رد: الفيس بوك وقتلة المبحوح
لاادري ان كان العطل من حاسبي ام من امر اخر فتحت الرابط الثاني فلم يظهر لي امر مهم ربما عدت للاول بطريقة ما
رحمه الله
رد: الفيس بوك وقتلة المبحوح
الأفعال تشبه أصحابها
فأين البطولة في اغتيال المبحوح؟!«تحقق الهدف».. تلك كانت آخر الكلمات التي تفوّه بها ضابط الارتباط الصهيوني بين مجموعة القتلة، التي اغتالت المناضل محمود المبحوح في دبي، وغرفة العمليات في إحدى العواصم الأوروبية.
وكان المتوقع حسب المخطط الذي وضعه نتنياهو ودغان، هو أن يُكتشف المناضل المبحوح بعد ذلك ميتاً بشكل طبيعي، حيث حرص القتلة على عدم ترك أي آثار مادية وراءهم، أو هكذا ظنوا، لتشير بعدها التكهنات والتحليلات وعلى ضوء تسريبات من الموساد نفسه- بحسب المخطط- إلى وجود علاقة للموساد بـ «موت» المبحوح لعضويته بحركة حماس ولعلاقته بمقتل عدد من الجنود الصهاينة.
فيما كان على مائير دغان، كما هو مرسوم، أن يراقب المشهد من بعيد ويقهقه لهذا الإنجاز الذي حققه في نهاية خدمته، أو أن يجري تمديد مسؤوليته على رأس الموساد بعد الثناء الذي سيناله من رؤسائه إثر هذه العملية.
لقد حشد الموساد الصهيوني لهذه العملية أكثر من مئة من عناصره متوزعين بين دبي وأوروبا وفلسطين المحتلة، ورصد مئات الآلاف من الدولارات وعلى مدى بضعة أشهر لمتابعة المناضل المبحوح واغتياله، ليثبت أنه أسطوري القدرة يضرب دون أن يخلّف أثراً، ويترك للآخرين التكهن بمسؤوليته «فينشر الرعب في قلوب أعدائه» وسط نظرات الإعجاب من حلفائه وتهليل مستوطنيه.
ما نعرفه وما حصل فعلاً هو أن العملية انكشفت من ألفها إلى يائها، وصرنا كأننا أمام فيلم بوليسي هوليوودي لمخرج فاشل، نسي أننا نعيش عصر انتشار كاميرات المراقبة في الفنادق والمطارات وحتى الشوارع، وركّز على تغيير الباروكات وتوزيع الممثلين بحسب دورهم في عملية الاغتيال.
وهكذا انكشف مدى غباء هذا الـ«دغان»، على الرغم من نجاح القتلة باغتيال المناضل محمود المبحوح، إلى درجة أنه أصبح موضوعاً للتهكم والتفكّه من قبل مافيا كيانه، التي دعته لتلقي الدروس منها.
دغان هذا وضعه السفاح شارون على رأس الموساد لتخصصه بقطع رؤوس الفلسطينيين والتفنن بقتلهم بعد أن يقعوا جرحى أو أسرى، فأية بطولة هذه؟!! وأي بطل هذا الذي يتفنن بقتل أسير أو جريح لا حول له ولا قوة؟!! اللهم إلّا في كيان كالكيان الصهيوني الذي قام على المجازر ضد مدنيين عزل، ولم يستمر إلا بالقوة الغاشمة المدعومة دوماً من الغرب، فأية بطولة؟! وأية عبقرية في عملية دغان الأخيرة في دبي، إذا كان منفذوها الصهاينة استخدموا الشق الأوروبي من الجنسيات المزدوجة لبعض مستوطنيهم ليتحركوا بحرية في بلد عربي ويغتالوا شخصاً أعزل يتحرك بمفرده؟!.
هذه العملية ليست الأولى في سجل الفشل الموسادي قياساً لإمكانياته المادية الهائلة وقدرته على الانتشار في أيّ بلد يوجد فيه يهود وقياساً للتسهيلات اللوجستية المقدمة له من قبل حلفائه وتبادل المعلومات وإياهم.
وعلى الرغم من ذلك، يحرص قادة الكيان الصهيوني على إحاطته بهالة أسطورية كغيرها من الهالات الأسطورية التي تحيط بكل ما له علاقة بالكيان الصهيوني، كالجيش ووحدات النخبة فيه، وتطور العلم والصناعة لديه في كل المجالات، مع أن الدعم المادي والمعنوي متعدد الأوجه وفي جميع الميادين الذي أغدقه الغرب عليه، منذ ما قبل قيامه وحتى الآن، يكفي لجعل الدولة الأكثر فقراً والأكثر سكاناً في العالم، واحةً للازدهار والتطور مع فارقٍ وحيد هو أنّ هذه الدولة، سواء في فقرها الحالي أو في ازدهارها المفترض، لن تلاحقها لعنة الطعن بشرعيتها وشرعية وجودها، كما يُلاحق الكيان الصهيوني هو ومستوطنوه باعتبارهم لصوصاً وسفاحين وقتلة، والصراع معهم لن يتوقف إلا بوضعهم تحت قوس العدالة الإنسانية، وإلى أن يتحقق ذلك، لن يخشى الفلسطينيون والعرب موسادهم ولا جيشهم ولا حلفاءهم.