www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

كيف تسرق دور النشر المؤلف  /  د. ريمه الخاني

0

          

نتيجة بحث الصور عن ريمه الخاني

 

 

 

 

بداية هو موضوع غير قابل للتعميم، لكنه يشمل الكثرة الكاثرة من دور النشر المحترمة

والتي تهضم حق المؤلف على مرأى منه ومسمع…حتى وبوجود عقد وغيرها من الضوابط..

 

كتب كاملة تسرق حتى من مؤلف لمؤلف بفن غاية في الدقة.[1]

فأي علم وأي ثقافة؟ يحملها هؤلاء السارقون، وهم يلهثون وراء المال؟.وتقولون ليس لدينا قراء؟ انتم من كسر هيبة الفكر والكتاب.

نستعرض ماجاء في ندوة هامة تسرد جوانب من هذه المشكلة( اوردنا معظمه لأهميته):

أكد مشاركون في ندوة «المؤلفون السعوديون في بريطانيا.. تجربة الإصدار الأول»، أن دور النشر تستغل المؤلف المبتدئ، مشيرين إلى ضرورة إيجاد جهة تعنى بمساعدة الكتاب الجدد وغيرهم في كيفية التعامل مع دور النشر. جاء ذلك خلال ندوة عقدها نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا أخيراً في مبنى رابطة العالم الإسلامي في لندن، بالتزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب وشارك فيها عدد من المؤلفين والمؤلفات.

وفي بداية الندوة رحب نائب رئيس نادي الإعلاميين السعوديين حبيب عبدالله الشمري بالمشاركين في الندوة وهم كل من فائق منيف ومحمد السويدان وسمر الموسى وسامية الشولي، لافتاً إلى أن هذه الندوة تستعرض تجربة المؤلفين السعوديين في الإصدار الأول والعقبات التي واجهتهم خلال الإصدار الأول.

وتحدث الكاتب محمد السويدان عن تجربته في مجال التأليف، من خلال كتابه «التكلفة الفعلية في المصارف الإسلامية»، مشيراً إلى أنه كان سيمزق كتابه بسبب تعنت الناشر الأول، لكنه استطاع النجاح مع الناشر الثاني. وتطرق مؤلف كتاب «العاطلون عن الحب ينامون مبكراً» فائق منيف عن فكرة التأليف، إذ قام بجمع تجاربه السابقة، وتجميعها باعتبارها أصعب المراحل التي تواجه الكاتب، مستعرضاً عملية التزييف التي تقوم بها بعض دور النشر التي توقع المؤلف المبتدئ في مشكلات متعددة.

وأكد منيف أهمية قراءة مشكلات النشر والمؤلفين، مقدماً نصائح للبادئين في عملية التأليف، ومنها البدء في وقت باكر في عملية الطباعة واختيار الوقت، وعلى المؤلف أن يكون مفاوضاً جيداً في عملية الحصول على نسبة من الأرباح، والحصول على كتب مجانية.

ثم استمع الحضور للتجربة الثالثة مع مؤلفة كتاب «التحضير لاختبارات الآيلتس» سمر الموسى التي تحدثت عن بدايتها في مجال الكتابة، وكيف كانت الجامعة نقطة تغيير في حياتها، وكتابتها لمسودة «فكرة البحث عن الذات»، موضحة أن أبرز نقطة في التأليف هي الإيمان بالفكرة، والاستمرارية في الالتزام، والتخطيط والشراكة الجديدة، مستعرضة تجربتها في تأليف كتابها. ثم تطرقت سامية الشولي مؤلفة كتاب «ربى البيلسان» إلى بداية القراءة والكتابة في حياتها.[2]

يعرض النص صعوبات النشر وهو أمر معروف جيدا في هذا المجال، ولكن ماهو ليس بمعروف، نشرك في دور إما تتصنع القول: أن الكلفة مناصفة متحججة بالمعارض التي تقيمها، فتغمط حقه لاحقا وتغيب ، خاصة لو كان هناك بعدا جغرافيا، يصعب على المؤلف متابعتها على أرضها، هذا غير المردود الذي يمكنها أن تبتلع الحقيقة أمامه : تقول الروائية ر ب:

-هي دار نشر عربية  في بريطانبا، طبعت او طبعة من روايتي ولم أتسلم من النسخ إلا القليل، ثم طبعت بعدها 4000 نسخة ولم يصلني بعدها أي معلومة…وقد تكلفت على الطباعة أكثر من 750 دولار أمريكي..
وتقول الروائية والباحثة ر خ:
أرسلت نصوصا لدورلبنانية وبعد رفض كثير قبلت بنص وطالبت بتعديلة كثيرا عبر 6 اشهر!!!، وبعد العقد اختفت !!

من ناحية اخرى تتحجج بارتفاع سعر الكتاب والنشر ، وهذا يجعلها لاتعطي المؤلف حقه تماما ويقدم للأمر في مصر الكاتب أوسام وصفي قائلا:

وجد اعتقاد خاطئ أن تكلفة الكتاب هي مجرد الطباعة وعدد الورق. دعوني أخبركم بتكاليف النشر:

أولاً: مصر لا تنتج ورقاً والورق مستورد ويزداد سعره كلما زاد سعر الدولار

ثانياً: ليست تكاليف النشر فقط تكاليف الطباعة.

1. وقت الكاتب ومجهوده له ثمن. والكتب التي يشتريها ويقرأها ليثري تجربته الفكرية

لها ثمن.

2. هناك من يقوم بالتنسيق Lay out هذا أيضاً وقته ومجهوده له ثمن.

3. المراجع والمدقق اللغوي له وقت ومجهود ينبغي تثمينه.

4. المُترجم (في حالة الكتب المترجمة) وأنا أعلم أن أوفير على سبيل المثال تدفع

آلاف لدولارات لترجمة هذه الكتب التي يستبيحها المستبيحون بكل براءة (وليس

فقط براءة بل يظنون أنهم يقدمون خدمة لله وللناس)

5. صور الغلاف وتصميم الغلاف. توجد دور نشر محترمة (وأوفر منها) لا تسرق صوراً

على النت، لكن تستقدم مصورين حقيقيين يتقاضون مبالغ كبيرة، ومصممي

“جرافيك” يتقاضون مبالغ محترمة لتصميم الأغلفة لتظهر بالصورة التي ترونها.

6. هُناك المُوزِّع الذي يكسب من الكتاب مثل الكاتب ودار النشر تماماً (يأخذ خصم

على الكتاب يتراوح من 45- 50%)

7. صاحب المكتبة. المكتبة المفتوحة وبها موظفون وتدفع إيجار وضرائب ونور وميه

وتحتاج  هامش ربح.

كل هذه مصاريف لا يُدركها الذي يشتري الكتاب. وهؤلاء أشخاص يعملون بهذه الصناعة وفي كل مرة تقوم بتحميل كتاب من الانترنت تصيبهم في “أكل عيشهم” ومع الوقت ستتوقف الصناعة تماماً. وهذا حدث. أنظر لصناعة السينما في بلادنا (التي كان مصدر أساسي من مصادر الدخل القومي) وصناعة الموسيقى والغناء. ونتباكى على “الزمن الجميل”.

أمر أخر مهم. توجد كتب تباع في السوق بأقل من تكلفتها لأنها مدعومة من هيئات أجنبية. وهذا يساهم في جعل الناس لا يفهمون حقيقة التكلفة الفعلية لإنتاج الكتب في بلادنا.

قل لي لو سمحت. ما الذي سوف يجعل دار نشر مثل أوفر أو غيرها أن تقدم على شراء حقوق طبع لكتاب من ناشره الأجنبي وتستقدم مترجماً تدفع له آلاف الدولارات ليترجم كتاباً وهم يعرفون أنهم يمكن أن يطبعوا الكتاب ويظل في مخازنهم بسبب إن “خدمة” (أكبر مكتبة ……… على النت) قامت بتنزيل الكتاب (أو الرواية) على النت. مع الوقت سوف تتوقف دور النشر على ترجمة ونشر مثل هذه الكتب، وربما تخرج من السوق تماماً.

وقتها لن تجدوا كتباً ترفعونها على “النت”[3]

ونتساءل عن كثرة انتشار  الكتب مجانا!!!!

***********
هذا إن تحدثنا من زاوية الناشر، أما من زاوية المستهلك المسكين، فنحن لن نشجعه على القراءة دون سعر تشجيعي هذا أولا ، ومادة محترمة مليئة وغير تجارية،ثانيا، وثالثا هناك تذمر عام من تلك الحجوم الكبيرة التي تصيبنا بالدوار مهما كان الكتاب هاما، ففيه من الحشو ماإن اختصرته ، لن يتجاوز الكتاب نصف حجمه ، إن لم يكن أقل، وهذا أمر يشكو منه القراء في البلاد الغربية أكثر ،فكيف في بلادنا وجمهورنا غير قارئ؟؟؟.[4]

هل تبيعنا الورق ياهذا؟ ام تستأجرمؤلفا خاصا لهذا الغرض؟ أم هي المقاييس المهرجانية التي لاتبحث عن المضمون بقدر مقاييس أخرى لاتهم المستهلك؟!.

وقد عبر الدكتور طارق سويدان عن مشكلة المؤلف مع دار النشر بقوله مامعناه:

أالرابح الحقيقي من الكتب هو دار النشر، فحتى كتبه لم تحرز مردودا محترما، لذا فمن الصعب أن تكون ىالكتب مصدر رزق، لذا فالتحول طبيعي جدا للكتب الالكترونية،  والعمل على قناة اليوتيوب، لنشر الإبداع وانتشاره.[5]

اصطدنا موضوعا عن أوجاع الكتاب في المغرب وعمر الموضوع منذ 2012، وهو يتزامن مع نشرنا لكتاب هناك دام خروجه للدنيا 3 سنوات، حيث قمنا بعلاجات كثيرة لنوصل المبلغ المقسوم للطباعة ليد المطبعة!!!، وقد أرسلناه مع دكتور مشرف على الدراسات العليا هناك ، توخينا فيه الدين والإنصاف والعدالة، وعندما خرج للنور، لم يعد يجد أحد وسيلة لإيصال ولو عينة ليراها المؤلف!!!

قد يكون هناك سوء تفاهم مؤكد…ولكن السؤال هنا: ألا يود هؤلاء ويحرص على ألا تفوح رائحة غير زكية عنهم؟؟؟.

من جهة أخرى :

تحتتفل “يونسكو”، فى ال23 من كل شهر أبريل، باليوم العالمى للكتاب وحقوق النشر. ويعد هذا العام هو العام ال15 الذى يتم فيه الاحتفال بهذا اليوم، وهو سعي في الحقيقة إلى الاحتفال بالقراءة، ونجاحه مرهون، حسب “يونسكو”، بمدى مشاركة الناشرين والكتاب ومنظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام.ومن المتوقع أن تنظم “يونسكو” مؤتمرا عاما للاحتفال بهذا اليوم، كما يتزامن مع احتفالية هذا العام أيضا الاحتفال بمرور 80 عاما على بدء أعمال خدمة البحث المترجم، التى يوفرها موقع “يونسكو” الإلكترونى، عن طريق فتح باب الحوار حول أهمية هذه الخدمة. وسيستضيف المقر الرئيسى ل”يونسكو” هذه الاحتفالية بحضور عدد من الباحثين ومستخدمى هذه الخدمة، كما اختيرت “الكتب والترجمة” تيمة رئيسية للاحتفال بهذا اليوم.

يذكر أنه تم اختيار هذا اليوم كتقدير “رمزى” لعدد من عمالقة الأدب والفكر العالمى، الذين فارقوا الحياة عام 1616 فى نفس هذا اليوم، وعلى رأسهم سرفانتس وشيكسبير. وتحتفل بهذا اليوم أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، وهو الاحتفال الذي جرى العرف فيه على توزيع زهرة على كل من يقوم بشراء كتاب جديد في هذا اليوم..[6]

ونقول:قبل أن تحتفلوا: ضعوا ضوابط عالمية لدور النشر، تحول دون استغلال المؤلف والمستهلك معا!!!!

مازالت معالجات الأمر والنقد  لايتجاوز أجرة الكتاب الباهظة، بينما الأمر يتعدى ذلك ـ لقصور في التوزيع، مطالبة الجمهور بكتب بي دي أف وهذا بناء عن المعوقات الشرائية في ذلك، إضافة إلى قلة المسابقات الهامة والتي تستقطب خيرة الكتاب بصرف النظر عن المواهب الجديدة، إنها تتجاوز مقدرة المؤسسة والفرد كي تصبح عالمية وبكثرة فماأقل التشجيع حول ذلك والبحث عن الثغرة في المكاتب لردم النقص وإن وجد فهي قليلة نسبيا مقابل الحاجة، فهل من هذا الباب نستطيع ردم هذه المشكلة؟..

وقد طالعنا موضوعا كهذا بعنوان : عن الحق المنهوب من الكاتب،و المكتوب![7]

ومازال الأمر رغم وجود مايشبه حقوق الكاتب حتى لاتسرق أفكاره، لكن المؤلف عموما مظلوم فق كل خطوة وحرف يكتبها، إلا الندرة التي لها أذرع طولى في بعض زوايا الحكومات والمؤسسات الداعمة عبر مقاييس خاصة جدا!!.

***************

ملخص القول:
إن كنت تكتب لكي يقال..فقد قيل..ولكن:

يقول العروضي الكبير غالب الغول:

إن الذي يجبرني على الصمت والعزلة هو مصائب المثقفين ، وأقسم بأنهم مثقفون بالوهم ،لأنه لو كان لديهم  ثقافة حقيقية لخدموا أمتهم فعلا، وخدموا جيلهم العربي بثقافتهم / ولكن للأسف ، الغيرة والحسد والكراهية ، والمادية وحب الظهور , وووو كل ذلك من عيوب مجتمعنا العربي الفاشل بكل ما فيه من فشل ، حسرتي على شباب أمتنا العربية …

لا احد يقف بجانب المؤلف ، لا الدولة ولا دور النشر , والكل منهما بالوعة للسلب والنهب …..

والكتابة كما قال عنها الأديب الكبير عدنان كنفاني: لحاجة شخصية فقط.. وليس لإرضاء الآخرين…

ليست الكتابة وظيفة كي نستقيل منها..أبدا إنها تجري في عروقنا..في دمنا ولدت معنا وستبقى…

طرفة ختام:

ذات يوم، عُين الشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة سفيراً لسوريا أيام الانفصال في الولايات المتحدة الأميركية

في زمن قياسي، أصبح ابو ريشة صديقاً شخصياً للرئيس الأميركي جون كينيدي. كان أبو ريشة، وهو خريج مانشستر والجامعة الأميركية في بيروت، يجيد اللغة الانكليزية بطلاقة. كان يزور المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بشكل دوري ويقرأ الشعر لكينيدي بالانكليزية حيث يجلس الرئيس في كرسيه الهزاز ويستمع الى الشاعر السوري يحدثة عن الحب والسياسة، و عن وطنه.

في يوم من الأيام، قال كينيدي لضيفه السوري: “سعادة السفير،أنت رجل مبدع يا عمر. لو كنت أميركياً، لعينتك مستشاراً عندي!”

ضحك الشاعر السوري الكبير واجاب: “يا سيادة الرئيس، لو كنت اميركيأً، لجلست مكانك![8]

د. ريمه الخاني 29-4-2016

 



[4] تابع التعليق الخامس على رواية:

Quicksand

https://www.goodreads.com/book/show/23492644-quicksand

 

[5] شاهد الفيلم الإرشادي المتعلق بالفكرة:

https://youtu.be/P530mT14UWk?list=PL447DD2DDF326F5F4

 

[6] أصل الموضوع:

http://www.maghress.com/almassae/155313

 

 

[8] نص منقول –موقع التاريخ السوري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.