www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

الانترنيت وأهل الكهف… بقلم آرا سوفاليان

0

طلب مني تعميم أنشطة مؤتمر طب الأسنان في جامعة القديس يوسف والذي سيعقد في الفترة الواقعة من 2 الى 5 حزيران القادم والبرنامج العلمي المرافق للمؤتمر على كافة العناوين الموجودة في قائمة عناويني … ولأن هذه القائمة تضم أكثر من 7500 اسم نصفهم من الأطباء توقعت أن أفعل شيء.

طلب مني تعميم أنشطة مؤتمر طب الأسنان في جامعة القديس يوسف والذي سيعقد في الفترة الواقعة من 2 الى 5 حزيران القادم والبرنامج العلمي المرافق  للمؤتمر على كافة العناوين الموجودة في قائمة عناويني … ولأن هذه القائمة تضم أكثر من 7500 اسم  نصفهم من الأطباء توقعت أن أفعل شيء.
وكان المطلوب هو مشاركة أطباء سوريين في المؤتمر وإعلامهم بالتفاصيل والتسهيلات وضمان مشاركة عدد منهم خاصة وأن هناك قسم لا بأس به من أطباء الأسنان في سوريا تتلمذ على يد اساتذة كبار من الصرح العلمي الحضاري المسمى جامعة القديس يوسف في بيروت.
والمفاجأة التي حدثت هي العدد الأقل من المتوقع بكثير … مما أصابني بخيبة أمل… دخلت مساء اليوم الى أربعة عيادات تم ارسال ايميلات لأصحابها وعلى ثلاثة مراحل تخبر بالمؤتمر والمكان والتسهيلات والرسوم والبرنامج العلمي وبالتفصيل الذي أخذ مني كل الوقت والجهد؟
لأكتشف بأن الأربعة عيادات لا علم لأصحابها لا بالمؤتمر ولا بالمؤتمرين … فاكتشفت أن هناك تآمر من نوع خاص على العلم والتقدم في سوريا لأن رسائلي لم تصل لأصحابها بالمطلق أما الأسباب فهي الآتية.
الطبيب الأول قال لي بالحرف: أنا طبيب أسنان ولا خبرة لدي بالتعامل مع النوبات القلبية وفي الفترة الأخيرة قررت عدم تسديد اشتراكاتي في الأنترنيت خوفاً من أن أكون ضحية لنوبة قلبية لا أعرف تدبرها… بطئ قاتل وساعة من الانتظار والارسال والتلقي بالطاقة القصوى والنتيجة لا يمكن العثور على الملقم وسألنا … من الذي أخذ الملقم ولم نعثر نحن على الفاعل لقد تمت سرقة الملقم من كومبيوتر العيادة وضاعت أحلامنا. لديّ ممرضتان أقسمت كل واحدة منهن بأغلظ الايمان بأنها لم تمد يدها ولم تأخذ شيء لا ملقم ولا ملقن، وهناك كادر يأتي لتنظيف العيادة ومباشرة التعقيم أقسم أفراده بأنهم لم يعثروا هم أيضاً على الملقم ولا زال البحث جارياً!
أجاب الطبيب الثاني:   لم يصلني ايميلك لأنه لم يعد ليّ ايميل ، لقد غيرت الاشتراك من المعلوماتية الى الاتصالات لأكتشف أن النتيجة صفر للكل وضاع ايميلي السابق وضعت معه ورجعت الى الاتصال العادي بالهاتف فهو اسرع وأوفر وأحياناً أرسل الولد فيعود ومعه الجواب الأكيد قبل أن انجح في انشاء إتصال الى درجة انني صرت أخاف من هذا الاتصال ونتائجه الكارثية لأنه صار يشبه ذاك الاتصال الذي يقود الى تهمة فادحة لا أحب ذكرها! يا ساتر !!!
الطبيب الثالث قال لي: أنا أعتمد نظام البطاقات والتشريج واكتشفت مؤخراً أن المسألة تساوي تلك الآلة التي تضع فيها نقودك لتحصل على هدية لطفلك فتجد أن هذه الآلة تبتلع نقودك ولا تعطيك شيء.
الطبيب الرابع قال لي: اشتركت بتقنية الـ 3G (المعروفة بالقطايفة) لأكتشف بأن حصة الـ MTN من اجمالي دخلي كطبيب هي أكثر من 50% واتهمني البعض بأنني أحمّل بيانات بحجوم كبيرة ، والحقيقة هي غير ذلك وقد تكون قريبة من ذلك بسبب قلة الشغل بدواعي مواسم الامتحانات وقبلها مواسم المازوت وقبلها مواسم التسجيل في المدارس وشراء الملابس والكتب والدفاتر والأقلام والحقائب المدرسية وقبلها موسم المكدوس وقبلها مواسم الأعياد  فقررت التوقف عن الدفع ليبقى لي شيئاً أعيل به نفسي فحدث بعض الوفر وكنت سعيداً جداً بهذا الوفر وأحببته بإخلاص الى أن أصبح عادة وانتهت علاقتي بالأنترنيت.
همممممممم تفكير……. هكذا إذاً …. وأنا من يتعب وهو يعتقد بأنه يقدم عملاً مفيداً ……. همممممممم تفكير … أخشى أن يصيبني ما أصابكم ويحدث التطوير المنشود في الأنترنيت فنكون جميعاً نيام …. نوم أهل الكهف… فنستيقظ  لنقول … كم لبثنا… فنعود للنوم بعد أن نكتشف بأن البشرية قد تحولت الى اختراع آخر وصرفت النظر عن الأنترنيت.
 
Ara Souvalian
arasouvalian@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.