www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

“المحرقة اليهودية” للدعاية والابتزاز /نواف لزرو

0

فيما تستعد فلسطين للقيام بفعاليات الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية واغتصاب فلسطين، تقوم الدولة الصهيونية باحياء الذكرى السادسة والستين لما اطلق عليه “الكارثة /الهولوكوست/ المحرقة اليهودية ” كما تفعل في مثل هذا الوقت من كل عام، وتحرص الدولة الصهيونية في كل عام على إحياء هذا اليوم، كمناسبة لصرف أنظار العالم عما تفعله بالشعب الفلسطيني . وقداعتادت أذرع الحركة الصهيونية بتشكيلاتها المختلفة أن تقيم الندوات والفعاليات والمسيرات في ذكرى المحرقة أو كما أطلقوا عليها “مسيرة أوشفتس”،

*نواف الزرو
Nzaro22@hotmail.com
فيما تستعد فلسطين للقيام بفعاليات الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية واغتصاب فلسطين، تقوم الدولة الصهيونية باحياء الذكرى السادسة والستين لما اطلق عليه “الكارثة /الهولوكوست/ المحرقة اليهودية ” كما تفعل في مثل هذا الوقت من كل عام، وتحرص الدولة الصهيونية في كل عام على إحياء هذا اليوم، كمناسبة لصرف أنظار العالم عما تفعله بالشعب الفلسطيني . وقداعتادت أذرع الحركة الصهيونية بتشكيلاتها المختلفة أن تقيم الندوات والفعاليات والمسيرات في ذكرى المحرقة أو كما أطلقوا عليها “مسيرة أوشفتس”، وذلك بغرض إعادة تثبيت رسالتين: الأولى موجهة للعالم الخارجي لتذكيرهم أن اليهود كانوا ضحية وما زالوا الضحية، وذلك لاستدرار عطفهم وتعاطفهم مع دولة إسرائيل وغض النظر عن جرائمها، والثانية تثقيفية وموجهة أساسا للداخل لتجذير عقدة المطاردة وتعميقها في نفوس الأجيال الشابة.
فعلى هامش ذكرى ما يسمى “ضحايا الهولوكوست” التي حصلت على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية بين العامين 1940 و1945 كما يزعمون-“، التي احيتها الدولة الصهيونية الاحد/2011-5-1 زعم رئيس وزرائهم”إنه لم يتم استيعاب عبر الهولوكوسوت في العالم/وكالات: 01/05/2011″، وقال “إن السؤال المهم الذي ينبغي طرحه في هذا اليوم، يوم ذكرى “الهولوكوست والبطولة” هو: هل تم استيعاب عبر الهولوكوست في العالم؟، وللأسف الشديد فإن الجواب هو لا”، مضيفا: “محظور علينا أن نتجاهل دروس الكارثة بالنسبة لعصرنا هذا، اذ اليوم يقوم علينا طغاة جدد وبينما ينكرون الكارثة، يدعون الى ابادة شعبنا، وحتى هذه اللحظة لم يوقفها العالم التهديد على وجودنا ، ولا يمكن تكنيسه جانبا، لا يمكن تقزيمه، هو يقف امامنا وامام البشرية كلها، ومن الواجب ايقافه”.
اما رئيس الدولة الصهيونية شمعون بيريز فكان أول المتحدثين في احياء الذكرى فزعم: “نحن، ابناء الشعب اليهودي، كنا ضحايا العنصرية، الاضطهاد والتفرقة-الإثنين 2 / 05 / 2011 “، وقبلها كان بيريز ادعى بأن دولة الاحتلال تجسد ما أسماه بـ “الانتصار التاريخي” على الوحش النازي الذي وصل الى كل بقعة من اوروبا”، مضيفا”ان النازية هُزمت غير ان اللاسامية ما زالت تتنفس اذ ما زال هناك منكرو الهولوكوست وحليقو الرؤوس والمتعصبون الذين يحملون في نفوسهم الحقد الاسود ويتعطشون للقتل باسم العنصرية- الإثنين 20 / 04 / 2009 “.
وتحت عنوان:”محاربة إنكار المحرقة” ربط الكاتب الاسرائيلي روني الوني سدوفنيك في صحيفة اسرائيل اليوم 2/5/2011 ما بين الهولوكوست ومحاولات نزع الشرعية عن “اسرائيل” فقال:”يأخذ يوم المحرقة في السنين الاخيرة بعدا جديدا على خلفية دعوات أخذت تعلو في أنحاء العالم الى سلب دولة اسرائيل شرعيتها…حان وقت الاعتراف بالحقيقة، وهي ان إنكار المحرقة جانب مكمل للشك في حق دولة اسرائيل في الوجود، وهو في الحقيقة نوع محكم عصري من معاداة السامية التقليدية”.
وفي السياق، وعلى المستوى الامريكي، كان الرئيس الامريكي اوباما سبق نتنياهو في اعادة انتاج ذكرى الهولوكوست  في كلمة ألقاها بمناسبة اليوم العالمي للهولوكوست  لتخليد “ذكرى قتل النازيين لستة ملايين يهودي”، قال فيها:”هانذا أشاطر الناس احتفالهم في كل أنحاء العالم لتخليد ذكرى القتلى في الهولوكوست كذكرى أليمة، وبشعة في تاريخ البشرية، نتذكر من خلالها الضحايا الأبرياء للنازيين، ضحايا الكره ، ونردد سويا:” لن تحدث الهولوكوست مرة أخرى/ هارتس 28/1/2011 “، مضيفا:” ان هذا ليس شعارا، بل هو مبدأ رئيس، سنقف ضد الظلم والعنف واللاسامية في كل أنحاء العالم”
اما في لندن، حاضنة ومنشئة الدولة الصهيونية، فدرج عدد من وسائل الاعلام والناشطين الحقوقيين والمدافعين عن القضية الفلسطينية على اطلاق اسم “هولوكوست” على الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة وذهب ضحيتها 1400 شهيد وشهيدة وآلاف الجرحى والأضرار المادية والمعنوية البالغة، ولاقى الأمر استياء في أوساط “اسرائيل” وأنصارها ما دعاهم الى التحذير من كسر احتكار اليهود لكلمة “هولوكوست” والتنديد بشدة بهذا الموقف في وسائل اعلامهم الا أن هذا لم يمنع من تكرار استخدام الكلمة بسياق الواقع الفلسطيني.
هناك عدد كبير من كبار العلماء والفلاسفة والباحثين الاوروبيين والامريكان يشككون اصلا بحدوث المحرقة، بينما يرى عدد آخر ان هناك مبالغة فقط في اعداد اليهود الذين احرقوا، في حين تؤكد جملة لا حصر من الوثائق ان الكارثة اليهودية انما هي بالاصل صناعة صهيونية تعتبر اكذوبة القرن الماضي، وقد استثمرتها الحركة الصهيونية على مدى العقود الماضية كفزاعة لارهاب يهود العالم ودفعهم للهجرة الى فلسطين اولا، ثم كفزاعة لأرهاب وتجريم الرأي العام الاوروبي ثانيا كوسيلة للابتزاز المعنوي والاخلاقي والمالي ثالثا .
ارتبطت الكارثة/المحرقة عن سبق تخطيط بالاساطير المؤسسة للحركة الصهيونية والدولة العبرية، اما اليوم فقد طورت وكرست الدولة الصهيونية قصة “الكارثة /المحرقة” كوسيلة ابتزاز لا حصر لها تحت اسم “معاداة السامية ” فاصبحت الكارثة مرتبطة جدليا وعضويا باللاسامية ، والارهاب الدولي، فمن ينتقد الكارثة /المحرقة او يشكك بوقوعها،وكذلك من ينتقد دولة “اسرائيل” وممارساتها وجرائمها انما يصبح لا ساميا وارهابيا …؟!.
وعن”المحرقة كدعاية”و”الخطب الرنانة في يوم الهولوكوست”، كتب المعلق الاسرائيلي المعروف جدعون ليفي في هآرتس يقول:”ها هو رئيس دولتنا يزور ألمانيا ، ورئيس الوزراء  وحاشيته موجودون  في بولندا أما وزير الخارجية ففي هنغاريا، ونائبه في سلوفاكيا، ووزير الثقافة في فرنسا، ووزير الإعلام في الأمم المتحدة ، حتى عضو الكنيست الليكودي العربي أيوب قرا في إيطاليا، إنه أكبر حشد وزاري يشهده هذا اليوم ، يوم الهولوكوست العالمي- يوم 27/1/2010 -وهذا الحشد ليس بالصدفة ولكنه يجيء بعد تبني العالم قرار غولدستون- هارتس 28/1/2010 “، ويضيف”كل المسؤولين لغرض تدبيج الخطب البليغة في ذكرى الهولوكوست ! ..ز فعندما يتحدث العالم عن الاحتلال، فنتحدث نحن عن إيران التي يجب أن تعتذر .. الخطابات الرنانة سوف تنسى بسرعة ، أما الحقيقة المرة فسوف تبقى”.
ويتساءل ليفي باستنكار: ما أروع يوم الذكرى لو قامت إسرائيل باختبار نفسها فتعود إلى ذاتها وتسأل :
كيف جرَّت حربُ غزة موجة اللاسامية، بعد إلقاء القنابل الفسفورية عليها؟ !!
إن آلاف الخطب ضد اللاسامية لا يمكنها إطفاء لهيب آثار عملية الرصاص المصبوب على غزة، التي لا تهدد دولة إسرائيل فقط بل تهدد كل يهود العالم، وطالما بقيت إسرائيل تدفن رأسها ، وتعيش حالة الرُّهاب الشديدة ، فإن خطب الهولوكوست تبقى جوفاء خاوية، لأن الشيطان يعيش بيننا ، فلا العالم ولا نحن يمكن أن يقبل وعظنا وإرشادنا” !
في المحرقة مثلا نشير هنا الى تقرير الخبير الاميركي “فريد لوشتر” الذي “يدحض افتراءات اليهود حول الابادة الجماعية في المعسكرات النازية”… وكذلك نشير الى نورمان فينكلشتاين.. الخبير اليهودي الامريكي في العلوم السياسية، الذي دعي لندوة فى جامعة واترلو…فاثارت فتاة يهودية ورقة المحرقة النازية وهي تبكي…لكنه يوقفها رافضا دموع التماسيح/ عرب48 -24/03/2010 “، ونشير الى عضو البرلمان في مدينة ديرزدين، الذي طالب في جلسة لبرلمان ولاية سكسونيا الألمانية، بوقف التعاون مع ما أسماه “دولة المحتالين اليهود”، وعدم التعاون مع ما أسماه “صناعة المحرقة المزدهرة”، ونقلت “يديعوت أحرونوت-18/06/2010  ” النبأ، مشيرة إلى أن هذه الأقوال لم تقل في طهران، وإنما في ألمانيا من قبل من وصفته “قائد اليمين المتطرف” و”نازي جديد”، ونتوقف امام روبر فوريسون الباحث الفرنسي المرموق الذي وهب حياته للبحث في حقيقة المحرقة اليهودية، وتعرض للقمع من جهة المنظمات اليهودية في فرنسا،  وكذلك عدالة بلاده التي جرمته في أكثر من 12 قضية طرحت أمامها، ولم يرحموا سنه المتقدم إذ تعرض للعديد من الاعتداءات الجسدية بسبب بحوثه وموقفه من الهولوكوست، فتحدث فوريسون عن صناعة الهولوكوست.
الى ذلك، هناك عشرات الكتاب والمؤرخين والعلماء المراجعين في أوروبا حاولوا نقد المحرقة فتعرضوا للملاحقات والتعذيب، ومحاولات الاغتيال،  وسجن بعضهم أو طردوا من وظائفهم، وحوكم بعضهم ودفعوا غرامات باهظة وشوهوا إعلامياً، ونبذوا اجتماعياً، لأنهم قاموا بابحاث او كتبوا مقالات او القوا محاضرات شككوا فيها بالمحرقة والرواية الصهيونية حولها، ومن ابرز هؤلاء أسماء مفكرين وباحثين كبار مثل روجيه غارودي وفوريسون الفرنسيين ومثل غيرمار رودولف، عالم الكيمياء الألماني، والمؤرخ البريطاني ديفيد إيرفينغ الذي سجن في النمسا عاماً بتهمة “إنكار المحرقة” قبلها وغيرهم…
وفي العنصرية اليهودية ايضا كان المفكر الاديب فيدور ديستويفسكي 1821 – 1880 قد وصف اليهود عام 1877 بالعنصرية واستشهد من نصوصهم الادبية والتوراتية: “اسحق الاخرين، او حولهم الى عبيد، واستفلحهم كما تشاء” و”ثق بأن الشعوب سوف تخضع لك” و”اعرض عن الجميع باشمئزاز ولا تختلط بأحد”، واستخلص ديستويفسكي قائلا: “حينما وجد اليهود تدنست الانسانية”.
وفي الارهاب والاجرام الصهيوني ايضا، وبينما يؤكد المؤرخ الاسرائيلي ايلان بابيه: “ان خطط التهجير والتطهير العرقي ما زالت راسخة في العقلية الاسرائيلية”، كان 781 بروفيسورا اسرائيليا قد حذروا في عريضة وقعوها من “اقدام الحكومة الاسرائيلية على اقتراف جرائم حرب ضد الانسانية”، وقد “وقعت عمليا بالجملة “، كما وقع800 بروفيسور امريكي على وثيقة مماثلة تحذر من “سياسة التطهير العرقي الاسرائيلية ضد الفلسطينيين – وقد طبقت هذه السياسة مع سبق التبييت”.
ولعل شولاميت ألوني وزيرة التعليم سابقا خير من عبر عن الكذب والخداع والتضليل في حكاية الهولوكوست حينما كتبت في”هآرتس – 4/6/2009″تقول:”طوال 42 عاما ونحن نحتل ونسلب اراض ليست لنا ونقمع اصحابها. فهل يتوجب علينا ان نتحول قوزاقيين قراصنة مقتلعين للاشجار وحارقين للحقول ومنكلين بالنساء والشيوخ والرضع حتى نكون شعبا حرا في بلادنا؟ “هذه الارض لنا وحدنا” تقول القصيدة، ولكن كان من الواجب ان نقول: “هذه القوة لنا ولنا وحدنا”، “لنا المال وحدنا”، “من المسموح لنا وحدنا ان نقوم بكل شيء”، ان نجوع مجتمعا باكمله وان نحبسه وان نغتال الناس بقنابل من الجو وان نطلق القذائف العنقودية والفوسفورية، باننا اسياد البلاد والله هو الذي اختارنا حتى نكون حكاما لها. ويلنا من هذا الخزي والعار”.
يضاف الى كل ذلك جملة كبيرة متزايدة من الوثائق والوقائع التي تدين وتجرم الصهيونية و”اسرائيل” بالعنصرية والارهاب واقتراف جرائم حرب ضد اطفال ونساء وشيوخ وشجر وحجر فلسطين”.
ثم تنقلب الامور والمعايير رأسا على عقب و يهاجمون كل من يشكك بـ “المحرقة” او ينتقد الارهاب وجرائم الحرب الاسرائيلية بـ “اللاسامية” و”العنصرية” و”الارهاب” ..تصوروا..؟!
فمن يتحمل مسؤولية هذا المشهد..؟!
والى متى سنبقى ويبقى العالم رهينة لفزاعة الكارثة /المحرقة و اللاسامية والارهاب…؟!!

 

       

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.