طبق فول

متدت يد ابو محمد وعائلته على طبق الفول، وما هى الا لحظات وانهار طبق الفول امام غزواتهم وانزوى فى ركن من السفره فارغاً من كل شىء الا نظرات افراد العائلة تحدق فيه املا فى العثور على بعض من بقايا الفول دون جدوى
سأل ابو محمد زوجته بلهجة فيها كثير من العتاب .
لماذا لم تشترى بأكثر من جنيه فول يا ام محمد؟
اجابته ام محمد ،اشتريت بجنيهان يا ابو محمد ، ثم اكملت جملتها بنفس نبرة العتاب لا نستطيع الشراء بأكثر من ذلك
تجاهل ابو محمد الجمله الاخيره واراد ان يخفف من حدة المناقشه فقال ، زمان كنت بأشتريهم بقرش صاغ
علق ابنه محمد على ذلك بقول ،.يعنى ايه قرش صاغ يا ابى
اجاب الاب دى عمله قديمه يا ابنى ليس لها قيمه الان ، زمان كان الجنيه يساوى مائة قرش ام الان الجنيه لا يساوى شىء
فكر ابو محمد كيف ينهى هذا الحديث فقال .(. شبعتوا يا اولاد ) ولم يمنح احد فرصة للرد على استفساره بل اكمل كلامه قائلا الحمد لله ،.الشاى يا ام محمد وجلس يستمع الى المذياع كعادته ويصب جام غضبه على الدنيا وما بها من حروب وقتل وتدمير وكأنه يواسى نفسه او يفرغ شحنة الغضب الكامنة فى نفسه من ضيق ذات اليد .
وعلى غير العاده انفرجت اسارير وجهه وتبسم واخذ شهيقا عميقا وقال ..
ابشرى يا ام محمد ،.الدولة ستمنح الموظفين علاوة جديدة
*صحيح يا ابو محمد
*ايوه لكن لم تحدد قيمتها بعد ،لكن اكيد تكون كبيرة ، الريس حاسس بينا
*نفسى اصلح الثلاجه يا ابو محمد
*طبعا طبعا وكمان اشترى قميص آخر اذهب به الى العمل
*لا تنسى ابنك محمد عاوز حذاء جديد
*وهو الحذاء يساوى كام ؟
تدخل محمد فى الحوار قائلا تسعون جنيها يا ابى
شهق ابو محمد من ضخامة الثمن ثم تبسم بسخرية وتمتم فى نفسه قائلا
(مهرك كان مئة جنيها يا ام محمد يعنى حذاء وفردة شراب بمقاييس هذه الايام ) تبسم ابو محمد من تلك المقارنه وظهرت على وجهه علامات السخريه
وتبارى باقى الابناء كل يحدد مطامعه فى العلاوة الجديدة وابو محمد يعدهم بتلبية جميع مطالبهم ومتمنيا ان يستطيع ان يذ يد من كمية الفول
اندمج ابو محمد فى افكاره وراودته احلام العلاوة الجديدة
وها هو يتسلم العلاوة من موظف الخزنة
صدمت قيمة العلاوة احلام ابو محمد وبعثرتها ولبرهه صغيره شل تفكيره ووقف مذهولا لايتحرك
هاهى العلاوة بين يديه ..جنيهات قليله ..اقل بكثير مما كان يحلم به .. ولكن ..لابأس ..افضل من لاشىء
اخذ ابو محمد يلملم احلا مه المبعثره ويعيد التفكير والتدبير ثم قال فى نفسه
لا داعى لااصلاح الثلاجة هى فى كلتا الحالتين فارغه
ومن الممكن ان نستغنى عن القميص ..فقط سأشترى كيس فاكهة ..منذ زمن لم اشترى فاكهة ..وحلوى للصغيره آيه ..من حقها ..مازالت طفله صغيره .. وسأدخر ربع العلاوة كل شهر عسى ان استطيع شراء حذاء لمحمد ابنى فى الصيف القادم .. والجزء الاكبر ساعطيه لام محمد من اجل طبق الفول .. ما عاد يكفينا طبق الفول .. ساطلب منها الشراء بثلاث جنيهات ..نعم ثلاث جنيهات تكفى ..لكن هل ستكفى العلاوة كل هذا؟؟
نعم ستكفى ، لابد ان تكفى ، لابد من زيادة طبق الفول ،حتى لو الغيت كيس الفاكهة
واسقر رأيه اخيرا على ان يعطى العلاوة بكاملها لزوجته من اجل زيادة طبق الفول
جلس ابومحمد هو واولاده على السفرة والابتسامة على وجهه ممنيا نفسه بطبق فول يكفى الجميع
احضرت ام محمد طبق الفول
نظر اليه فاذا به يرى بعض حبات الفول تتناثر فى انحاء الطبق وكأنها جزر منعزله فى بحر من غراء الفول
غضب ابو محمد وثار وصاح مخاطبا زوجته فى لهجه بها الكثير من التأنيب
انا قلت لك زيدى من كمية الفول يا ام محمد – حرام عليكى
اجابته ام محمد
هذا الفول بخمس جنيهات - - لااحد يرحم احد يا ابو محمد - - لا احد يرحم احد

لااحد يرحم احد يا ابو محمد - - لا احد يرحم احد
ابدعت في سرد المشكله والله
سلمت لنا

فيها من رائحة البيئة المصرية الصادقة الكثير
شكرا لك ولمشاركتك الجميلة

قصة جميلة وبها من الطرافة والألم الكثير والكثير
ولكنها كانت تريد منك بعض الأهتمام أثناء الكتابة فهناك الكثير من الأخطاء الإملائية عليك بمراجعتها حتى تكتمل الصورة وتكون فى ابهى حللها
ودى وتقديرى