www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

مشكلة الكتاب العربي./د. ريمه الخاني

0

images

مقالنا  برعم بحث يحتاج لدراسة  مستفيضة وعميقة، لمعرفة أصل العلة، وعلاجها.

لأنها مشكلة مهمة جدا، فعن طريق القراءة نتعرف على علاتنا وزلاتنا ومصارف مروءتنا  التاريخية ، والتي تضيع كل يوم نبتعد فيها عن أصولنا العلمية والثقافية.

ماهي مشكلة كساد  الكتاب العربي.    ؟؟

وصلني من الأستاذة س ح:

عن يوم الجمعة بتاريخ 3-3-2017 أن إذاعة الشارقة أذاعت استفهاما لمتابع يتساءل(مامعناه):

-لماذا كلما سافرت إلى بلد أجبني ما،  وجدت مكتبة المطار تعج بكتب بلغة البلد التي أنا فيها، بينما في البلاد العربية، لاينفذ ويباع سوى الكتاب الأجنبي اللغة! ، أي ان بلاد العرب لاتبيع كتبها.

أين الكتاب العربي؟؟؟

جرى اتصال  حينها مع مشرف المكتبة، ليفصح عن المشكلة وهي:

– كساد الكتاب العربي ، وأنه منذ سنتان لم يبع كتابا واحدا عربيا.

****

ناقشت الفكرة مع عدة معارف ونخبة مثقفة ،أعرف عمق متابعتها الثقافية، خاصة أنني عندما مررت ببسطات الكتب على قارعة الطريق، في دمشق، سألت السؤال ذاته،  فكان الرد:

-لايباع  لدينا سوى الكتب الفائزة في المسابقات، والكتب الغربية المترجمة.

ناهيك عن باحث عربي م خ قال لي:

-هؤلاء النخبة التي استقطبت الشباب جعلته منبرا ربحيا، لذا من الصعب أن نعترف بفضلهم.

*******
إلى هنا جمعنا بداية العرض المرضي، لكن ردود الشباب هي المعول عليها والمهمة ، لأنهم حملة الأمانة:

فكان الرد كالتالي:

-م ح :كيف يتأتى للنخبة المثقفة الاستمرار بلا ربح مادي؟، خاصة لو لم تكن تابعة لمؤسسة ما؟.

وحتى لو كانت مؤسسة من يدعمها لو كانت خارج نطاق المؤسسات الحكومية؟؟.

– س ح:إن من يتهم  العمل الفكري   الثقافي بالتجاري، لم يستطع استقطاب طبقة الشباب، لذا فهو يغار من نجاحهم ربما.

*************

خلاصة الآراء:

– إن الكتاب العربي يعتمد في تسويقه على المنابر الإعلامية، و التي تسوق للكتب غالبا  الضعيفة للأسف، و بناء على العلاقات العامة المرتبطة بها، وعلى مصدر القوة التي يتمتع بها أصل التسويق، فالبلاد الغربية ذات صيت ثقافي لامع إعلاميا ، لذا فكل مايأتي من طرفها جديد ومبتكر.

أما في بلادنا الممزقة، فإما لغة ضعيفة، أو هامشية الفكرة أو مكررة، ولعل الباحث الذي يبحث عبر غوغل يدرك تماما ، ضعف المراجع العربية.
وأن المصادر الأكاديمية والعلمية حصرا غربية على جلها، ويكاد التواجد العربي الجديد  يكون رمزيا.

(لذا نشكر مديري المناسباتت الثقافية البحثية في دعم الإنجاز الثقافي الاكاديمي)

ناهيكم عن تهميش النخبة التي لجأت لمواقع  الكترونية قليلة بارزة، لتسويق موادها بدل مكوثها عبر الأدراج

مثل الألوكة، أكاديميا ،و فرسان الثقافة،و التي تعتمد البحث في الدرجة الأولى،  وتلبية رغبات طلاب الجامعات الذين يبحثون لاهثين على مراجع ضنينة غالبا.

ولعل علة  الجيل الجديد ، أنه ضعيف اللغة بشكل عام،  بسبب حركة التغريب الإعلامي، قلما يقرؤون لابن القيم وابن الجوزي الخ..للغتة هؤلاء  الجزلة و القوية…

ولعل المكتبات الألكترونية  المجانية العربية ، تسد هذه الثغرة والشكوى، على غرار الطريقة الغربية المادية، والتي لاتتح  مجانية القراءة إلا عبر منافذ ضيقة جدا .

وربما لأن شعبها قارئ نهم على الحالين[1].

نستخلص مما ورد آنفا: أن العلة ذات شقين: شق له علاقة بالقارئ وظروفه (وهذا يحتاج بحثا عميقا)

وشق له علاقة بالمؤلف وكل ماله علاقة بالكتابة والنشر…..

ولعل السؤال الأهم: كيف وصلنا لهذه المرحلة الثقافية  المتدهورة، هل هو الضعف السياسي؟ ، أم التراجع الحضاري والفساد المستشتري والمتغلغل في العظام؟؟؟.

لذا ندعو القارئ الجديد، دعوة محب ،أن يدعم مثقفينا بكتاب واحد يشتريه في السنة على الأقل، يقرأه أو يهديه لطفل،يشجعه على الاستمرار والإبداع، خاصة إن كان جهده يستأهل المتابعة.

د. ريمه الخاني 3-3-2017

 

 

[1] انظر موقع Goodreads

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.