www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

في مثلِ حبكمُ لا يحسنُ العذلُ،

0

في مثلِ حبكمُ لا يحسنُ العذلُ،

في مثلِ حبكمُ لا يحسنُ العذلُ، وإنّما النّاسُ أعداءٌ لِما جَهِلُوا
رأوا تحيرَ فكري في صفاتكمُ، فأوسعوا القولَ إذ ضاقتْ بيَ الحيلُ
وأنهمْ عرفوا في الحبّ معرفتي بشأنكم، عذروا من بعدِما عذلوا
يا جاعِلي خبري بالهجرِ مبتدئاً، لاعطفَ فيكم، ولا لي منكمُ بدلُ
رفعتُ حالي، ورفعُ الحالِ ممتنعٌ، إليكم، وهوَ للتمييزِ يحتملُ
كم قد كتمتُ هواكم لا أبوحُ بهِ، والأمرُ يَظهَرُ والأخبارُ تَنتَقِلُ
وبِتُّ أُخفي أنيني والحَنينَ بكُم تَوَهّماً أنّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ
كَيفَ السّبيلُ إلى إخفاءِ حبّكُمُ، والقَلبُ مُنقَلِبٌ، والعَقلُ مُعتَقَلُ
يا مُلبسي القلبِ ثَوبَ الحُزنِ بعدهمُ، حزني قشيبٌ وصبري بعدكم سملُ
لِذا بَواكرُ أيّامي، لبُعدِكُمُ، أصائلٌ، وضحاها بعدكم طفلُ
أحسَنتُمُ القَولَ لي وَعداً وَتَكرِمَة ً، لا يصدقُ القولُ حتى يصدرَ العملُ
حتى إذا وَثِقَتْ نَفسي بمَوعِدِكم، وقلتُ: بُشرايَ زال الخوفُ والوَجَلُ
حملتموني، في ضعفي، لقوتكم ما لَيسَ يَحمِلُهُ سَهلٌ ولا جَبَلُ
للهِ أيامنا، والدارُ دانية ٌ، والشّملُ مُجتَمِعٌ، والجمعُ مُشتَمِلُ
شَفَيتُ غُلّة َ قَلبي، والغَليلَ بها، فاليومَ لا غلتي تفشى ، ولا الغللُ
ياحبذا نسمة ُ السعديَ حينَ سرتْ مريضَة ً في حَواشي مِرطِها بَلَلُ
لا أوحشَ اللهُ من قومٍ لبعدهمُ، أمسيتُ أحسدُ من بالغمضِ يكتحلُ
غابُوا، وألحاظُ أفكاري تُمَثّلُهم، لأنهم في ضميرِ القلبِ قد نزلوا
ساروا، وقد قَتَلوني بعدَهم أسَفاً، يا لَيتَهُم أسُروا في الرّكبِ مَن قَتَلُوا
وخَلّفُوني أعَضّ الكَفَّ من نَدَم، وأُكثِرُ النّوحَ، لمّا قَلّتِ الحِيَلُ
أقولُ في إثرهم، والعينُ دامية ٌ، والدّمعُ مُنهَمِرٌ منها ومُنهَمِلُ:
ما عودوني أحبائي مقاطعة ً، بل عودوني، إذا قاطعتهم وصلوا
وسِرتُ في إثرِهم حيرانَ مُرتَمِضاً، والعيسُ من طَلّها تَحفَى وَتَنتَعِلُ
تريكَ مشيَ الهوينا، وهيَ مسرعة ٌ، مرَّ السحابة ِ لا ريثٌ، ولا عجلُ
لا تَنسبنّ إلى الغِربانِ بَينَهُمُ، فذاكَ بينَ غٍدَتْ غِربانُهُ الإبِلُ
وفي الهَوادِجِ أقمارٌ مُحَجَّبَة ٌ، أغرة ٌ حملتها الأنيقُ الذللُ
تلك البروجُ التي حلتْ بدورهمُ فيها، وليسَ بها ثَورٌ، ولا حَمَلُ
وحجتِ العيسَ حادٍ صوتهُ غردٌ، بنغمة ٍ دونها المزمومُ والرملُ
حدا بهم ثمّ حيّا عيسهم مرحاً، وقالَ: سِرْ مُسرِعاً حُيّيتَ يا جَملُ
ليتَ التّحيّة َ كانتْ لي، فأشكُرَها، مكانَ يا جملٌ حييتَ يا رجلُ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.