قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ
قضى والليلُ مُعتكر بهيمُ | ولا اهل لديه ولا حميمُ |
قضى في غير موطنه قتيلا | تمجُّ دمَ الحياة به الكلوم |
قضى من غير باكية وباك | ومن يبكي إذا قتل اليتيم |
قضى غض الشبيبة وهو عفٌ | مطهّرة مآزره كريم |
سقاه من الردى كأساً دهاقا | عَفاف النفس والعِرضُ السليم |
تجرّعها على طربٍ ولكن | بكفِّ اليتم ليس له نديم |
على حينَ الربابة في نواح | يساجلها به العود الرخيم |
بحيث رقائق الألحان كانت | بها الاشجان طافية تعوم |
كأن ترنم الأوتار نعي | وصمت السامعين لها وجوم |
فجاء الموتُ ملتعفاً بخزْي | وملءُ إهابه سَفَه ولومُ |
فأطلَق من مسدَّسه رصاصاً | به في الرمى تنخرق الجسوم |
فخر إلى الجبين به «نعيم» | كما انقضّت من الشُّهب الرجوم |
فبان مودعاً بعد ارتثاثٍ | حياة لا تُناط بها الوصوم |
لئن لم تبك من أسف عليه | سفاهتنا بكت الحلوم |
ولو دَرَت النجوم له مصاباً | بكتْه على ترفعها النجوم |
عسى الشهباء تثأره فتبدي | إلى الزوراءِ ما يبدي الخصيم |
ولم يقتله “ابراهيم” فيما | ارى بل ان قاتله “سليم” |
اليس سليمٌ الملعون اغوى | «نعيما» فهو شيطان رجيم |
وجاء به الى بغداد حتى | تخرَّمه بها قتل أليم |
سأبكيه ولم أعبأ بلاح | وانديه وان سخط العموم |
ولما ان ثوى ناديت ارخ | ثوَى قتلا بلا مَهل «نعيمُ» |