www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

فرقة الجاز السورية السويسرية /بقلم آرا سوفاليان /

0

كان المارشال النمساوي فون تراب يعبر الحدود النمساوية السويسرية هارباً من النمسا مصطحباً أولاده لقد هرب تاركاً النمسا وآيدل فايس قريته الحالمة دفاعاً عن فكرة كانت صائبة تتلخص في أن ألمانيا هي ألمانيا والنمسا هي النمسا وللنمسا عراقة موغلة في القدم لن تفلح جحافل الإمبراطورية الهوهنزليرونية المقدسة الجديدة في دفعها على طريق الانقراض

فرقة الجاز السورية السويسرية     
بقلم آرا سوفاليان    
Wednesday, 03 June 2009 
كان المارشال النمساوي فون تراب يعبر الحدود النمساوية السويسرية هارباً من النمسا مصطحباً أولاده لقد هرب تاركاً النمسا وآيدل فايس قريته الحالمة دفاعاً عن فكرة كانت صائبة تتلخص في أن ألمانيا هي ألمانيا والنمسا هي النمسا وللنمسا عراقة موغلة في القدم لن تفلح جحافل الإمبراطورية  الهوهنزليرونية المقدسة الجديدة في دفعها على طريق الانقراض.
أما اتحاد الجارتين القصري فهو احتلال مؤقت …فلن يفلح هتلر في محو اسم النمسا حتى ولو علق رايات الصليب المعقوف على كل أبواب ونوافذ بيوت النمسا وأعمدة الإنارة فيها بلداناً ومدناً وقرى.

قد يفلح في أسر الجيش النمساوي وتسخيره لخدمة الأهداف النازية وتطويعه قصراً للعمل تحت إمرة الضباط الألمان لاحتلال العالم ولكن المارشال فون تراب سيكون خارج اللعبة.

أما أنت يا آيدل فايس الحالمة فانك توقظي فيّ كل صباح محبة الوطن … سحرك وأروقتك النظيفة وشعبك الطيب وبريق الندى على أوراق أشجارك وزهورك يحيي في قلبي الأمل بأنني سأكون سعيداً في العودة إليك مجدداً.

هذه الأغنية الرائعة بأسلوب الجاز فالس كان ينشدها فون تراب بعد أن وصل وأفراد عائلته إلى نقطة الأمن والأمان سويسرا المحايدة التي رفضت الانخراط في آتون الحرب العالمية الثانية معتبرة أن دول أوروبا تجمعها روابط كثيرة ومصالح مشتركة لا بد وأن تؤدي بها إلى الوحدة المتكاملة. وسويسرا الرائعة بعلمها الأحمر والصليب الأبيض كانت حلمي في الصغر لا يهمني منها إلاّ الشوكولا الرائعة التي تصنعها وظلت حلمي في الكبر حتى استطعت زيارتها وتجولت في عاصمتها جينيفا برحلة قصيرة ولكنها كانت جد كافية.

وبالعودة الى فون تراب وآيدل فايس فهذا ما كان يسمح لنا برؤيته من مجمل أفلام السينما وهذا ما كان يسمح لنا بالاستماع إليه كموسيقى وغناء وأدب في منزل أهلي … وقد نشأنا أنا واخوتي على محبة هذا النوع من الموسيقى وكل ما يتصل به … وبخلاف ما تقدم مضافاً إليه رقعة الشطرنج فكان كل ما عداهما محرم ويستوجب العقاب.

وهذه هي المرة الثانية بالنسبة لي والأولى هي الثاني من تموز من العام الماضي التي أشارك فيها في الحدث الرائع وهو مهرجان الجاز في سوريا وفي قلعة دمشق الأثرية الرائعة.

فرقة الجاز السورية السويسرية:

لقد استوقفني هذا العنوان كثيراً وعاد بي إلى فترة السبعينات من القرن الماضي وندت عني ابتسامة خجلة … حيث سيتم التوضيح تباعاًً … وكنت مشدوهاً بسعادة السفير السويسري في سوريا السيد جاك دو واتفيل لتبنيه التام لهذا المعلم الحضاري ولتواضعه الجم خلف المايكروفون … وهذه هي سويسرا كما أسلفت … وشكر كل الذين ساهموا في إنجاح الحفل وشكر راعية الحفل السيدة الأولى أسماء الأسد صاحبة اللفتة الكريمة والنقلة الحضارية الثقافية والفنية الجديدة.

أما نجم الحفل المتألق فكان بدون منازع قائد الأوركيسترا السورية السويسرية السويسري أماديس دنكل … الذي قاد معجزة أصحابها أبناء بلدي وضيوفهم وهم جميعاً موضع محبتي واحترامي الذين أنجزوا ما لم نتمكن من إنجازه في وقت مضى ربما بسبب عدم توفر الرعاية والتبني واختلاف المفاهيم والظروف  وتبدل النظرة  لتصبح لفته كريمة ونقلة حضارية وثقافية وفنية جديدة  وهم:

مجموعة الفوكال
سونيا بيطارـ لينا شاماميان ـ هوري دورا ابارتيان ـ ليندا بيطار

الجيتار
هانيبال سعد

ساكسيفون
أندريه مولر ـ نادر عيسى ـ باسل رجوب ـ فيكين جاليان ـ لايل لينك ـ دانييل بلانك ـ دومينيك لاندولف ـ عمر زنكوان

ترومبيت
دلامة شهاب ـ نزار عمران ـ ماهر رومية ـ امجد الحريري ـ مجد شحيد ـ ميسون اسحق ـ يوري ريزنكوف

ترومبون
سعيد الخوري ـ صلاح عليوي ـ عماد منصور ـ ثائر برهوم ـ سامر جبر ـ رامي خزندار ـ فلاديمير كرازنوف

بيانو
ناريك عبجيان ـ اوليفر فريدلي ـ فرانك كارلبيرغ

باص
عمر حرب ـ خالد عمران ـ جورجيوس انطونيو

توبا
بريام سويد ـ منار محرطم

درامز
طارق فحام ـ جووست كيسلار

ناي فلوت
مسلم رحال

قانون
فراس شرستان

عود
كنان ادناوي

بركشن ( الإيقاعات المتممة )
جمال السقا ـ سيمون مريش

كان كل شيء تحت السيطرة والقائد السويسري اماديس دنكل يذكرني في كل ثانية بالساعة السويسرية اوميغا التي حلمت بإقتنائها … أما عقرب الثواني فيها فهو بدون منازع عازف الدرامز البارع طارق فحام … وكان لي شرف العمل معه وبصحبة عازف الساكسوفون الملحن والمؤلف المبدع فاتشيه ييراميان الذي كتب بعض الألحان للمغنية الفرنسية ميراي ماتيو .. في بعض الحفلات والتسجيلات في فترة نهاية السبعينات من القرن المنصرم … وكانت كلمة طارق فحام مصحوبة دوماً بالملك …

فلقد كانت تسري في عروقه كل الريتمات التي ابتدعها العقل البشري في ارجاء الأرض قاطبة وكان بدون منازع عقرب الثواني وأجزاء الثواني في كل ساعات اوميغا السويسرية التي صّنعت والتي هي قيد التصنيع في سويسرا.

أما الابتسامة  الخجلة التي ندت عني … والتي وعدت بالتوضيح بشأنها … فهي تتعلق بما يلي:
في صيف العام 1970 تأسست فرقة البلاك ايغيلز وكانت فرقة بوب ميوزيك أتولى فيها العزف على الأورغ وفيها اوسكار آريسيان على الجيتار باص ويعمل الآن كمهندس اليكترون في شركة عملاقة متعددة الجنسيات وأنطوان جين كابابيان على آلة الدرامز  وهو يعمل حالياً كمهندس مدني في فرنسا   وسمير باشورة على الصولو غيتار وهو يعمل في الإليكترونيات الطبية في كندا ، والمغني جورج مارديني  وهو يعمل الآن كمصمم طائرات في الولايات المتحدة الأميركية وكانت لنا شعبية تمتد من ساحة النجمة الى باب توما وكان لنا منافسون وهم فرقة الباستورز المؤلفة من فوزي دكر وعدلي دكر وباصيل سروة ومروان دمر وسامر بغدان واسامه زعرور ومنافسون أكبر وهم اوركيسترا

التايغرز وتتألف من فاهي ديميرجيان وجوني كوموفيتش وربيح حموي وبعده طلال ابو رضوان والمغني ليفون  وطوني خلاصي وعازف الجيتار البارع هارو .

وكان هناك آخرون وأهمهم أستاذي … عازف الأورغ فؤاد عوض وهو الآن في كندا  ومن متابعي سيريانيوز ويدخل مقالاتي كافة ويعلق عليها أجمل تعليق،ومسلم شطي ورياض صالومه وسليم دكر وأيمن فحام وسمير فحام وعلي جمعه ورئيف شكري وطلال نحاس وسيف الدين حيدر وديميتري خريستو وعزيز الخاني عازف الآندر كراوند العبقري وأندريه كارابيديان وطوني عبجيان وباسم شحادة عازف الدرامز الناعم وباسم شحّود وباسل عرب اوغلي وطلال ابو رضوان ورامي جبري ورياض دياب وماجد حواصلي وياسر حواصلي  وزياد خلقي ورياض الكل وعبد الرحيم دربي وصفوان لطفي وغسان يماني وإدوار قدورة ورؤوف البستاني  وجوني سالم وزهير الخطيب وكمال قدورة وناصر حمدي وآخرون كثر

وكانت هناك بعض الحفلات التي يجتمع فيها فرقتان أو ثلاثة فرق وتدعى بالوود ستوك وكنا ندعى إلى مثل هذه الحفلات وكان التوقيت غالباً غير مناسب لأنه يأتي يوم الأحد وخاصة بالنسبة للحفلات الصباحية … فلقد دعينا من قبل كشاف العازارية بقيادة الأب بولص وهو يشغل اليوم منصب مدير منتجع كفرسيتا المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة …دعينا إلى حفلة وود ستوك تقام على سطح مدرسة العازارية في باب توما مع اوركيسترا الباستورز والمشكلة كانت في التوقيت وكان يوم أحد صباحاً وكنا أمام خيارين الاعتذار أو الهروب من المدرسة وهي ثانوية أمية  والمشكلة الأكبر أن كلا الفريقين الديابلز والباستورز يواظبون على مقاعد الدراسة في الثانوية السابقة الذكر وكافة مشجعيهم أيضاً فكان الخيار الثاني وفرغت المدرسة من نصف طلابها.
وغضب الأستاذ حكمت الساطي وهو مدير الثانوية في بدايات السبعينات وكان يعطينا مادة القومية … فدخل الصف صباح يوم الاثنين وألقى على مسامعنا محاضرة بعنوان الموسيقى الغربية …  تبدأ بالمقولة الآتية :

الموسيقى الغربية من وجهة نظري كلب ذيله تحت قدمي اليمنى وقطة ذيلها تحت قدمي اليسرى …اضغط يمين والنتيجة عواء واضغط يسار والنتيجة مواء.

ولاقت محاضرته عدم الاهتمام … فلقد كان الجميع يعلم بأن الموسيقى العالمية هي لغة الحضارة فلقد كنا نتقوقع في الصدفة المتحجرة والناس من حولنا يتقدمون فلقد تم تأميم المدارس وتم إغلاق دور الإرساليات التبشيرية  المختصة بالتعليم والتدريس    وكانت النتيجة الحتمية هي الأمية في اللغة الأجنبية بعكس الجوار الذين استفادوا من خدمات الإرساليات التبشيرية وتأسسوا على احترام اللغة الأجنبية وتعلمها فكانوا يوفدون طلابهم لمتابعة العلم في فرنسا وبريطانيا وأمريكا وكان طلابهم يستطيعون المتابعة والوقوف وقفة الند أمام طلاب البلد الأصليين في حين لا يستطيع طلابنا ذلك … فكان هناك الخيار الثاني وهو الإيفاد إلى دول الاتحاد السوفياتي وكانت النتيجة الحتمية جيش من العلماء الغير متعلمين.

كان ينظر إلينا نظرة مستهجنة من حكمت الساطي ومن غير حكمت الساطي … وتمنيت أن يكون حكمت الساطي على يميني في حفلة الجاز السويسرية السورية وأن يرى بعينه حشود السفراء والديبلوماسيين والأجانب ومندوبي الفضائيات والتلفزيون العربي السوري وسيرياتيل وتوتال والواتس اون  وروتانا  وتي في 5 موند التلفزيون الفرنسي العالمي ووزارة الثقافة بحشودها والسفارة السويسرية  وبيبسي  ولافاش كي ري  وبنك بيبلوس سورية وفندق بولمان الشهباء حلب وحشد من الصحفيين  وأنشطهم على الإطلاق الصحفي وسيم ابراهيم من سيريا نيوز  الدينامو المتنقل قفزاً من مكان إلى آخر فكنت أضيعه ثم أعثر عليه كصحفي كثير التنقل والحركة المصحوبين بالذكاء النادر.

إذاً كنت  أتمنى أن يكون الأستاذ حكمت الساطي على يميني في الحفل ليسمع الإهداء المقدم من سعادة سفير سويسرا إلى كافة المشاركين في الحفل والى السيدة الأولى راعية الحفل فعلى الأقل  أكون قد حصلت على حقي … وفي النهاية لا بد من التنويه إلى أن باقة الورد العطرة لا بد أن تنشر العطر والسحر في المكان الذي تتواجد فيه وتحية شكر ومحبة لصاحب الباقة.

وتحية لكم مني جميعاً أنا  آرا  سوفاليان
ملاحظة : تباعاً ثلاثة روابط لموسيقى من عزفي وتوزيعي وبحجوم بسيطة وبلاحقة الميدي ارجو اعتبارها هدية لمناسبة مهرجان الجاز وهي من نفس المنهل ( مدرسة الجاز)

1-    آيدل فايس … وهي مهداة لكم جميعاً ولكل من ورد اسمه في المقالة

2-     بينك بانتر … مهداة لأطفالي وأطفال سوريا  الأمل الواعد وبإسلوب الجاز

 3-     جاست لو آت تو مي … وهي قطعة موسيقية من تأليفي وبأسلوب الجاز الشارلستون فوكس تروت وهي مهداة للذين كانوا ينظرون لنا نظرة شذراء.

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.