www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

البحث العلمي .. مطبق بالشكشوكة !!/ محمود المختار الشنقيطي المدني

0

 

الصورة الرمزية محمود المختار الشنقيطي

قبل أيان قرأت تغريدة لإحدى الفضليات في “تويتر” أبدت دهشتها ..

وربما أبدت شعورا آخر!! من تلك الإعلانات المتكررة عن “بيع متابعين” – في “توتير”

– كدت أن أعلق بأن الأسوأ هو “رخص” المتابع الخليجي .. فقد قرأت – ذات إعلان – عن بيع متابعين خليجيين جادين .. وحين حسبت قيمة المتابع الواحد فإذا بها “هللة” … نعم هللة واحدة .. أي (100) متابع بريال!!

لم يعانق قلمي هذا البياض لأكتب عن بيع المتابعين .. ولا عن التنازل عنهم .. أو نقل “ملكيتهم”.. ولكنني أكتب عن بيع أمر آخر .. مقارنته ببيع المتابعين تذكر بذلك المثل الفارسي القديم ،والذي يقول

(.. “كنت ألعن حقيقة أنني لا أملك حذاء،إلى أن صادفت رجلا بلا قدمين”).

ما أهمية المتابعين قياسا إلى هذه القضية التي أردت طرحها هنا؟!!

أية قضية؟

سأترك المجال للشيخ الأستاذ ،صاحب الجهد الوافر في نشر البحوث العلمية يخبرنا بالقضية .. أقصد صاحب حساب “مختار الديرة للبحوث”والذي كتب يقول :

(أخشى مع كثرة مراسلتي لعمل رسائل علمية دكتوراه وماجستير بمقابل ضخم أن الشهادات العليا في عصرنا ليست أكثر من ورقة تثبت محو الأمية ولا تتعدى أكثر من ذلك!){ @MukhtarDeira }.

ليس هذا فقط .. ولكن قبل أسبوعين – تقريبا – حدثنا أحد الإخوة  – الدكتور ناجي حين -عن “ورشة “حضرها .. وقد اشتكى المحاضر أن تزوير البحث العلمي وصل إلى درجة وجود إعلانات على بعض “الكباري” تقول .. نكتب البحوث العلمية!!

ليس هذا فقط .. ولكن قبل فترة .. أخبرنا أخ آخر – الدكتور أحمد عبود – عن بحث بعثت به إحدى طالباته،في آخر موعد لتقديم البحوث .. وكان مطرزا بمقدمة لم تُسبق إليها تلك الطالبة اللوذعية!!

إنها “معروض “استرحام من الشخص الذي كتب لها البحث .. يشتكي صعوبة البحث .. وقلة مراجعه .. ولعله – والعهدة على الذاكرة – يطلب مزيدا من المال!!

أين المشكلة؟

الواقع أننا أمام مشكلتين :

المشكلة الأولى : إذا “طرحنا”من التعليم الجامعي .. البحث .. والمكتبة .. فما الذي يبقى منه؟!

التعليم الجامعي هو فرصة الطالب ليتعلم كيف ينسج الأفكار .. وكيف يسلسلها .. وكيف يربط بعضها ببعض .. إلخ.

ولا زلت أشعر بغياب ذلك الجانب فيما أكتب – إذ أنني لم أتجاوز التعليم الثانوي – فأنا أكتب كما يلعب الكرة من يشاهد المباريات،دون أن يمر بمرحلة التدريب”العلمي” .. ثم يجتهد في التقليد!!

المشكلة الثانية : غياب – فيما أحسب – العقوبات الصارمة لمن تُكتب له بحوثه .. وغياب – فيما أحسب – آلية تطبيق تلك العقوبات الصارمة ..

أقول فيما أحسب .. إذ لو توفرت العقوبة .. والآلية لكان دور أخينا الدكتور أحمد عبود .. أن يحيل بحث طالبته إلى الجهة المختصة .. ثم ينفض يديه من الموضوع.

هناك – أيضا – نقطة صغيرة .. غياب الأمل .. أو الإحساس بعدم جدوى التعليم – أي فلسفة”مشي حالك” –  قبل فترة ليست بعيدة .. ذهبت لأداء واجب العزاء … فتحدث “معلم”قائلا : لم يعد هناك تعليم .. نحن لسنا أكثر من”حضانة”يحضر لها الآباء أبناءهم في الصباح .. ثم يعودون في الظهيرة لاستلامهم!

بطبيعة الحال لا أتفق مع هذا التشاؤم .. وإن كان لا يخلو من صواب .. فقد تعالت نغمة ،بين طلاب المرحلة الابتدائية مفادها “ما عندنا واجب” .. وتلهي بعض المدرسين بجوالاتهم .. إلخ.

ولكن هذا يخص التعليم الأولي .. ونحن نتحدث عن التعليم الجامعي!!

عود على بدئ .. العنوان وما أدراك ما العنوان؟؟!

يبدو أنني لا أتعلم من التجارب السابقة .. فقد كتبت تحت عنوان”كعكة السُّلطة وكعكة المنع” وحين بحثت عن الموضوع – عبر محرك البحث – وجدته “مع الأطعمة والحلويات”!! فأعدت نشره تحت عنوان”بين “حضن” السلطة .. وفوائد المنع”.. الله يستر.

حقيقة ساءني أن يصل الأمر إلى الإعلان – عبر وسيلة الكباري – عن بيع البحوث العلمية .. فرأيت أن ذلك قد يضر بسمعة البلد .. وسمعة تعليمه .. وعليه أقترح أن تكون الإعلانات عن كتابة البحوث العليمة .. “مشفرة” لا يفهمها غيرنا .. فنقرأ الإعلان التالي مثلا :

( يوجد لدينا : فول وكبدة ومعصوب .. ومطبق بالشكشكوكة).

فول = بحث التخرج.

كبدة = الماجستير

معصوب = الدكتوراه

مطبق بالشكشوكة = دكتوراه + أبحاث الترقية فيما بعد!!

وهكذا نحفظ سمعة التعليم .. حتى تأتي تشريعات .. وآليات .. لتجتث هذه الوصمة .. أو يتم تفعيل التشريعات .. إن وجدت.

 

 

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني   

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.