الاعلام في الامارات - نموذج من الاعلام العربي حتى العام1990-
نشأة وتطورالإعلام في الإمارات
أول صحيفة إماراتيه رسميه كانت الاتحاد وبدأت الصدور في 31/7/1973تحت إشراف اللبناني بسام فريحه والفلسطيني زكي نسيبه والمصري مصطفى شردي والإماراتي عبدا لله النويس وجاء الصحفيون التنفيذيون من مصر والأردن ولبنان وفلسطين ولم يكن بينهم إماراتي واحد ثم عين محمد خالد احمد مديرا عاما للصحيفة عام1974 ثم عين حبيب الصائغ مساعدا للمدير العام عام 1976م ثم جاء الروائي عبد الحميد احمد من الشارقة عام1981 والشاعر احمد ثاني من الفجيرة ولم تزد نسبه العاملين في صحيفة الاتحاد الرسمية من الخليجيين عن خمسة بالمئه حتى العام 1984م وكذلك الحال بالنسبة لصحيفة الخليج القومية الناصرية والتي أصدرها عبد الله وتريم عام 1978م والبيان من دبي لعائلة المكتوم أما بالنسبة للاذا عه والتليفزيون فلم يكن الحال أفضل من الصحف فالمذيعة الوحيدة التي حملت جنسية الإمارات هي مريم احمد من أصل عماني وشقيقتها الممثلة سميرة احمد والمخرج الشرقاوي عبد الله النقي وكان دينامو التليفزيون في ابوظبي هو المرحوم هشام مكي مؤسس تليفزيون فلسطين والذي أسس مع عبد الله النويس شركة أعمال فنيه كانت تحتكر تسويق الأفلام والمسلسلات والبرامج لتليفزيون ابوظبي وحتى العام 1989م لم تزد نسبة الإماراتيين العاملين في حقل الإعلام الإماراتي عن عشرة بالمئه حيث استمرت الخبرات الفلسطينية والمصرية والاردنيه واللبنانية وانضمت إليها السورية والسودانية للعمل في معظم الصحف والتليفزيونات والإذاعات وكانت المذيعة الفلسطينية سعاد دباح الأبرز والمصرية آمال البري الأجمل وذكرى الصراف من العراق ولم تظهر أي مذيعه إماراتيه بخلاف مريم احمد التي تزوجت أربع أو خمس مرات بنهم انجليزي ومصري وزنجباري وظبياني واحد ولم تنجح الإمارات في صنع ابن الإمارات الإعلامي الناجح كما حدث في قطر وعمان والكويت والبحرين والسعودية ربما لان الأمور اختلطت في مسائل التجنيس والمواطن الأصلي والمال الوفير والشعب القليل والاستثمار في الخارج حيث كان الإعلام بالنسبة للإماراتيين واجهة وجاهه وليس رسالة معبره عن آمال وطموحات شعب وليد غني وهذه المسيرة الاعلاميه للإمارات حتى بداية العام 1990 حيث بدأ الإماراتيون يحتلون مواقع قياديه في الاذاعه والصحافة والتليفزيون ولكن المثير للانتباه أنهم لازالوا في بداياتهم مع الحركة الفنية إن كانت تمثيلا أو غناء أو رسم أو كتابة القصة رغم كل الإمكانيات نجد الإمارات تشتري كل شي ولا تبدع في شي مثل جاراتها الخليجيات في البحرين وقطر والكويت والسعودية وعمان هذا سؤال مهم نقلته عن كلمه لكاتب مدونات ولأنني عشت فترة من الزمان في الإمارات أتساءل لماذا هذا الاستسهال الإبداعي في دولة الإمارات بالنظر إلى شقيقاتها الخليجيات
مهرجان سينمائي عالمي في ابوظبي يقام في جزيرة الكنز وسط البحر ولا يجد من يمثل الإمارات بفنان واحد ومهرجان سينمائي يأخذ الألباب في دبي ولا يجد من المشرفين أو الإداريين سوى بعض الجامعيات ورجال المرور والنجدة ولا وجود لأديب أو فنان
مدينه للإعلاميين والمحطات التليفزيونية لا يعمل فيها إماراتي واحد ولو حتى فراش أو غفير لان رجال الشرطة معظمهم من إمارة عمان – فقط مظاهر الثقافة والسيطرة عليها – شاعر المليون – وخمسة مؤسسات صحفيه كلها مجتمعه توزع مائة ألف نسخه لا يقراها الإماراتيون وإنما الوافدون في الإمارات
ثم نسال عن مستقبل الثقافة العربية وهي لعبه في أيدي أثرياء العرب الذين يتخذون الثقافة جسرا للمتع الزائلة؟
من يشرف على مهرجان السينما في الإمارات ومن يقدمه ومن يغني فيه – فاتنات جميلات – ليس بينهن واحده تعترف بالفكر والأدب – واعرف تاريخهن – واغلبهن تزوجن أثرياء الإمارات
لا تلمني صديقي على صراحتي وأنا اعرف جذور الإنسان في بلد يقاس فيه الإنسان بالدرهم والدولار ولا قيمة لعقل وأفكار
رد: الاتصال وتطور البشريه
هيكل استاذ الصحافه
نموذج للقيادات الصحفيه العربيه السياسيه
-------------------------------------------------
الأستاذ/ محمد حسنين هيكل
________________________________________
إذا تحدثنا عن الأدب العربي نقول أن طه حسين هو العميد وإذا تحدثنا عن الشعر العربي نقول أن شوقي أميرهم وإذا تحدثنا عن السينما نقول أن يوسف شاهين مبدعهم وإذا أردنا الحديث عن الكتاب السياسيين على الفور يجب ولابد ومن المؤكد أن نذكر الأستاذ / محمد حسنين هيكل دون أن ينافسه احد مثل غيره الذين ذكرنا أسماءهم في عالم الثقافة الناعمة العربية وتلك نقطه رئيسيه في الحديث عن المؤرخ الكاتب الصحفي الأديب الأستاذ العالمي / هيكل أما النقطة الثانية فتاتي للحديث عن مواقفه السياسية كمفكر قومي عربي يؤمن بالمصير العربي الواحد وان كان يضع اشتراطات حضاريه لتوحيد الاراده العربية في مواجهة هذا المصير الواحد وهو انتقل في أفكاره على مراحل متعددة هي نفسها مراحل العمل العربي المشترك منذ نشأة جامعة الدول العربيه عام 1945م وعلى النحو التالي :-
ففي مرحلة النشأة للنظام الرسمي العربي مع تأسيس جامعه الدول العربية مابين أعوام 1945- 1954 كان هيكل يبدأ حياته الصحفية محررا للشؤون السياسية والعسكرية وأستاذه بعد البدايات الأولى مع الانجليزي واطسون كان / محمد التابعي الكاتب والصحفي المصري المشهور بأنه الصحفي الأقرب لكبار الساسة العرب والمصريين في ذلك الزمان ولم يكن وفديا ولم يكن ملكيا - هذا التابعي - وربما كان مؤمنا بالعلاقة الحتمية للعرب مع مصر التي كانت عاصمة الثقافة العربية من آداب وإعلام وفنون في ذلك الأوان - المهم أن هيكل وسط هذه البدايات القومية العربية بدأت نجاحاته الصحفية وسطع نجمه ليكون واحدا من أهم وابرز الصحفيين في مصر والعالم العربي - وتلك مهمة جدا لتكوين عقل الفرد وأفكاره وانتماءاته إلى نهاية حياته - فمرحلة النشأة هي التي تحدد باقي مراحل الحياة الانسانيه لأي فرد منا -- ونجاح هيكل في نشأته مع القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وحرب فلسطين 1948م والتي تعرف خلالها على الضباط الأحرار تدريجيا فكان صديقا مقربا لمحمد نجيب قبل أن يتعرف بعبد الناصر الذي أعجب بهيكل قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية بل قبل أن ينجح في قيادة الضباط الأحرار لقيام ثورة يوليه 1952م ومن هنا كان اختياره لهيكل نديما وصديقا ومستشارا اكبر من أي علاقة رسمية أخرى وهكذا دخل هيكل المرحلة الثانية من حياته الصحفية بهذه الصفات بجوار زعيم مصر والعالم العربي الذي تولى الحكم عام 1954م رسميا بعد إقالة محمد نجيب وأنا في هذه النقطة تحديدا انتقد هيكل على انه ترك الضباط الأحرار يسيئون معاملة هذا الرجل العسكري المصري الطيب / محمد نجيب
- مع الذكرى الثانية لثورة يوليه في صيف العام 1954م بدأت حكاية هيكل تأخذ منحى رسمي وقومي لكونه اختار أن يكون مستشارا صديقا ومقربا للرئيس جمال عبد الناصر الذي فضله على غيره من الكتاب والصحفيين المصريين لأنه وجده مؤمنا بنفس الأفكار التي ملخصها أن مصر بحجمها الكبير في وسط العالم العربية لا يجب أن تتخلى عن مكانتها ودورها في صنع عالم عربي جديد وموحد تحت قيادة مصر الدولة العربية الأكبر سكانا وأكثرهم قدرة على فهم العالم والتعامل معه بنديه بما تملكه من قوات عسكريه وقوى بشريه تمثل النخبة العربية الفكرية والفنية والأدبية دون أن يعني هذا إلغاء للنخب العربية الأخرى بل يأتي لجذبها إلى حديقة الثقافة العربية المشتركة من اجل الدعوة لدولة الوحدة العربية بقياده مصريه ناصريه في مرحلة يمكن أن نطلق عليها اسم / مرحلة التحرر العربي
رد: الاتصال وتطور البشريه
السلام عليكم
حقيقة وبصرف النظر عما ورد نجد الصحفيين الكرام :
محمد حسنين هيكل
وحمدي قنديل وامثالهم:
تركوا لنا بصمة قوية في عالم الصحافة مازلنا نراها جلية في الاعلام واذن ماهو العمود الفقري لنجاح الثقافة
شكرا لك استاذ يسري؟
رد: الاتصال وتطور البشريه
الاستاذه الراقيه
الباحثه القديره
بنان دركل
احترامي
تشعبت في موضوع الاتصال من الجانب التاريخي والمفهوم للاتصال بانه يعني الاعلام
ثم كان هناك اطلاله على التجربه الاتصاليه الاماراتيه
وصولا الى التجربه الاكثر حضورا لاستاذ الصحافه العربيه / محمد حسنين هيكل
دمت قديره متالقه
رد: الاتصال وتطور البشريه
هيكل بين الصحافة والسياسه
في مرحلة يمكن أن نطلق عليها اسم / مرحلة التحرر العربي والتي بدأت بخروج الانجليز من مصر وتأميم قناة السويس والوقوف في وجه العدوان الثلاثي على مصر ثم الوحدة المصرية السورية ثم تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي ثم قيام ثورة اليمن الجمهورية وكلها تمت بدعم ومسانده مصريه في ظل قياده واعية وعبقرية ناصريه لم يكن هيكل بمكانته ومكانه بعيدا عنها بل كان بوقا دعائيا عقلانيا لها في مقالاته الأسبوعية التي بدا كتابتها مع بداية رئاسته لتحرير الأهرام عام 1957م وفي ظل وجود الشقيقين مصطفى وعلي أمين اللذان كانا من أباطرة الصحافة المصرية في مؤسسة أخبار اليوم وان كانا قد سبقا هيكل في التلمذة على يدي محمد التابعي وقد أصبح هيكلا أكثر قوة وأوسع انتشارا منهما في تلك المرحلة المصيرية ذات الطابع القومي العربي والذي دفع مصر إلى مواجهات ساخنة ذكرنا منها العدوان الثلاثي عام 1956م ثم حرب تحرير الجزائر التي نالت استقلالها عام1962 ثم جاءت حرب اليمن في سلسلة المخطط الأمريكي لقتل الإرادة القومية العربية لدى القيادة المصرية الناصرية والتي كان هيكل واحدا من رموزها وهو أيضا واحدا من المعروفين بميولهم الغربية وليس الامريكيه هو كان ينظر إلى أمريكا دائما نظرته إلى الكاوبوي في أفلام رعاة البقر الذي لا يمكن الركون إليه أو الثقة بمصداقيته وصداقته وبالتالي فهو أذكى من أن يتعامل مع هذا الأمريكي القبيح الذي قد يضحي بحلفائه الأوربيين من اجل أن يسود العالم وكانت الحرب الباردة مشتعلة آنذاك بوجود الاتحاد السوفييتي الذي كان يرى في مصر الناصرية اكبر داعما لسياساته المناوئة للسياسات الامريكيه وبالتالي كان الموقف متوازنا ومنطقيا بين طموحات عبد الناصر في إقامة نظام عربي رسمي موحد ومتحد وبين رغبات الاتحاد السوفييتي في الانتصار على الأمريكيين في الحرب الباردة التي تهدف إلى السيطرة السياسية والاقتصادية والفكرية على دول العالم الثالثة في عالم تحكمه قوتان عالميتان نوويتان بالتأكيد كان الاتحاد السوفييتي هو الأفقر كما أن مصر صديقة الاتحاد السوفييتي لم تكن في ثراء أو غنى السعودية ودول الخليج العربي الذي كان يعيش تحت سيطرة الاستعمار البريطاني في ما عدا الكويت التي غدت ناصريه بسبب موقف عبد الناصر الذي منع العراق بقيادة عبد الكريم قاسم عام1961 من احتلال الكويت بعد استقلالها وكما كان العالم قطبان كبيران فان العرب انقسموا في الستينات مابين 1962- 1967 إلى معسكرين احدهما بقياده عبد الناصر ومصر وتدعمها القوة السوفييتية العالمية ومعسكر تقوده السعودية بدعم أمريكي غربي اشتد الصراع حوله في حرب اليمن التي بدأت عام 1962م ولم تنته إلا بخسارة الجيش المصري الحرب مع إسرائيل عام 1967م - وكان هيكل في كل هذه المعارك شريكا في الحكم مع عبد الناصر وخاصة في ما يختص بالسياسة الخارجية ولا نتجاوز إذا قلنا أن هيكل هو الوحيد الذي كان يمكنه أن يرسم إستراتيجية السياسة الخارجية المصرية الناصرية ولكن في المقابل كان للجيش والداخلية المصرية نجومها الذين يعملون بعيدا عن سطوة عبد الناصر وبقيادة المشير عامر ومساعدة صلاح نصر وشمس بدران اللذان أحبا عامر ولم يكنوا لعبد الناصر سوى التقدير والإعجاب به لأنه الوحيد بين ضباط الثورة الذي كان يحمل رؤية فكريه وكلهم دون استثناء كانوا اقل من أن يوصفوا بالقادة الاستراتيجيين رغم أنهم ضباط شجعان وأصحاب مواقف ومبادي جمعوا في ما بينهم كافة التيارات الفكرية لكنهم لم يكونوا ملهمين أو مبدعين ولذا كان هيكل الأقرب إلى قلب عبد الناصر لأنه صاحب رؤية ملهم ومفكر مبدع وهذا هو سر تقدمه عن غيره من أقرانه الكتاب والصحفيين من ناحية وتميزه عن باقي أصدقاء عبد الناصر من العسكريين بل يمكننا القول أن جميع القادة المصريين وكلهم من العسكريين كانوا ينظرون إلى هيكل نظرة الدارس لمدرسه خاصة في ما يتعلق بالتخطيط للسياسات الطويلة الأمد - وتلك مشكلة العسكريين الذين حكموا العالم العربي في عقد الستينات انه لم يكن بينهم عسكري قيادي يفهم معنى التفكير ولذلك كانوا ينقلبون على بعضهم كل سنة مرة أو مرتان في سوريا والعراق والسودان لكنهم في الجزائر مثلا كانوا أكثر استقرارا لأنهم هناك كانوا أكثر ذكاء بسبب طول التجربة الثورية خاصة عند هواري بومدين ومساعده بوتفليقه الرئيس الجزائري الحالي - وهذا قد يفسر للبعض نجومية هيكل بجانب عبد الناصر وسط واقع عربي تقوده عناصر عسكريه لا تجيد سوى إصدار الأوامر أو تنفيذها إلا ما رحم ربي ولذا كانت النتيجة نكسة عسكريه لقادة الجيش المصري في الحرب مع إسرائيل عام 1967م رغم النجاحات الكبيرة الواسعة لعبد الناصر الذي جعل من مصر القوة العالمية السياسية السادسة في زمن الحرب الباردة وحتى العام 1967م - حيث كانت الهزيمة سببا في وفاة عبد الناصر ونهاية مرحلة الوحدة والتحرير للدخول إلى مرحلة انتقاليه عربيه هي التي أطلق عليها مرحلة التضامن العربي والتي تحول هيكل بعدها من مستشار الرئيس إلى معارض للرئيس على خلفية التمهيد للصلح بين مصر وإسرائيل ابتداء من اتفاقية فك الاشتباك الأولى ووصولا إلى زيارة الرئيس السادات إلى إسرائيل في 19/11/1977والتي وقف هيكل معارضا لها وبشده مما دفع السادات إلى اعتقاله مع ألف وخمسمائة شخصية سياسيه وإعلاميه وفكرية مصريه قبل اغتياله بوقت قصير ليفرج عنهم الرئيس حسني مبارك بعد تسلمه الحكم بوقت قصير ويتحول هيكل من الكتابة السياسية إلى الكتابة للتاريخ ليضيف لنفسه لقبا آخر وهو المؤرخ الكاتب الصحفي السياسي الأديب وهذا ما يمكن أن نخرج به من مجمل حياته مع الصحافة والسياسة والكتابة طيلة ستون عام 1942- 2003 حين بلغ الثمانون ربيعا ليعلن اعتزاله الكتابة فتأخذه قناة الجزيرة إلى عالمها التليفزيوني ليقدم لنا حديث الذكريات من خلالها ولا ينسى في كل شهر أن يتحفنا بآرائه القيمة عن الوضع السياسي العربي الراهن بعين العجوز الخبير الذي تجاوز الثمانين بخمسة أعوام في العام 2008م