www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

هل كانت أمتنا تعيش ألف سنة بلا عقول!!/علي بطيح

0

كتب أستاذنا القدير محمود الشنقيطي في هذه المجموعة مقالا رائعاً ، دافع به عن صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله .. وطوال قرون مضت والناس ينهلون منه يأتي اليوم من يشكك ومن ينتقد وهو متكئ على أريكته!! ويأتي من قرأ كتاباً أو كتابين من المتعالمين فينتقد كتاباً ضخماً في قامة الصحيح. مقال الشنقيطي بإمكانكم الرجوع إليه في أرشيف المجموعة .. لكني اليوم جمعت صوراً لمدى الجهد الذي بذله البخاري في التأليف وصدى الكتاب لدى العلماء الراسخين لترون صغر حجم المنتقدين .. كيف ينتقدون مع قلة فقههم

هل كانت أمتنا تعيش ألف سنة بلا عقول!!
* علي بطيح 
 
كتب أستاذنا القدير محمود الشنقيطي في هذه المجموعة مقالا رائعاً ، دافع به عن صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله .. وطوال قرون مضت والناس ينهلون منه يأتي اليوم من يشكك ومن ينتقد وهو متكئ على أريكته!! ويأتي من قرأ كتاباً أو كتابين من المتعالمين فينتقد كتاباً ضخماً في قامة الصحيح.
مقال الشنقيطي بإمكانكم الرجوع إليه في أرشيف المجموعة .. لكني اليوم جمعت صوراً لمدى الجهد الذي بذله البخاري في التأليف وصدى الكتاب لدى العلماء الراسخين لترون صغر حجم المنتقدين .. كيف ينتقدون مع قلة فقههم!!
 
·        طلب البخاري العلم وهو صبي، وكان يشتغل بحفظ الحديث ولم تتجاوز سنه عشر سنين، وكان يختلف إلى محدثي بلده ويرد على بعضهم خطأه فلما بلغ ستة عشر سنة، كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع وعرف فقه أصحاب الرأي، ثم خرج مع أمه وأخيه إلى مكة، فلما حجّ رجع أخوه بأمه، وتخلف هو في طلب الحديث.
·        من أقوال الإمام البخاري رحمه الله : ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلاَّ اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
وقال : صنفت كتابي الجامع في المسجد الحرام ، وما أدخلت فيه حديثا حتى استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقَّنت صِحَّـته.
ويقصد بِكتابه الجامع : الصحيح ، المشهور بصحيح البخاري ، فإن الإمام البخاري سمى كتابه : الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
 
·        وقد تلقّت الأمة أحاديث الصحيحين بالقبول ، حتى أجمع الفقهاء وغيرهم أن رَجلا لو حَلف بالطلاق أن جميع البخاري صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك فيه ، لم يَحْنَث .
وقال أبو أسحق الإسفراييني : أهل الصنعة مُجْمِعُون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوع بصحة أصولها ومتونها ، ولا يحصل الخلاف فيها بحال ، وإن حصل فذاك اختلاف في طُرُقها ورواتها . قال : فمن خالف حُكمه خبراً منها وليس له تأويل سائغ للخبر نقضنا حُكمه ؛ لأن هذه الأخبار تلقّتها الأمة بالقبول .
وقال الجويني إمام الحرمين : لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في الصحيحين مما حَكَما بصحته من قول النبي صلى الله عليه وسلم لَمَا ألزمته الطلاق ، لإجماع المسلمين على صِحَّته .
 
·        اشتهر البخاري في عصره بالحفظ والعلم والذكاء، وقد وقعت له حوادث كثيرة تدل على حفظه منها امتحانه يوم دخل بغداد وهي قصة مشهورة. وكان – رحمه الله – واسع العلم غزير الاطلاع، وقال : ” لا أعلم شيئاً يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب أو السنة. فقيل له: يمكن معرفة ذلك كله قال: نعم “.
وقال له بعضهم، قال فلان عنك لا تحسن أن تصلي، فقال: لو قيل شيء من هذا ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصة.

* أثنى عليه أئمة الإسلام، وحفاظ الحديث ثناءً عاطراً واعترفوا بعلمه وفضله وخاصة في الرجال وعلل الحديث، وهذا شيء يسير من ثناء هؤلاء الأئمة عليه.
قال الإمام البخاري رحمه الله : ذاكرني أصحاب عمرو بن علي الفلاس بحديث، فقلت: لا أعرفه فسُروا بذلك، وصاروا إلى عمرو فأخبروه، فقال: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث.

وكان إسحاق بن راهوية يقول: اكتبوا عن هذا الشاب – يعني البخاري – فلو كان في زمن الحسن لاحتاج الناس إليه لمعرفته بالحديث وفقهه.. وقال الإمام أحمد: ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل.

وكان علماء مكة يقولون : محمد بن إسماعيل إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان.. وقال محمد بن أبي حاتم : سمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول: دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها كلما جرى ذكر محمد بن إسماعيل فضلوه على أنفسهم.

وقال محمد بن أبي حاتم أيضاً: سمعت إبراهيم بن خالد المروزي، يقول: رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري، ويقول: لا أعلم أني رأيت مثله، كأنه لم يخلق إلا للحديث.

وقد قال له الإمام مسلم عندما سأله عن حديث كفارة المجلس: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.. وقال له: لا يبغضك إلا حاسد، وأشهد أنه ليس في الدنيا مثلك .

وقال الترمذي: لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.

* وقد جعل الله في صدور أهل العلم هيبة للصحيحين فلم يطعن أحد في شيء من أحاديث الصحيحين حتى ظهرت بدعة المعتزلة في تقديس العقل وتقديمه على النقل ! ومن سار على ذلك النهج من المعاصرين ! الذين تجرّءوا على أحاديث الصحيحين فأخذوا يُضعّفون بعضها بِحجّة أن منها ما يُخالِف العقل !
وأتى اليوم من يهرف بهواه وبما املاه عليه عقله .. وكأن الأمة منذ أكثر من ألف سنة تعيش بلا عقول ! حتى جاء هؤلاء فأعْمَلًوا عقولهم في نصوص الوحيين !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.