www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

غاب اسامة العلوان ( العبادي ) وبقي نور البصر/وفاء الزاغة

0

غاب اسامة العلوان ( العبادي ) وبقي نور البصر يقول الله تعالى : وما تدري نفس ماذا تكسب غداً . تصدرت الصحف الاردنية خبرا بأن اهل الطالب المرحوم اسامة العلوان قد قرروا التبرع بقرنيتي ابنهم اسامة العلوان ( العبادي ) وقد قامت كوادر من مدينة الخدمات الطبية الملكية باجراء الازم لاتمام عملية التبرع قبل دفن جثة المرحوم .

غاب اسامة العلوان ( العبادي ) وبقي نور البصر
 
يقول الله تعالى :  وما تدري نفس ماذا تكسب غداً .
تصدرت الصحف الاردنية خبرا بأن اهل الطالب المرحوم اسامة العلوان قد قرروا التبرع بقرنيتي ابنهم اسامة العلوان ( العبادي )  وقد قامت كوادر من مدينة الخدمات الطبية الملكية باجراء الازم لاتمام عملية التبرع قبل دفن جثة المرحوم .
وتعقيبا على هذا الخبر الكريم والعطاء الإنساني أقول لإسامة رحمه الله وادخله فسيح جنانه :
نحن جزء من الكون الفسيح أتينا لرحلة الميلاد والموت وجهلنا ساعة كلاهما أتينا من عالم الذر الى عالم يموج بالمادة وينسى ان جزءا منا طيف يسرح بين الأطياف وطاقة لاتلمسها الايدي بل تدركها القلوب أتينا بعقول وارواح لا يعرف كنهها  إلا الله . الوقت ساعتنا
وعداد يعد أنفاسنا بلا وعي منا ولا اهتمام أنفاسنا تذكرنا ادخلت هواء واخرجت هواء فهل أمضيت حياتك كالهواء ام كالسحاب ام كالطير يحلق بجناحيه ام كناسك في محراب يسأل رب الوجود  . ما هذا السر غادرنا جسد اسامة ولكن حكمة ربانية وكرم إلهي علمنا أن جزء من جسده سوف يبقى الآن … يبقى في عيون أخرى حرمت
نعمة البصر او قصرت العين ان ترى ما نرى فسبحانك هديت أحباءه ان يقدموا للظلام
بصيص النور الى محتاج يريد ان يرى لقد رحل اسامة وترك الجزء الذي كان يرى
لتعرفنا ان الانسان في لحظة موته يهب الهدايا للإخرين ويهب النور للمحرومين لتعلمنا
أن أسامة غادر بالجسد وأبقى الجزء ليرى الآخر بنفس ما كان يبصر ليشعر الآخر بنفس ما كان يشعر لإننا كبشر نحمل الذاكرة في كل جيناتنا نحمل ارشيف حياتنا في كل ذرة نحمل مشاعرنا ومعرفتنا هي الجزء المغروس في الخريطة البشرية بلغة يفهمها الجسد الجديد لغة كان يتحدث بها من الداخل الراحل عن كوكب الارض .
فهناك حالات استقبلت اعضاء من متبرعين تأثروا بسلوك المتبرع وقصص حملت غرائب وعجائب ومن لا يعرف فليبحث عن بعضها … حتى العلم عاجز في بعض تفسيراته عنها وبعضه اعترف بها .
فكيف اذا كانت عملية التبرع جزءا من العيون التي هي بوابة الروح والجزء الأكبر للمعرفة . فهنيئا لك يا أسامة على ما قدمت قبل الرحيل لإنك ذكرتني بقول الله تعالى
فمن أحيا نفس واحدة فكأنما أحيا الناس كلها . فلترقد روحك بسلام ولتحفك نعم الله في عالم البرزخ عالم ما وراء الموت عالم الأطياف بعد رحلة الأجساد عالم النشأة الأخرى
عالم إن ربح به الإنسان فقد أفلح .
يا أسامة لقد كتبت عندما قرأت الخبر في الجرائد الإردنية وأنا لم أعرفك  بل قرات عما أصابك يوم الرحيل  ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولكني عرفت حالات المتبرعين ورأيت لمعان عيونهم عندما حصلوا على قرنية جديدة او كلى من متبرع إنها اللحظة التي تفقد الكلمات التعبير عنها لإنها تعرف أن الحياة هبة من الله تستحق أن نعيشها او نساعد الآخرين على ان يعيشوا بعدما يأسوا واجملها وأصدقها قبل أن نلبس الكفن نقدم منا الجزء الذي يقول لم نغيب بل رحلنا الى عالم النشاة الأخرى
من الإرض الى رب الأكوان .
إذا ظن القاتل انه قاتل
و القتيل انه قتيل…..
فإنهما لا يدريان ما خفى من قضاء الله
قضاء الله هو الذراع لمن يقتل…..وذاك الصدر لمن يموت
وفضل الله بسكينة ا لصدور تجبر النفوس
وكرم الله تجلى لنا عندما قال يوسف الصديق
الكريم بن الكريم بن الكريم
وأخيرا أعزي عشيرة الشاب أسامة العلوان ( العبادي ) بقول إنا لله وإنا إليه راجعون
وعظم الله اجوركم وبارك فيما وهبت من اسامة نسأل الله عز وجل ان تكون صدقة
جارية له ولكم . وفرج الله كرب كل مكروب .
شباب الأردن كلهم بإذن الله يساعدهم الله ان يحملوا الرحمة والمودة في قلوبهم لإن الوطن مظلة جميلة وباسقة ترعى بالإيدي الكريمة والنفوس الحليمة والعقول الرشيدة .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة
 
 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.