-
متى نعدّ اصابعنا
متى نعدّ اصابعنا
......
في غرفة صفراء اتعبها الصديد
يقبع فلاح انهكه الفقر وحيد
الغرفة فيها....
اريكة من جلد ماعز
وصحون وكؤوس
وبعض اكياس
.... وناي قديم
ودجاجات وخروف
وحمار هدّه الدهر
واناء وسلة من قش
وجرار ..
ووعاء فارغ من الطحين
في فناء الدار
بئر..ودلو اسود
وكلب هزيل
باسط ذراعيه بالوصيد
....
يحلم فلاحنا بقمح وطحين وقديد
يفكّر .. يشرد
يعدّ اصابعه فتنقص واحدة..ويعيد
ثم يعيد .. وتنقص واحدة
ينتفض..يشعل ضوء سراج
من حديد
يعدّ مرّة اخرى.. يفترّثغره
ويضحك... يضحك من جديد
يناجي ليله الداجي
ويساله المزيد
يناجيه...يناشده
ان يبدّل الحال
فقد اصبح الخير فقيد
اصبح الحبّ شهيد
سماؤه بلا حبّ ..بلا مطر
غادرها صوت الرّعيد
والارض قحط
لونها لون العبيد
والضرع جفّ والزرع مات
فهل يعود من جديد
...
تاتي لجنة الانقاذمن بله
تاتي من افق بعيد
تسجّل مالديه
وتحصي وتزيد
ضريبة الحمار الف دينار
لانه قد يعمل على الديزل
والكلب الف ... وقد تزيد
والاريكة قد تصادرها المتاحف
وتلحقها بوزارة الماضي التليد
والصحون والدّلاء
ولاتنس الناي والتّين القديد
يرقص الفلاح كانه..كانه في عيد
يرقص الفلاح الما
ويبكي من جديد
يعد اصابعه وينسى
ان العدّ لا يجدي ولا يفيد
وانه غدا او بعد غد
لاجئا مع نايه شريد
سيصادر الاوغاد غرفته
ربما لاتكفي ويطالبون بالمزيد
ربما يسلبونه سرواله
وحتى نايه العتيد
..........
18\5\2008
بسام
-
اسجل مروري وتحيتي لنصك الجديد
ليه عودة بقراءة اخرى
وفقك الله
-
قصيدة بها نقد ساخر ومن وحي المعاناة
تحيتي
ظميان غدير
-
ان الوضع السياسي والاجتماعي المزري في عالمنا العربي تحتاج الى النقد اللذع المباشر ايضا
شكرا لكم على المرور
-
نشكرك على ما أبدعت
دام قلمك عامرا
-
هو سؤال وجواب بذات الوقت
دق على باب قد يفتح يوما ما
سعدت بقراءتي نصك الرائع
محمود ابو اسعد/فلسطين