www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مستشفى تل شيحا

0

مستشفى تل شيحا

أباعثة المطايا من حديد كأسراب القطا للعالمينا
ركائب في فجاج الأرض تسري تقلّ الذاهبين الأيبينا
تقصّ على المدائن و القرايا حكاية قومك المستنبطينا
و كيف العقل يخلق من زريّ مهين لا زريّ و لا مهينا
و ينفخ في الجماد قوى وحسّا فيركش تارة و يطير حينا
و يهتف بالقصائد و الأغاني و قد ذهب الردى بالمنشدينا
لقد حسدتك أمّ الفنّ ” روما “ كما حسدتك ضرّتها ” أثينا ”
فمجدك فوق مجدها علاء و حسنك فوق حسنها فتونا
نزلنا في حماك فقرّبينا و باركنا ثراك قباركينا
فما لطماعة بنضار ” فورد “ و فضّته إليك اليوم جينا
فما هو في سماحته ” كمعن “ و ليست نوقه للذابحينا
و لكن فيك إخوان هوينا لأجلهم جميع الساكنينا
أحبّونا كأنّهم ذوونا و أنسونا بلطفهم ذوينا
و عاهدناهم إذ عاهدونا فلم ننكث و لا نكثوا يمينا
إذا غضبوا على الدنيا غضبنا و إن رضوا على الدنيا رضينا
دعاهم للعلى و الخير داع من ” الوادي ” فلبّوا أجمعينا
أيخذل ” جارة الوادي ” بنوها ؟ معاذ الله هذا لن يكونا
فما لاقيت ” زحليّا ” جبانا و لا لاقيت ” زحليّا ” ضنينا
تأمّل كيف أضحى ” تلّ شيحا “ يحاكي في الجلالة ” طورسينا ”
فعن هذا تحدذرت الوصايا و في هذا وجدنا المحسنينا
على جنباته و على ذراه جمال يبهر المتأمّلينا
فلم مثله للخير دنيا و لم أر مثله فتحا مبينا
فيا أشبال ” لبنان ” المفدّى و يا إخواننا و بني أبينا
ترنّح عصركم فخرا و هشّت لصنعكم عظام المائتينا
تبارى الناس في طلب المعالي فكنتم في المجال السابقينا
بنى الأهرام ” فرعون ” فدامت لتخبر كيف كان الظالمونا
و كم أشقى الجموع الفرد منهم و كم طمس الألوف لكي يبينا
وشدتم معهدا في ” تلّ شيحا “ سيبقى ملجأ للبائسينا
يطلّ الفجر مبتسما عليه و يرجع مطمئنّا مستكينا
و يمضي يملأ الوادي ثناء عليكم ، و الأباطح و الحزونا
أرى غيثين يستبقان جودا هما مطر السّما و الغائثونا
لئن حجب الغمام الشّمس عنّا فلم يطمس ضياء الله فينا
و لم يستر سبيل الخير عنكم و لم يقبض أكفّ الباذلينا
وجدت المرء حبّ الخير فيه فإن يفقده صار المرء طينا
تكمّش في الحقول الشوك بخلا فذلّ و عاش مكتئبا حزينا
و أسنى الورد ، إذ أعطى شذاه مكانته فكن في الواهبينا
سألت الشعر أن يثني عليكم فقالت لي القوافي : قد عيينا
سيجزيهم عم البؤساء ربّ يكافيء بالجميل المحسنينا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.