www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

ثورة العراق

0

ثورة العراق

إن كان طال الأمدُ فبعد ذا اليومِ غدُ
ما آن أن تجلو القذى عنها العُيون الرَّمد
أسياُفُكم مرهفة وعزمٌكم متقد
هبوا كفتكم عبرة أخبار من قد رقدوا
هبوا فعن عرينه كيف ينام الأسد
وثورة بل جمرة ليعرب لا تخمد
أججها إباؤهم والحر لا يستعبد
لا تنثني عن بلد حتى يشب البلد
خفوا إلى الداعي وفي الحرب جبالاً ركدوا
واستبشروا بعزمهم فهلهلوا وغردوا
وأقسموا الى العدى أن لا يلين المقود
يأبى لكم أن تقهروا عزمكم والمحتد
إن كان أعيا مورد غير الأذى لا تردوا
أو كان لا يجديكم قربى لهم فأبتعدوا
كم جلب الذل على المرء حسام مغمد
زيدوا لقاحاً حربكم لعل عزاً تلد
إياكم والذل إن جرحه لا يضمد
وللفرات نهضة مشهودة لا تجحد
هاجوا بها لا لعب فيما أتوا أودد
غطارف من الظبا صرح لهم ممرد
وفتية على المنى أو المنايا احتشدوا
ناديهم الحرب وصهوة الجياد المقعد
لو أوردوا على ظماً بذلة ما وردوا
من كل مشتد الحصاة رأيه مستحصد
ناشد بذاك عوجة ومثلها يستنشد
هل اشتفت من العدى أم بعد فيها كمد؟
وهل درت أبناؤها أن الثنا مخلد
هم عمروها خطة يصلى بها وتحمد
خالدة ما ضرهم أنهم ما خلدوا
وللقطار وقعة منها تفز الكبد
ما تركوا حتى الحديد سلسلوا وقيدوا
مر وقد تحاشدت عديده والعدد
كأنما لسانه خطيب جمع مزبد
كأنه آلى على أن لا يطول المدد
تكاد من هيبته صم الجبال تسجد
تحتثه النار كما بالروح سار الجسد
لم يلف إلا موعدا فمبرق ومرعد
حتى إذا ما أجل دنا وحان الموعد
لم ينجه من الردى حديده الموطد
هيهات يغني عن قضاء زبر مصفد
من بعد ما قد أبرم الأمر قدير أوحد
هناك لو قد وجدوا سم خياط نفدوا
واستنجد وأين من حين النفوس المنجد
ملحمة تشكر مصليها الوحوش الشرد
ودعوة مشهودة تدعو ليوم يشهد
قام بها مقلد بعزمه مجتهد
” محمد ” ومعجز مثلك يا ” محمد “
ألقحتها شعواء لا يطاع فيها السيد
يرون أقصى مطمع في الحرب ان يستشهدوا
كأنما ليست لهم نفوسهم والولد
حتى إذا ما ويلسن ضاقت بها منه اليد
ولم يجد ليناً بهم وهل يلين الجلمد
وما رأى ذنباً سوى أن حقوقا تنشد
وأنهم أولى بما قد زرعوا أن يحصدوا
سواعد مفتولة بعزمها تعتضد
وهمة شماء لا ينال منها الفرقد
مال إلى الحق ولم يكن لحق يرشد
وقال : هذا عاصف هب وبحر مزبد
وجذوة تلهم من أطرافها ما تجد
ولست أقوى حمل ما تنوء عنه الكتد
يا ثورة العرب انهضي لا تخلقي ما جددوا
لا عاش شعب أهله لسانهم مقيد
سيان عندي مقول أو مرهف مجرد
أفدي رجالاً أخلصوا لشعبهم واجتهدوا
كم خطبة نفاثة فيها تحل العقد
ومقول قصر عن تأثيره المهند
هذا لساني شاهد عدل متى تستشهدوا
أن لا تزال أضلعي تطوى على ما تجد
عهداً أكيداً فثقوا أني على ما أعهد
صبراً وما طاب لكم مرعاكم والمورد
صبراً وما عودتموا من قبل أن تضطهدوا
إن رفعت رواقها الحرب فأنتم عمد
وأنتم إذا الوغى أعوزه من يوقد
نيران حرب يصطلي الأدنى بها والأبعد
مواطني شقت وأبناء السقوط ” سعدوا
يا أخوتي كل الذي أملتموه بدد
نصيبكم من كل ما شيدتموه النكد
تتركوا ، تـأرمنوا تنكلزوا ، تهندوا
أولا فان عرضكم ومالكم مهدد
قد أكلت نتاج أقوامي أناس جدد
اخو الشعور في العراق ضائع مضطهد
يحت من فؤاده ما لا يحت المبرد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.