فاح ريحانها ولاح الخزام
فاح ريحانها ولاح الخزام | وجلت عن حليها الأكمام |
كل ورد في غير مصر له عام | وفي مصر ليس للورد عام |
ما لعقابه وداع ولكن | بواكيره سلام سلام |
بلدن حيائه دعة الوادي | ومن كبريائه الهرام |
فاض بالخير نيله فسقاه | وتراءى للازديان الغمام |
رق فيه الشتاء حتى ليبدو | في ثناياه للربيع ابتسام |
غردت صادحاته فرحات | وتناست نواحهن الحمام |
سطعت شمسه فما يتغشى | نورها الصافي البهيج قتام |
حبذا مصر في الرباع رباعا | لا يضاهي المقام فيها مقام |
شمل السعد أهلها وكفتهم | ما كفت اصفيائها الأيام |
مليء الخافقان قتلا وثكلا | وحماها على الصروف حرام |
لم يرعها هزيم رعد ولا إيماض برق ولم يضرها صدام |
|
تغنم العيش في رخاء وأمن | ويغول الشعوب موت زؤام |
أيها الناعمون إن تشكروا الله | كما ينبغي له لم تضاموا |
باشروا الخير يدفع الشر عنكم | إنما الخير عصمة وسلام |
كل ضرب من الجميل جميل | غير أن العزيز فيه التمام |
هل سواء في الفضل ما يتقضى | معه نفعه وما يستدام |
أطاء به تربى نفس | كعطاء به ترم عظام |
للندى موقع الندى فإذا لم | تصلح الأرض فالجني لا يرام |
رب سهل تقشع العارض الهطال | عنه كما يمر الجهام |
وكثيب ساه من زاد سفر | رشح ماء فبش فيه الثمام |
أكمل الجود ما به كثر الصفوة | في أمة وقل الطغام |
طالب العلم أجدر الناس بالحسنى | إذا ما ابتغى الصلاح النام |
من يعاونه بالحطام يحقق | في غد قدر ما أفاد الحطام |
من يقلده نعمة يوم عسر | فعلى قومه له الأنعام |
من يبدد عنه الغياهب يطلع | كوكبا تهتدي به الأحلام |
من يمهد له السبيل يهيء | عثرة واقعا بها الظلام |
در في المجد در فتيان مجد | كلهم نابه الفؤاد عصام |
قد يمارون بالكلام إباء | وبهم غير ما يبين الكلام |
فمن الحال ما تراه ومنها | ما تحس الظنون والأفهام |
وكمال الكرام أن يستشفوا | من حجاب ما لا يبث الكرام |
للنبيين معشر كفلوهم | والنبيون قصر أيتام |
ما على العلم لا ولا طالبيه | من نصير غضاضة أو ذام |
هم أماني كل شعب ومنهم | يستمد الهداة والأعلام |
هكذات ستغل حسانها الأقوم | فيهم فتسعد الأقوام |
لم تقم أمة بسوقة جهل | إنما المة الرجال العظام |