www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مختارات من قصائد الشاعر/حسن ابراهيم سمعون

0

ضاء ٌعلى الشَّاهد إلى ستة قرون بين المعري وغاليلو بالقـبو ِحـــبـرٌ يـَدمَغ ُُالسَّنواتِ في أعناقها ويُعــدِّنُ المَشروبَ للشُّعراءِ في

إمضاء ٌعلى الشَّاهد                       
إلى ستة قرون بين المعري وغاليلو
بالقـبو  ِحـــبـرٌ
يـَدمَغ ُُالسَّنواتِ في أعناقها
ويُعــدِّنُ المَشروبَ للشُّعراءِ في
ضِيَع ٍتــَدقُّ رغـيفـَها
والمِلحُ من صوتِ المطارق ِ والأنينْ
صَهرتْ سنابلـَها طحـينَ خناجر ٍ
آذانـُها ثــَملـتْ بقرقـَعـةِ العـجـينْ !
وروائحُ  الكِـبريتِ  من تــَنـّـورها
فاحتْ سِـياطا ً
تـَخـْفـِرُ الشبّـَا ك َ في
عُـلـَبِ الهـواء ِبـقـبـوِها
والحيِّز ِالمَحشور ِفي
إنشوطةٍ تهوى الوَتــينْ
رغـمَ انخـفا ض ِالسّـقـف ِ..
فالحـبلُ المـُد لـّى عاجزٌ
أن يصهرَ العـينَ الــّـتي شـُـنـِقــَت غـدا ً
قـبلَ الكـفافِ وأخـتـُها تبكي
تــُؤبــِّنُ نـفـسَها تخشى العَـمى
وكأنــّها
شـُنـقـتْ بأمس ٍمَرَّ تـيـنْ
*********
بطقوس ِمِقصلةٍ تحجَّـرَ حـَدُّها
ألـقـت ْعـصا الـتـَّرحا ل ِفي أنفي
تـَجـرُّ وراءَها
نيرانَ بوتـقة ٍ لتـَعـديـن ِالـقـبورْ
منـبـوذة ٌبالـكـون جاءت قـبوَنا
وبصدرها
طعـناتُ أقـلام ٍ وأشعا ر ٍ
وإمضاء ُالـــّذين تـفـتــّشوا
أو أُحـرُقِـوا وتأبـّـنـوا
والأرضُ ساخرة ٌ تدورْ
فالـقـبو مازالتْ نوافـذهُ
تـُزاورُ شمسَ مَن صَهلوا
يَـظنُّ بخـُرمهِ قـُطبَ الـرّحا
وبهامش ٍلمـَدارهِ تــَرحـو الـبدورْ
وتغـيبُ في أدراجهِ بـين َالـرَّمادِ
وخـلفَ حـيطان ِالـبُخـورْ
*********
سقـطت على عَـينيْ
بـقـيـّة ُ شاهـد ٍ
ورفاتُ  إمضاءٍ
أضاء َلقـادمي
ماضي  السنـينْ
فـَـتمردت ْروحيْ
وحُـلمُ  قــَرينـِها
أن يَخـلع َالأ قـماط َوالأكـفانَ في
لحد ٍ ….ويـَتـلو نــَظـمَه ُ
لكـنـّهمْ
زرعـوا رخاما ًللـضّريح ِ..
وألـقـمونيَ حِفنة ًً
حتـّى هُـنا
حَـشروا بـفيـيَّ عُـنوة ً
جـِـبسا ً وصلصالا ً
مخا فـة َ أن ألاقي اللهَ ..
أخـبـرُه الـيـقـيـنْ
وبأ نـّّهمْ في ضَيعتي
لا يأكـلونَ سوى
عظام ٍ شا بَها
خزفٌ وأوراقٌ وطينْ
*************
فـمَحاجـرُ الباكـينَ صارت مَعـدنا ً
ذ َرفـَتْ نـُحا سا ًعـندما
أبـّـنـْتُ نـفسيَ قارئا ً
لطوالـِع ِ الماضي الذي
سأعـيشـُهُ
بـتناسخ ِالـتــّـقويم ِحـينا ًبعـد حينْ
وبقية ُالـيـنبوع ِفي عـَيـنيْ الــّـتي
شـُنـِقــَتْ
تـَرى أقـدارَها مَـكتوبة ً
فـوقَ الجَّـبـيـنْ
وحـروفـُها حَُـشِرَتْ بخـط ِّالكفِّ تـَنجـيما ً
يُـزَحـلـُقها
لِـبـُرجـيَ عُـنـوة ً
وغــَـدي كأمسيَ عالقٌ
وبطالـِعي
أسرارُ ( فِـنجان ٍ) تروّضني
على اسم ٍ وعـنوان ٍوديـنْ

********
ماذا إذا كـذبَ المُـقـد ّسُ مـازحا ً
وأتى( المَعرّي ) فاضحا ً بندائه ِ
للمـيـّـتـينَ بصدقـهِ ثـقــَة ً
على أمل ِالـنـّشورْ
وتكون ُبوتـقـة ُ الطحين ِملاعـبا ً
( للـنـّرد ِ) يلهـو ساخرا ً
با للا ّعـبيـنَ وبالحضورْ
وتـَدحـرجـتْ بمرارة ٍ كرة ُالأسى
لحـناجـر ِ الفـقـراء ِ كـَم ْ
أكلـوا العَـفا ف َودحـرجـوا
أفواهَ أطـفال ٍ بـقِـدْر ٍ من حَـصى
لتغيبَ شمسٌ أبطأ ت ْ
نـذروا الـنــّـذورْ
وتـنامُ أشداقُ الجّياع ِفربُّما
لـيـلٌ يـَموتُ جـنينـُهُ
قبل الشـّروق ِمُصاحبا ًطقسَ الفطورْ
فالصُّبحُ مـثـل شِـفا رها
لا يأكلُ الخزفَ المُوشـّى
إنــّما طوبى الحَـزانى
والعـابـريـنَ … لسُمِّ مِخـيـاط ٍ
عبورَ الصائمـيـنَ …وقـدَّسوا بضمورهمْ
ذاكَ العبورْ
خـرقوا شقـوقَ البوتـقـهْ
سا لوا حروفـا ً ليـّـنـهْ
إمضا ؤهمْ
ثـقـبَ الرُّخا م َ بحـبرهِ
وأضافَ سِفـرا ً
في سطور المِـقـصلهْ
غـطىّ الشواهد َصارخا ً
يا ضيعـتي هـــل تـقـرأيـنَ بلحظةٍ
تلكَ السُّطورْ ؟؟

حسن ابراهيم  سمعون   1996
حمص / تلكلخ / عين السودة

sansamoon@hotmail.com

ثــَورة ُالرّؤيا
إلى أبطال آذار.. منهم والدي

لمّا تـَسلـَّـقـت ِالـنـُّـقـا ط ُ لصفـحة ٍ
في غـَـفـلة ِ التـاريخ ِ…
ظـَنـّتْ أنـّها الأولى
وفوق الحرفِ أغـراها المَـقامْ
نـَفـَشـَتْ… بدون ِهـوامـش ٍ
تركت لغاربـِها اللجـّامْ
وبضـيـق ِدفـتـرها سَعَـتْ
لـتـُزحْـلـِقَ الكلماتِ تحت كيانها
لم أسْتطعْ أن أنضويْ
وأبـَت حُـروفي الانحشا رَ بأسطـر ٍ
تـَعـلو ثـناياها نـُقـاط ٌ من هــُلامْ
كلُّ الفـطـور تــَبـوّغـَـتْ
بـظلالها الخشبية ِ الصّفـراءَ تبغي مَوطِئا ً
إلا أنا !!
فـأنا !!
سَلـيلُ حكايـةِ البازلتِ ..
والمِسمارفي مَـنحوتةِ الـرّؤيا
تـَحـِتُّ الجـِبسَ في وثــَن ِالظـّلامْ
بنـقـاطِها الحـجريةِ الـمَـلساءَ في
أكـوام ذاكـرةٍ قـديـم ٌعَـهـْدُها
قِــدْمَ الضّـياءْ
شـَربَتْ شمـوسَ الحرفِ من
لوحي العـتـيـق ِ وطـيـنـِهِ
ثــَمـِلـَتْ بــهِ ….فتـَجرأتْ
أن تلجمَ التــّاريخ ََفي سَكراتهِ
وتـَلم َّمن عَـرَق ِالسّنابل ِباقة ً
بشقوق كفِّ الحاصداتِ تجـذ ّرتْ
حبـّاتـُها….فـتمخــّضتْ
بالبوح ِعن فجر ٍعِشاءُ رجالهِ
سرٌ بكأس ِ الهـِـنــْدَباءْ
**********
وأنا بدفء ِغـُصونـِها
مازلتُ أذكـرُ إذ لحا فيَ مِعـطـفٌ
وحَشيـَّتي قـِطن ٌ تـلـيـع ٌ (أصفــرٌ)
سَلسَتْ بها أعـطا فـُـنـا
وبجانـبـي
تسع ٌ كـقِـرط ِالمـوز يُـد فــئـُنا
عـِراك ُبقا ئِنا تحت الغِطاءْ
نـتـوارثُ الأسما لَ من أسلافـِنـا
والنـَّعـلَ من قـَـدَم ِالكـبـير ِتواترا ً
لصغير ِنا
سبـحانَ مَنْ أعـطى لنـا إرثا ً
ولـمْ يـَبـْعـثْ أبـي بالأنـبــياءْ
بل كان جُــنديا ًعلى تـُخـم ٍ
ومِـعـطـفه ُيـحاربُ بـَـردَنـا
مُستـعـصيا ً
وبـلونهِ (الخـاكيِّ ) يَـزهـو رافضا ً
كـلَّ( الـمَـزاوي)
يردمُ الأسطـورة َالـزرقاءَ مـُرتـطما ً
بأنـصاف ِالسّمـاءْ
ومُـبارحا ًعـنـقَ الزجـّاجـةِ شامـخا ً
مُـتأبـِّطا ًفـرسا ًحَـرونا ً لــَبـّـأتْ أمّيْ
ونـفـسا ًتعشقُ البـازلتَ في فـلواتـِها
شـَمـِـصتْ مـِنَ المـضـمار ِ..
والتـّـدجـيـن في صلواتـِها
فصهـيلــُها البَـرّيُّ ..مِلحُ الكـِبـرياءْ
جَمحَـتْ بهمس ٍ يلمسُُ الـرّؤيا
تـذوبُ على ذراعـيهِ هـَوىً
أبتِ التـّدحرجَ بالسّـيور ِ..
تــُراهـنُ العربا تِ والحـوذيَّ ( والآغا)
على الرّؤيا الــّـتي سَغـَبـَتْ لإرثٍ
قــُـد َّ مِن ْحَـجـر ٍومـاءْ
ميراثــُكـمْ…….
يامعشرَ الجـنـدِ السّماءْ
*************
مازلتُ أذكــرُ يا أبـي
(بدريسكَ الخـاكيْ ) يُعـَـفـّـرُصـدرَهُ
قلح ُالتعـرّق ِ (والنـياشـينُ) الـّـتـي
لـَحَـبـَتْ لكلِّ الصّاهـليـنَ طريقــَهمْ
بَعـثـتْ على الصّهواتِ وجدانا ًعـَريقْ
فلتـكـْـتحلْ
عـيناكَ فـيهِ يارفيقْ
كلُّ الـنــّـقاط ِتـَحطـّبتْ
في رؤيتي عـريانة ً
بمـذاقِـها الخشبيّ تـَبحثُ عـن أتان ٍ
تــُنـقـِـذ ُالأسفارَ والأوثانَ ..
والعرباتِ والخشبَ العـتيـقْ
وبـَقـيـتُ في الرّؤيا
أنا الرّؤيا
سأ قـطنُ في بلاد ٍأنت فـيها رامسٌ
وأرافـقُ البـلــّوط َوالقـيـلوح َوالـدّردارَ
والوزّالَ في (1)
وعـرِ الطريـقْ
فالنـّرجسُ الولهانُ أنـْكــَرَ ذاتــَه ُ
ليذوبَ في عِـشقَ الصّديقْ
مـتـآويا ً ظـلََّ الرّفـاة ِاللـيـلكيْ
في خيمةِ اللبلاب ِِ والهـيـلون ِ…
يزهـو الزّمزريقْ (2)
ليهجّـئـوا في غابـتي
حَرفي أنا ويرتـّـلوا
سُبحانَ من أعـطا نيَ القـلمَ المُـلوّنَ..
للكـتابةِ والهـجاءْ
الرّيحُ بالرّؤيا أنا
الصّخرُبالرّؤيا أنا
آذارُكَ الرّؤيا أنا
نيسانـُكَ الرّؤيا أنا
وجميعُ مافي الحقـل من زرع ٍأنا
وتسامُـقُ الغاباتِ والأحرار ِ …
والثــّوار ِفي الرّؤيا أنا
حتـّى وأنــّي حَـبـّة ُ الـزّيـتون ِفي
زاد ِالحصاد ِ ( ولـفــّةِ السّعـتـرْ)
أعـودُ حـقائبَ الأطـفال ِفجـرا ً مُشمـِسا ً
وحكاية ًعـنـدَ المساءْ
فأنا هيَ
والقمح ُوالرؤيا هيَ
وهيَ الــّـتي ظلــّـتْ هيَ
أسطورة ُ الكلماتِ تستـعـصي
على التــّـشكيلِ والتــّـنـقـيـط ِ
تـَصهـلُ ماتشاءْ
بصهـيلها البريِّ تـَبـقى
ضربة َ المِسمار ِحـُبلى أحـرُفا ً
سوريـّـتـي أمّ الخـوابـي
عـَتــّــقـَتْ بـجـرارها
شمسَ الرؤى ألـفـا ًويـاء

حسن ابراهيم سمعون /2000/
عين السودة

1= البلوط شجر معمر تمتاز به الغابة السورية
القيلوح نبات شوكي يؤكل (حرشف)
الدردار نبات ذ و طعم مر يؤكل (كليبه)
الوزال شجيرة أ زهارها صفراء مميزه لها استخدام طبي
أسمه بالعامية (الحيصل)
2= اللبلاب والباطور نباتات متسلقه ضخمة
الهليون نبات متسلق يؤكل يضرب به المثل لغضاضته
الزمزيق شجر يميز الغابة السورية عن سواها أزهاره
بنفسجية اللون وقد يكون الوحيد بالنسبة للحراج بهذا
اللون أسمه بالعامية سجريق
وكل ماتقدم من النباتات التي تميز الغابة السورية عن
غيرها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.