيها ...بداخله الوازع الداخلي والوطني هما عشق اردني وثابت في اردن الوحدة والعروبة نحرص عليه كما حرص علينا جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله .
أما السيد أيمن سقا الله من محافظة معان ونفس اللجنة : لماذا غابت معان عن الندوة الحوارية ؟
قال : اننا كمعلمين نهتم بالوقت والآليات لتطبيق مطالبتنا التي نراها مناسبة ... ومعان حاضرة مع كل هم وروح للمعلم في ارجاء الوطن .
... وركز ان جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله هو قدوتنا ومعلمنا وقائدنا ....
لا نحيد عن مضامين خطابه الشامل التاريخي أنملة بل نتمسك بكل توجهات جلالته لإن ثقتنا بالرؤية الملكية والإرادة هي مظلتنا من غالي الوطن .
وفي اتصال هاتفي مع السيد امين محمد الحوامدة : قال لقد برز دور واهمية المعلم في مضامين خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني رعاه الله ... واضاف
ان الوحدة الوطنية يصنعها المعلم الأب كما وصفه جلالته الداعم الحقيقي للمعلم . وقال السيد عبد الله الخليل : نعم لقد أبرز الخطاب التاريخي لجلالته بارك الله فيه
معلمنا الأول وقائدنا ... أبرز دور المعلم في تكريس الوحدة الوطنية ... فالمعلم صانع للإجيال وباني المستقبل .
الكاتبة والباحثة وفاء عبد الكريم الزاغة .
14_6_2010