www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

في الذكرى الثالثة والأربعون لإحراق المسجد الأقصى/مصطفى إنشاصي

0

في الذكرى الثالثة والأربعون لإحراق المسجد الأقصى

مصطفى إنشاصي

 

فيذكرى هذا العام لا بد لنا من كلمة بعد أن كتبنا الكثير على مدار سنوات ومازال يكتبالكثيرين عن المسجد الأقصى ومخططات هدمه وسياسات التهويد و… و… ولأننا سأمناالكتابة والقراءة فلا أعلم ماذا يكتب الكتاب في هذه الذكرى هذا العام، ولكن لفتانتباهي عنوان بيان لأحد الفصائل التي اعتادت على إطلاق التهديد والوعيد وصب حممهاعلى رأس العدو الصهيوني بالكلام فقط دون الفعل، إلى درجة أصبحت فيها بياناتهم منذسنوات طويلة مملة وممجوجة ونسخة واحدة لا تتغير كلماتها إلا بالتقديم أو التأخيريعني نسمع جعجعة ولا نرى طحين!

 

لذلكمقالتي هذا العام أوجهها لتلك الأبواق التي تخرج علينا في مناسبة وغير مناسبةتتحفنا بوعيدها وتوعدها بالهلاك والدمار وصب حمم الجحيم و… و… على العدوالصهيوني إن هدم المسجد الأقصى! لقد سأمنا منكم ومن تهديداتكم الجوفاءالتي كلما علت كلما هزأ منكم عدوكم وسارع الخطى في تنفيذ مخططاته وهو مطمئن أنكملا تملكون غير الكلام، وأن تهديدكم ووعيدكم للاستهلاك المحلي وبيع السذج منالجماهير الوطنية الزائفة والاستمرار في الارتزاق بمعاناتها … الأقصى لا يحتاج لصراخكموعويلكم ووعيدكم ولكن يحتاج فعلكم!

 

وخير لكم أن تعملوا بصمت إن كنتم قادرين علىفعل شيء ونسمع دوي عملكم ويرى العدو آثار فعلكم حتى يقتنع لمرة واحدة أنكم جادونفيها وقادرون على تنفيذها عله يرتدع قليلاً ويأخذها مرة ثانية على محمل الجد ولايعتبرها مجرد كلام أو تصمتوا وصمتكم في الحقيقة خير لنا فعلى الأقل تعفونا من دويصرخاتكم الجوفاء! ولا تنسوا أن العدو الصهيوني أقام تحت المسجد الأقصى مدينةيهودية توراتية كاملة دلالة على أنه لا يعبأ ببيانات الارتزاق الروتينية التيتزعجوننا بها!

إنكنتم حريصين على الأقصى وعلى مصلحة الأمة وتملكون الجرأة؛ وإن كنتم مجاهدونومناضلون حقاً لا تخشون إلا الله تعالى وترجون رضاه وتطمعون في الشهادة في سبيلهفنذكركم أن: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر! وأن الوضع الداخلي (تأمين الجبهةالداخلية) لها الأولوية على مواجهة العدو خاصة في هذه المرحلة! وأن الأقصى ليس فيحاجة لمثل بياناتكم وتهديداتكم الفارغة ولكنه بحاجة إلى كلمة حق في وجه المسئولينعن تقسيم وشرذمة وحدة الجماهير الفلسطينية سكانياً وجغرافياً وتمزيق روابط وأواصرالعلاقات العائلية والاجتماعية بين ليس سكان الشارع والحارة الواحدة بل الأسرةالواحد! إن الأقصى يحتاج بدل صراخكم الأجوف إلى وقفة جادة ضد كل محاولات تكريسواقع الانقسام الذي لا مصلحة فيه للأقصى والقضية ولكن المصلحة فيه لإشباع غرورشخصي أو حزبي لبعض الأشخاص حباً في السلطة والتسلط وجمع المال على حساب جوع ومرضومعاناة الجماهير! إن الأقصى بحاجة إلى أن توجهوا تهديداتكم وتكونوا صادقين فيهاإلى أولئك الذي استمرءوا واقع الانقسام ومزقوا الجماهير ولا يألون جهداً في تكريسهفي الوقت الذي أصبح يعلم فيه القاصي والداني أنه ذلك هدف العدو الصهيوني من وراءفك ارتباطه مع غزة من طرف واحد عام 2005 إضافة إلى أهداف أخرى على رأسها: تصفيةالمقاومة الحقيقية وليس مقاومتكم، وحصار الجماهير وتجويعها أو إلهائها بنمواقتصادي وهمي، وشغل الناس في أنفسهم ومرضهم وحاجتهم …. وتحقيق ما فشل في تحقيقهطوال سنوات الاحتلال من تمزيق وتفكيك لوحدتنا وتدمير لقيمنا الاجتماعية والأخلاقيةالأصيلة و….

والآننسمع أصوات منكرة تعلو لتهيئ لدق آخر مسمار في نعش القضية وإعلان ما حذرنا منه منسنوات طويلة من أن تكون غزة هي مقبرة الدولة الفلسطينية، وكثر الحديث عن فتح معبررفح بشكل كامل ودائم قبل أن يتم إنهاء الانقسام وعودة اللحمة بين فلسطين الشرقية(الضفة الغربية) وفلسطين الغربية (غزة) كنا أطلق عليهما الكاتب الصهيوني ألف بنبعد حواره مع شارون أثناء عودتهم من نيويورك في الذكرى الستين لتأسيس هيئة الأممالمتحدة في إشارة إلى هدف شارون من الخروج من غزة! ما يعني تحقيق العدو الصهيوني مافشل في تحقيقه طوال سنوات منذ اتفاق أوسلو وعودة السلطة للأراضي المحتلة وهو فكالارتباط نهائياً بين الضفة وغزة كوحدة جغرافية وسكانية! كما نسمع عن تحركاتمشبوهة ومريبة لإعداد ترتيبات لاتفاق مرضي للعدو الصهيوني من خلال مبادرة السيدإياد السراج وعودة اتصالاته بالعدو الصهيوني لتحريك الوضع إضافة إلى أخبار كثيرةنُشرت في الفترة الأخيرة عن نفس الموضوع ….

وهنالنا كلمة ونصيحة لأشقائنا في مصر وهي: التريث ثم التريث ثم التريث في فتح معبر رفحبشكل دائم وكامل مع تقديرنا لشعورهم بظروف ومعاناة أهلنا في غزة ومحاولتهم القيامبواجبهم ودورهم المسئول للتخفيف عنهم؛ لأن ذلك مطلب صهيوني قبل أن يكونفلسطيني وهدف وغاية رئيسة للعدو لإنهاء الوضع الشكلي الخارجي لغزة كأرض محتلة فيالقانون الدولي، وليوهم العالم بأنه أوفى بوعوده ومنح الفلسطينيين دولة لهم ويطالبالعالم بالضغط على الفلسطينيين للوفاء بوعودهم له في تصفية المقاومة (علماً أنه لميعد هناك مقاومة حقيقية) وإنهاء حالة الحرب والصراع نهائيا، وإقامة علاقات حسنجوار وحقه في أن يحيا داخل حدود كيانه المغتصب لفلسطيننا في أمن وسلام ودون تهديد،وأنه في حال لم يلتزم الفلسطينيون بذلك يكون من حقه الرد بقوة وقسوة على (صواريخهمالإرهابية) فذلك حقه في الدفاع عن نفسه ومواطنيه! يجب التريث وعدم الإقدام علىهكذا خطوة قبل إنهاء الانقسام وفي ضوء رؤية إستراتيجية مستقبلية لانتزاع القضيةالمركزية للأمة من أيدي الفصائل الفلسطينية المتنازعة على مكاسب دنيوية وهمية، التيلا تتمتع بروح المسئولية وليست على مستوى القيادة كطليعة لقضية بحجم قضية الأمةالمركزية واستعادة مسئولية الأمة عنها التي تبدأ في المرحلة القادمة من مصر!

إنكنتم رجال حقاً تبتغون رضا الله تعالى التفتوا إلى جبهتكم الداخلية ودعوكم منالتعليلات الكاذبة ونفاق هذا أو ذاك وتصدوا لكل مَنْ يسعى لدق آخر مسمار في نعشالقضية وتصفيتها بعد أن تم تصفية القضية وتكريس الانقسام أكثر مماهو مكرس وتحقيق أهداف العدو الصهيوني التي نشرناها في حلقات مطولة عدة مرات كلماجد جديد فيها من طرف العدو الصهيوني أو غيره، ولكن لا حياة لمن تنادي خاصة أولئك الساسةوالحزبيين الذي غرتهم الدنيا وتنكروا لآخرتهم ولن يطول زمانهم وسيذهبون غير مأسوفعليهم كما ذهب غيرهم، فهذه الأرض لا يعمر فيها ظالم، فهي أرض رباط وجهاد إلى يومالقيامة وليست أرض سلطة وتسلط ودنيا ودناءة …

وتذكرواأنتم وأرباب السلطات أنه لن يأسف عليكم أحد ولن يرحمكم التاريخ ولو كنتم من أصحابالعقول والألباب لاعتبرتم بمن سبقكم أو بتلك العروش التي تسقط وتهتز في زمن مايسمى (الربيع العربي) وأدركتم أن مصيركم مصير الفراعنة الذي تتلون قصصهم في القرآنالكريم وتتشدقون بها عند حاجتكم ولكنكم تغفلون عنها في ممارستكم، ولأدركتم أن مصيركمكمصير كل غافل وصدق الله تعالى القائل: }وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُالْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍقَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْمِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَالَكُمُ الْأَمْثَالَ{ (إبراهيم: 44-46)!

لسناقلقين على الأمة ولا على الأقصى لأننا واثقون من نصر الله تعالى ولكن ليس على أيديكمولا عهدكم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون)!

 

التاريخ:21/8/2012

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.