www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

يهنا بطيب النوم ليل الحبائب

0

يهنا بطيب النوم ليل الحبائب

يُهَنّا بطيب النوم ليلُ الحبائب” “وبالسُّهْد ليل الصب رحب الجوانب
سهرتُ بليلٍ لا لصبغة لونه” “انجلاءُ ولا نجمْ السماء بغارب
أبثّ به كتب المحبة والأسى” “يقابلني فيه ببثِّ الكتائب
أما للوجوه المسفرات بليلنا” “طلوعٌ فإني بعدها في غياهب
وهل لليالي الماضيات بطيبها” “رجوع فحالي في النوى والنوادب
كأن ليالي الوصل في زمن الصبا” “قلائد در في نحور الكواعب
وريَّانة الساقين ظمآنة الحشى” “عظيمة خف الردف بِيضُ الترائب
مطالعها في آل سعد شوارق” “عجبت ويعزى أصلها للغوارب
غفيلية قلباً لآل مسلَّمٍ” “بهاها ولكن لحظها من محارب
وآل جراد عاذِلوها وما دروا” “هواي عريقاً في لؤي بن غالب
خلوت بها والغصن والظبي والنقا” “وبدر السما يبدي كآبة شاحب
بثثنا الهوى والنجم في صفحة السَّما” “ونفس الدّجى للنقل أضبط كاتب
وليسَ لنا إلا المجرَّةَ حانةٌ” “نحنّ لها ما بين سَاقٍ وشارب
كأنَّ محيّاها بليل فروعها” “بياض العطايا في سوادِ المطالب
جوارحها كادت تذوب لطافةً” “جوامد لكن أُمسكت بذوائب
رهنتُ الحشى في قوس حاجبها هوىً” “ولا أرتضي رهناً لها قوس حاجب
لها حسنُ وجه ضاءَ بين عقودها” “كبدرِ سماءٍ زُيّنت بالكواكب
لها حركات للهوى تجذب النهى” “كما يجذب الأهواء عصر الشبائب
مضى دهرها والخير والفضل إثْرُهُ” “ودهر الفتى في زي معطٍ وسَالبِ
ولم يبق في ذا الدهر من طالب العلا” “سوى سادةٍ شمّ الذرى والمناصب
ولا مات أهل المكرمات وفيهم” “خليفة شهماً مصلحاً نجل حارب
همام دعته كل علياء رغبة” “فكان لها كُفئاً وأكرمَ خاطب
تعرّق في أصل العُلا فاحتواؤه” “على شرف حلَّ السما بالمناكب
أبالخال أم بالعم أم بسليله” “وبالأب أم بالجد عز المناسب
كغيث تدلىّ من سَماء بروضة” “فعمّمها بالنبت من كل جانب
ملوك عظام ترجف الأرض منهم” “إذا برزوا يوم الندى والكتائب
وسيّدنا الشهم الهمام خليفة” “شتيتُ العطايا جامع للمناقب
ففي كل يوم ماله في نوادب” “وفي كل يوم حاله في مآرب
يروقك مثل السيف حُسْناً وبهجة” “وكالغيث أبدته ثغور السَّحائب

***

ملا هِبَةً أيدي العُفاة وهيبة” “صدورهم كالبحر مُبدي العجائب
فذا واهب يغني النهى بالمناهب” “وذا ناهبٌ يحيي اللهى بالمواهب
بدا طالعاً كالبدر في ربوة العُلا” “فبوَّأهُ المقدار أعلى المراتب
ولمَّا تثنت زنجبار مسرة” “به استنهضت في حقها كل واجب
ولما استوى حكماً على عرشها زهت” “كزَهْو عروس في زمان الشبائب
غدت روضة غنّاء طيّبة الجنى” “مُعطّرة الأنفاس خَضْرَا الجوانبِ
هنيئاً لها إذ صار قيِّمَ أمرها” “وهُنّي بها من ربّةِ الحُسن كاعبِ
ولا زال مبدوءاً بأول مَرّة” “بخير ومختوماً بحُسن العَواقب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.