خطوط حمراء ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
يا حبيب الروح من همسي أغارْ
لو أتت عينيك ذراتُ الغبار
لو أتت للشّـَعر هباتُ الهوا
أو أزاح الريح في الليل الستار
أو رأى البدرُ على ترحاله
وجهـَك المعجون من ورد ونار
أو أتاك الموج في يوم اللظى
وارتوى من عاج ساقــَـيـْك المحار
شالـُـك ِ المجنون قد جننني
وكذا يفعل بي وشي الخمار
شفتاك لو أراها قـبـّـلت
قلم ( الروج ) أرى روحي تـُثار
وهضاب المرمر المصقول لو
لامست من وهج الحب دثار
عندها قد يعصف الرعد لظى
ويثور الموج في شتى البحار
وإذا ما لامس النحر شذا
من عبير هب في قلبي شجار
وإذا ثوبك ما مر بـــــــــــــه
ورد خديك فنومي فيك طار
وإذا العصفور في شباكها
قد بنى عشا فعـَيـْشي في مرار
وإذا في موجة قد سبحت
فتراني ميت طول النهار
أنا في عينيك همس سابح
وعلى الزندين أسرار السوار
وببرد الليل روحي شالها
لذراعيها ومن دفئي الخيار
أرقب البدر إذا شاهدها
فتراني واقف ضد المدار
فإذا سافرت في جنح الهوى
بت محزونا على أرض المطار
ومضى طيفي بغيمات السما
يرتوي الليل عذابات انتظار
يا عذابي أنت يا أحلى لمى
مشعلٌ حسنك في قلبي الشرار
من يرى وجهك يا عاشقة
لم يعد يصبر عن شرب العقار
فاجعلي في شفتيك قبلتي
تزرع البركان لا تخشى الفرار
فأنا في رمش عينيك ندى
وأنا في صدرك المجنون جار
واحسبي طفلان أنا لم نزل
لم نزل بعد على الحب صغار
أحرقيني إن تراجعت فقد
أصبح النرجس للروح مزار
سوف أمضي فيك عمري سابحا
ببحور الشعر أمضي للفنار
فيك يا أنثاي لو مت أرى
أن موتي في زواياك انتصار
بهضاب النخل أقضي ما بقى
من حياتي ، أصبح اليوم القرار
