www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

حين عرفتُ حقيقة عمرو خالد عام 2009 في الجزائر/محمد يعقوبي كاتب صحفي جزائري

0
 
سنة 2009 كنت أتفاوض مع عمرو خالد لاستضافته
في الجزائر بمساعدة الأخت حفيظة علوان
التي كانت تشرف على صناع الحياة في الجزائر

وقد ملأ اسمه الآفاق حينها، وأصبح ظاهرة تلفزيونية عصية على الفهم، ذكرنا بسحر مسلسل كصندرا منتصف التسعينات على الجزائريين.
في البداية أشعرني عمرو خالد أنني لا أنا ولا المؤسسة التي أمثلها وهي الشروق في المستوى ليقبل دعوتنا بزيارة الجزائر، وقالها لي صراحة مع الأخت حفيظة: أريد دعوة رسمية من هيئة حكومية واستقبالاً رسمياً من كبار المسؤولين في البلد، وقد كان حينها مصروعاً باستقبال أسطوري خصه به الملك عبد الله في الأردن.
اجتهد الإخوة والأخوات في صناع الحياة فتدبروا له دعوة بشق الأنفس من المجلس الإسلامي الأعلى، وقد قبلها المرحوم الدكتور أبو عمران الشيخ على مضض.. قبلها كزيارة جافة بلا برنامج ولا بروتوكولات ولا دعاية إعلامية تلك الدعاية التي يركز عليها عمرو خالد في حله وترحاله.. لا أنكر أننا كنا مسحورين بهذا الرجل الذي كانت شعبيته في تمدد مستمر دخلت حتى إلى بيوت المسؤولين الذين تحجبت بناتهم وأدمنت زوجاتهم على سحنة هذا العمرو خالد.
جاء الموعد ووصل الضيف إلى مطار هواري بومدين فلم يجد في استقباله إلا بعض الإداريين من المجلس الإسلامي على ما أذكر، وتم اقتياده إلى فندق الأوراسي؛ حيث خصص له جناحان؛ أحدهما للإقامة، والثاني للاستقبالات، كلمته في الهاتف فور وصوله واقترحت عليه رفقة زملائي في الشروق برنامجاً في مستواه، جولة في بعض الولايات ولقاءات مع صحفيين وشخصيات ووو.. فاجأني بالقول إنه لن يتحرك إلا رسمياً، ولن يقبل التنقل إلا للشخصيات الرسمية، وإنه لن يجري حواراً إلا في جناحه الخاص بالأوراسي!
أجزم لو أنني سمعت كلامه هذا في الظرف الراهن حالياً بالمعطيات الراهنة لربما سمع منّي ما يسمعه رامز جلال من ضحاياه في الكاميرا الخفية “رامز تحت الأرض”، لكنني أقول وأكرر: كنا مسحورين بهذا الرجل ولم نطلع بعد على حقيقته التي كشفتها محرقة رابعة العدوية وما تبعها.
في اليوم الموالي أخذت بعض زملائي في الجريدة ومصوراً وذهبنا لمحاورة هذا الجهبذ في جناحه الخاص، بعد أن رفض التنقل لمقر الشروق، بل ربما كان ينتظر هاتفاً من رئاسة الجمهورية ليستقبله الرئيس كما استقبله الملك عبد الله، لكن في النهاية لم يستقبله إلا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عمران الشيخ وعلى مضض.
سلمنا عليه، ثم تحلقنا حوله، وهو يحاول أن يبرهن لنا أنه رسول الحضارة والنهضة، وابن باديس العرب، ويسرد علينا معلومات سطحية، وأحياناً خاطئة عن الجزائر يكون قد قرأها في جوجل، وهو جالس بالقاعة الشرفية.. وحديث عن الإيجابية والانفتاح على المجتمع وهو الذي رفض حتى طلبنا أن يخرج إلى الشارع لمقابلة جمهوره ربما كان يريدها سيارة مفتوحة محاطة بالحرس تماماً كما فعلوا معه في الأردن.
انتهى المنتدى في غرفته كما بدأ ولم نخرج إلا ببضع كلمات نسيناها على باب الفندق ونحن نغادر وكنت محتاراً حتى في إيجاد عنوان لكلامه، وهو الذي تحدث كثيراً ولم يقل شيئاً.
بعدها بقي عمرو خالد ثلاثة أيام معزولاً في جناحه بالأوراسي ينتظر رعاية واستقبالات رسمية دون أن يحظى بهاتف من مسؤول، ومما حز في نفسي من هذا المتعجرف أنه رفض حتى التنقل لشباب صناع الحياة الذين كانوا يشرفون على مشروعه في العاصمة وعدد من الولايات، ومبلغ علمي أنه رفض حتى أن يعقد معهم لقاءات حول جهودهم وتضحياتهم في سبيل مشروعه، وربما تصحح لي الأخت حفيظة علوان بعض الذي حدث تلك الأيام.
تدور الأيام وينكشف عمرو خالد على حقيقته أيام محنة رابعة، عندما سربت له محاضرات داخل الثكنات يرفع همم عسكر السيسي لمواجهة المعتصمين السلميين في رابعة والنهضة، هنا كانت الصدمة ليس لي فحسب، وإنما لملايين الشباب الذين استغلهم وتاجر بهم في كل العالم العربي، ثم اختار خندقه الحقيقي عندما أزفت الآزفة.. رجل يصلح للتنويم المغناطيسي وتنعيم الشباب لصالح أجهزة أمنية كانت تستغله لتخدير شباب الإخوان، واستغلته في رابعة خلال حرقهم وتجريفهم.. ثم لا يخجل كل رمضان فيظهر على إحدى القنوات ليخاطب نفس الجمهور الذي غدر به ليقول ويكرر: “ما تيغي نحب بعض.. ما تيغي نحضن بعض”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.