سوق السراي وسام الثقافه العراقية
سوق الجبقجية
وكان قد عرف قبل ذلك في العهد العثماني بسوق الجبقجية اي اصحاب مهنة صناعة آلة التدخين واصحاب الحرف والمهن الجلدية والساعاجية وغيرها من المهن (1) اتخذ اسمه من سراي الحكومة المجاور له والذي له الفضل الكبير على الحركة الثقافية في العراق اذ ان هذا السوق هو المصدر الوحيد والاول لعملية اقتناء الكتب القديمة والحديثة اضافة لاهميته التاريخية حيث كان يسمى هذا السوق ايام العباسيين بسوق المدرسة العصر العباسي المتاخر وهي المدرسة التتشية نسبة الى الامير خمارتكين التتشي وهو من مماليك السلاجقة انشا مدرسة لدراسة المذهب الحنفي على شاطىء دجلة ولم يعرف عن هذا المكان كونه سوقا للوراقين في تلك الفترة وكانت تسمى هذه المنطقة في العهد السلجوقي بدرب زاخا وهو من موضع محلة سوق الثلاثاء التي كانت تحوي العديد من المعاهد والمدارس والربط منها المدرسة التتشية التي كانت في موضع جامع الوزير بداية جسر الشهداء حاليا والمدرسة الموفقية ومدرسة الامير سعادة على دجلة في مكان القشلة اليوم وموضع المحاكم ورباط ارجوان المنسوب الى والدة الخليفة العباسي المقتدي بالله ارجوان الارمنية الذي كان يقع في ارض الاكمكخانة وسوق الثلاثاء كان من اهم المحلات المحيطة بدار الخلافة وفي موضعه اليوم جامع الوزير الملاصق لسوق السراي وقد بني هذا الجامع على عهد والي بغداد الوزير حسن باشا سنة 1006 م والطريف في الموضوع ان بناء هذا الجامع كان من اموال التجار المنهوبة حيث اختلطت بعد استردادها من ناهبيها فلم يعرفها اصحابها واقترحوا على الوزير ان يبني الجامع باثمانها وتقول المصادر الخططية ان المدرسة السراي كان متصلا من جهة الشمال بسوق العميد ومن الجنوب بسوق المدرسة المستنصرية الذي هو احد اجزاء سوق الثلاثاء الشهير كما ذكرنا انفا في اواخر العهد العباسي ويلاصق سوق السراي من جهة النهر بناية المدرسة الاعدادية العسكرية في العهد العثماني التي شغلت فما بعد من قبل المحاكم المدنية وكانت مشغولة فيما بعد من قبل حاكم تحقيق الرصافة وقد اشار عبد الرحمن السويدي في كتاب تاريخ حوادث بغداد والبصرة من سنة 1186- 1192هـ / 1772- 1778م (2) الى الدفتر خانة وهي الدائرة التي تحفظ فيها السجلات الرسمية ويذكر الدكتور عماد عبد السلام عنها ان اغلب الولايات المهمة في الدولة العثمانية كانت تحتوي على دفتر خانة خاصة بها مرتبطة بالدفتر خانة المركزية في استانبول مباشرة وكذلك اورد السويدي حادث نقر بيت الدفتر خانة الى جامع الوزير وقد توصلوا الى المولى خانة اثناء الفتنة التي حصلت ايام الوزير حسن باشا وعليه فاننا نعتقد بناء على ماتقدم ان وجود السراي اولا والقشلة ودار الدفتر خانة ثانيا والسبب الثالث هو موقعه الفريد والمهم بين الجوامع والذي تحيط به من كل الجهات تقريبا والتي كانت في نفس الوقت مدارس دينية اضافة الى المدارس الحكومية مثل مدرسة اعدادي عسكري ومدرسة الحقوق ومدرسة الصنايع كان سببا مهما في تبلور وتاسيس سوق الكتبيين في سوق السراي فيما بعد ويذكر نيبور في رحلته في القرن الثامن عشر عند مروره ببغداد انه لم يكن هناك وراقين وسوق كتب مثل القاهرة التي اشتهرت بسوق الوراقين حيث ان الذي يحتاج الى كتاب يستطيع الحصول عليه بسهولة من سوق الوراقين بعد ان يدفع ثمن معين وبعد فترة يتم الاتفاق عليها حسب حجم الكتاب وسعته وحسب رغبة الراغب في اضافة بعض النقوش والزخارف والتذهيب وغيرها من امور التزويق اما في بغداد فانك لن تستطع الحصول على ما تحتاج من الكتب الا بعد وفاة احد العلماء اذ يتم بيع كتبه في مزاد يعقد لهذا الغرض هكذا جرت العادة حيث يذكر نيبور ونستدل من ذلك ان فترة القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر شهدت تقريبا فترة سبات في سوق الوراقين ببغداد وباقي المدن العراقية
