www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

جلوت المنى أيها الموسم

0

جلوت المنى أيها الموسم

جلوت المنى أيها الموسم وزانت ضحى شمسك الأنجم
وزادت رياض الحمى نضرة أماليد عن زهر تبسم
أقر النواظر تهذيبها وتدريبها المونق المحكم
صغار تقوم أعطافهم لينموا صلابا كما قوموا
تراهم على درحات الصبا كمختلف الدر إذ ينظم
يعملهم من مراس الحياة أولو الذكر والخبر ما علموا

فيمضون في خوضهم لاعبين إذا قوضوا وإذا خيموا

ويضحك من خشب شرع بأيديهم الرمح والمخذم

ليهنئهم اللهو لا عيب فيه يشوب لصفاء ولا مأثم
يذكي النهى ويشد القوى وما في عواقبه مندم
فتنمو الجسوم على صحة وتكفى الخلائق ما يسقم
وتبنى لوطانهم أمة أبر بها ولها أرحم
جنود ولكن لترعى الحقوق على يدهم ويصان الدم
كفاة لأنفسهم بين لهم ما يحل وما يحرم
إذا استنجدوا أنجدوا المستضام ولو كلفوا جللا أقدموا
ومهما تجشمهم الواجبات من المطلب الصعب لا يحجموا
فهم كالئها وحفاظها وروادها حثما يمموا
غدا يسفر الدهر عن حالة وهم في رجالاتها من هم
ويحمد في الشوط تبريزهم إذا ما جلا نقعه عنهم

قصاراك من نخبة في البنين تحب ومن صفو تكرم

فكيف بها وهي معروضة و فاروق كشافها العظم
تسير وأعلامها مومئات إلى أيها البطل المعلم
إلى الفرع تنميه أزكى الأصول وينصره الراي واللهذم
فخار لمصر بشبل العرين يشب ويكله الضيغم
مروضا على الوثبات الكبار ومهجة مصر له ترأم
فأول مرقاته ذروة وغير الذرى ما له سلم

لك الله في النشء يا خير من يطاع ويا خير من يخدم

أسرك من قومك المخلصين ولاء تبينته منهم

وهزتك هزة تلك الجوانح إذ تتولى وإذ تقسم

وراقتك بهجة تلك الدموع بمراى أب لابنه يلثم
سلمت ملاذا لأبنائهم فأسنى اللماني أن تسلموا
وأن تظفروا في كفاح العلى وألا يفوتكم مغنم
تبوأته ممنصبا لا يقوم بأعبائه المبشر المؤدم
فلم تسم عفوا إلى أوجه كما شاء محتدك الأفخم
ولكن دعاك إليه النبوغ وأيده مجدك الملزم
كمال حجى في اقتبال الصبا تبارك واهبك الكرم
وخلق رعى حسن تثقيفه مثقفك الأرشد الحزم
مليك على قدر الحادثات إذا عظمت شأنه يعظم
له إن يشأ نقض ما أبرمت ولا ينقض الدهر ما يبرم
قوي المشيئة نفاذها بماض من العزم لا يثلم

متين الحصاة طويل الناة إذا سئم الجدلا يسأم

نصير العلوم نصير الفنون معنى بأبكارها مغرم
يرى منه في كل معنى طريف على كل مفخرة قيم
ويبغي لمته خير ما يروم الحكيم الذي يحكم
فينفعها رأيه المجتني وينفعها غرسه المطعم
ويبني الصروح لعيائها بناء على الدهر لا يهدم
ففي كل منتجع لرقي له معهد وله معلم
تكاد على متوالي الفضول من العام أنواؤه تثجم
لو استن في الجود ما سنه لما كان في بلد معدم
عوارف تملأ رحب الديار فكيف يعددها المرقم
يتيه البيان بأوصافها ويوشك أن يفصح المعجم
إلى خطط في العلى لم تدع مجالا يلم به اللوم
ومن آية الفضل أن الأولى ابوها عليه بها سلموا
فلو قدر السلف الأمجدون لدان لمحدثها الأقدم
أمولاي هذي قواف سمت إليك ولم تغرها النعم
جواهر من منجم فاخر تأتت وأنت لها المنجم
فما في القلادة غير الفريد ولا في الأشعة ما يتهم
وما في الهدية عارية بها من يقدمها يوصم
جلا لك شعري بها صورة على الدهر تزهو ولا تهرم
ما أنا من يعتفي مانحا وبي من غنى النفس ما يعصم
على أنها ساعة للسرور أتيحت وصدري مبها مفعم
فهنأت رب الحمى بابنه وارسلت فكري كما يلهم
وأنطقت قلبي بما صانه زمانا فلم يبتذله الفم
ولائي ولائي فإن أنكرته أناس فإني به أعلم
وأدنى همومي ما أخروا من القول فيه وما قدموا
فدم للسماحة يا شمسها ودم للندى أيها الخضرم
وعاش ابنك المفتدى يقتفي أباه وفي ظله ينعم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.