تمتمات عند الغروب

تمتمات عند الغروب


كان قرص الشمس أكبر من البرتقالة بقليل – وهو منهمك في الهروب من النهار – نازلا يبحث عن ليله – حيث كنت أترقب اندماج خيوط الأصيل – تلفني بعض النسمات القادمة من كل الإتجاهات حاملة معها بعض الدفىء والبرودة و تدغدغ الوجه بابتسامات كانت في الماضي قبلات تأتي مع طيور الشمال .
في وطني – أجمل ما في الغروب ولون السماء يتبدل الإنصات إلى زقزقة الطيور – ورجال يستعدون للعودة من الحقول – ونساء يشعلن الحطب – وخرير مياه في الأودية البعيدة .
تتلهف نفسي لمعرفة ما إذا كان ذاك الغروب يراني – أو الطيور تسمع صمتي – أو من يعلم بكآبتي المنطوية تحت عضلات وجهي لأن أبشع ما في الغروب في وطني هو الغروب نفسه !!.
كنت أتساءل مع نفسي ما الفرق بين بداية الشروق أو بداية الغروب طالما أن الأوهام والأحلام نفسها – ومنذ بداية الكون والشمس تشرق ومن جهة الشرق وتغيب ومن جهة الغرب – يطلع نهار ويجىء ليل – يلف الضوء الفراغ فتختفي النجوم ويهيمن الليل وتضىء النجوم .
اختفى الغروب – وأدرت جسدي باتجاه الشرق وعدت من حيث أتيت أبحث عن تمتمات أخرى .......

نشأت حداد

جميل هذا النص وكاننا معك
تحيتي لجديدك وحضورك الرفيق

خاطرة بطعم النثر المحبب للقلب
بالتوفيق
أسامة