www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

فرنسا وقانون إنكار إبادة الأرمن… بقلم: آرا سوفاليان

0

لم أكن متحمساً ولا متلهفاً كثيراً لصدور هذا القانون لأنه سبق للنار أن أحرقت الأخضر واليابس في العام 1915، ووحده المحترق بالنار يشعر بالألم فلا يتألم أحد بالنيابة عن أحد، والكل يحترق مرة واحدة عدا الشعب الأرمني الذي تم إحراقه مرتين الأولى من قبل الأتراك والثانية من قبل الحلفاء،

فرنسا وقانون إنكار إبادة الأرمن… بقلم: آرا سوفاليان

لم أكن متحمساً ولا متلهفاً كثيراً لصدور هذا القانون لأنه سبق للنار أن أحرقت الأخضر واليابس في العام 1915، ووحده المحترق بالنار يشعر بالألم فلا يتألم أحد بالنيابة عن أحد، والكل يحترق مرة واحدة عدا الشعب الأرمني الذي تم إحراقه مرتين الأولى من قبل الأتراك والثانية من قبل الحلفاء، وضاع الشعب الأرمني وخسرنا 1.5 مليون قتيل وهو نصف عدد الأرمن الذين كانوا يعيشون في موطنهم التاريخي في العام 1915 وربما أكثر، وطرد البقية ليضيعوا في جنبات الأرض كلاجئين بدؤوا من الصفر فلجؤوا إلى العمل والصدق والإخلاص ومحبة الناس وكل الطرق الأخرى النظيفة ورفضوا الإعانات والمساعدات والتسول.

وفي موطنهم التاريخي ذهبت مدنهم وقراهم ودورهم وكنائسهم وأديرتهم وأرثهم التاريخي ومدارسهم وأراضيهم وشجرهم وزرعهم وحصادهم وضرعهم ومواشيهم وخيولهم وعرباتهم وثيرانهم ومحارثهم وأنهارهم وبحيراتهم وقلاعهم وأسوارها، وأسواقهم وصناعتهم وتجارتهم وأموالهم كلها ومعظم نسائهم ومعظم أطفالهم، وإذا أردنا مثلاً الوصول إلى معدل القتل الذي تعرضت له عائلتي في موطنها التاريخي وهو بلدة آرابكير التي تقع إلى جهة الشمال من ملاطية فيمكن أن نورد المقاربة الآتية وهي مقاربة تدور في فلك المعجزات، بلغ عدد أفراد عائلة سوفاليان بحسب سجلات المعمودية قبل العام 1915 مئة وخمسة وثلاثون إنسان بقي منهم على قيد الحياة ثلاثة أطفال فقط والبقية الحقوا في نصب تذكارية، والموتى لا يعودون، وكانت هناك فرصة ذهبية أمام فرنسا لإعادة الأرمن إلى مدنهم ودورهم خاصة وان شباب الأرمن الذين هربوا من جحيم الإبادة تطوعوا في الجيشين البريطاني والفرنسي وحاربوا مع الحلفاء ضد السلطنة العثمانية، واسقطوا استمبول بعد أن دفعوا انهار من الدم على أمل العودة ونيل الاستقلال الناجذ، فكانت مكافأتهم بعض النياشين والكثير من العقوق فلقد هرب الفرنسيون ليلاً بعد أن لفّوا قوائم خيولهم باللباد وتركوا الأرمن في الخطوط الأمامية بدون إمدادات وبدون ذخائر، فتمكنت جيوش أتاتورك من إبادتهم فحدثت إبادة جديدة فوق الإبادة السابقة لها، وكذلك تنكر الانكليز للأرمن على لسان اللورد سالزبوري الذي قال محاولاً تبرير العقوق البريطاني تجاه الأرمن ما يلي: ” ماذا نفعل للأرمن؟ في الحقيقة لا يمكننا مساعدتهم… لأن سفن جلالتها لا تستطيع تسلق جبال آراراد” طيب يا سعادة اللورد ولكن لماذا لم تنطق بهذه الجوهرة لا فض فوك قبل أن تتاجر بدماء الأرمن وتتركهم يموتون وهم يقارعون الأتراك بالنيابة عن الجيش البريطاني!!!

هناك مثل شعبي يقول: أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً…نعم ولكن التأخير هو 97 سنة وهذا كثير جداً لأن الأعداد التي لا يستهان بها والتي لُّفت بالعلم الفرنسي تحولت عظامها إلى مكاحل للعيون، وضاعت حقوقها وحقوق أبنائها وتحولت آمالها وآمال أبنائها نتيجة عقوق فرنسا إلى سراب، وفي كل الأحوال فنحن مع فرنسا أفضل حالاً مما مع صواري سفن جلالتها.

وكعادتي بحثت عن الخبر في الانترنيت وقرأته في كل المواقع وقرأت بسلاسة بعض التعليقات لبعض الأرمن ولبعض المؤيدين، وأدرجت تعليقي التالي:

آرا سوفاليان 2012-01-26 00:01:14

من رأس العين وحتى دير الزور وعلى طرفي دجلة والفرات تنتشر المقابر الجماعية التي تحوي رفات الأرمن، وفي مرقدة حدثت إبادة مروعة تم شرحها في مقالة الطريق إلى مرقدة، إما كتاب أرمن سوريا يتذكرون السفرجلة التركية فلقد نشر في مواقع هامة ولكنه لم ينشر في سيريانيوز، وبالنتيجة فإنه لا أحد يعرف الأتراك على حقيقتهم أكثر من الأرمن وها هو الزمان يبرهن على صحة ذلك.

وعدت لمشاهدة تعليقي فوجدته ووجدت بعده تعليق لم أتمكن من أن أتركه وصاحبه بسلام وصاحبه يختبئ خلف اسم مستعار و يسمي نفسه تاريخ ويقول:

الاسم: تاريخ 2012-01-26 12:02:20

العنوان: حالة استثنائية رقم 2

كان الأولى بفرنسا تجريم إنكار مجزرة الاذر التي قام يها الأرمن عام 1992 و كان حينها من اقر هذا القانون بالغٌ و واعٍ، أما القانون الذي تم إقراره اليوم، وهو يتعلق بما حدث في العام 1915 ولم يكن أصحاب هذا القانون قد ولدوا بعد، ولا حتى آباؤهم، والمسألة ليست أكثر من تضخيم سياسي و لعبة انتخابية.

وبالطبع اضطررت في مقالتي هذه تصحيح وتصويب هذا التعليق رحمة بمن يقرأ لي، ومن ثم الرد عليه بما يلي:

آرا سوفاليان2012 -01-26 19:29:54

إلى السيد تاريخ1

لقد أعدت نفس الغلطة مع أنه تم الرد على تعليقك في مكان آخر… المهم: الجرائم ضد الإنسانية وينضوي تحتها جرم الإبادة الجماعية لا تنتهي بالتقادم وهذا من القانون الدولي وقضية إبادة نصف سكان بلد ما(1.5 مليون قتيل) وتشريد البقية في جنبات الأرض بعد سرقة الأرض والحقول والبيارات والمزارع والبيوت والمحلات والمدارس والكنائس وكل الأملاك ليس امراً يسيراً، يرجى مقابلة هذا الأمر مع ما حدث للشعب الفلسطيني لكي تصلك الفكرة.

اما مسألة ناغورنو قاراباخ فهي تجليات ستالين الذي طلب خارطة الاتحاد السوفياتي بعد إفراغ دن الفودكا في معدته وخط عليها بقلم الكوبيا خط منح بموجبه ناغورنو إلى أذربيجان وأرسل جزء من أرمن ناخيتشفان إلى جزر ساخالين فماتو من الجوع وأرسل آخرين إلى سيبيريا فماتو من البرد وكان يريد إنشاء تمازج ما بين شعوب الاتحاد السوفياتي، والحقيقة هي غير ذلك فلقد صعقته نجاحات الشعب الأرمني وخاصة جنرالات الجيش وبعضهم أخذ وسام بطل الاتحاد السوفياتي مرات متتالية وآخرون أنقذوا موسكو من أن تمسح من الوجود هي وأهلها ودمروا القوات التي تحاصرها، بعد اختراع راجمات الصواريخ التي حولت ضواحي موسكو إلى جحيم وتم أسر المشير الألماني فون باولوس عن طريق إخراجه من جحره كالأرنب، وقد تم نقل المصانع الحربية إلى سيبيريا لكي لا تطالها طائرات المحور وكذلك تم تدريب أهل سيبيريا على القتال في درجات الحرارة المتدنية وكانوا يقودون الدبابات و المصفحات و الشاحنات المحملة براجمات الصواريخ وآخرون ينفذون الكمائن ويطيرون بإستعمال زحّافات الثلج، ويعود الفضل في هذا إلى وزير التسليح الحربي انسطاس ميكويان بطل الاتحاد السوفياتي لعدة مرات، وهو نفس العَالِمْ الذي اخترع اول طائرة نفاثة في العالم “طائرة الميغ” وهي اسرع من الصوت، فأصاب الأميركان والانكليز بالهستيريا لأنه سبق علمائهم بهذا الاختراع، وفشلوا طبعاً في شراء الرجل، وأمام نجاحات الأرمن المستمرة حتى اليوم، ( مدفيديف الحالي أرمني وهناك رؤساء جمهورية آخرون من الأرمن)، أحب ستالين قصقصة جناح الأرمن فمنح أذربيجان إقليم ناغورنو وهو إقليم يحوي نصف مليون أرمني، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي ذهب وفد لمقابلة حيدر علييف وطلبوا منه استرداد الإقليم فكان الجواب خذوه إن استطعتم، وطلبوا المبادلة فرفض أيضاً وكانت حرب مشروعة بدون مجازر ولكن ليس بدون ضحايا، وبالمثل فإن لواء اسكندرونة العربي السوري ضاع بجرة قلم فرنسي وإن كنت حضرتك تعتقد أن اللواء ذهب إلى الأبد لأن الحادثة وقعت قبل أن يولد معظمنا فأنت هنا أيضاً واهم يا سيدي فالحياة رياح مرة غربية وأخرى شرقية…واسمع من أرمني هذه النصيحة العربية ” إن جاءت يوماً رياحك فاغتنمها ” وستجيء في يوم ما لأن الله كريم.

وهكذا وحقوق الشعوب لا تضيع يا سيدي وهذه هي المرة الثانية التي تكبدني فيها عناء الرد فإن اقتنعت الآن فصلى الله وبارك وان لم تقتنع أرجو مراسلتي على عنواني وان كنت بالأصل لا تريد الاقتناع فابق على قناعتك.

وفي الختام لا بد لي من أن أضيف العبارات الآتية على مقالتي وهي صادقة ولا يخفيها الأتراك بالذات:

المقولة التي تبدأ بناصر ” ناصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ” وأن التركي هو أخو العربي بالإسلام فهي لم تكن صحيحة من قبل فكيف ستكون صحيحة من بعد خاصة وان العثمانيين لم يدخروا جهداً في إركاع وإخضاع العرب طيلة أربعة قرون وإذلالهم واستغلالهم وتعليق أحرارهم على أعواد المشانق والذهاب بنصف مليون مقاتل من بلاد الشام مع جمال باشا السفاح لملاقاة الانكليز في معركة الترعة بلا إمدادات وبلا طعام وبلا ماء فهلكوا جميعاً من الجوع والعطش وبدون حرب.

تركيا في العهد العثماني شيء وفي الوقت الحالي شيء آخر…فالعطلة هي يومي السبت والأحد والآذان ممنوع والجوامع تحولت في غالبيتها إلى متاحف، والدين من الغير أو من المصارف بلا فائدة ممنوع والعتب مرفوع، وعلمانية أتاتورك في المقام الأول… والعرق مسموح والنبيذ والجين والويسكي وألف مسكر آخر، والعورات مباحة وكذلك المحظورات، والبارات والمراقص واللهو وكل ذلك في العلن والزنا في المسلسلات وزنا المحارم والزواج بلا زواج، والسياحة كما لم يحدث في أميركا والرقص وفنادق الخمسة نجوم والبوسفور وكل ما في البوسفور من جنّة الله على الأرض والمليارات المتأتية من السياحة وملحقاتها واكسيسواراتها، والحرية على طريقة الغرب وبأشواط طويلة بعد الغرب تترك الغرب في نصف الطريق، والمثلية والأقراط الذهبية في أذن الرجال مرة في اليمين ومرة في اليسار ومرة في اليمين واليسار وأخرى في اليسار واليمين ولكل شيء مدلول متعلق، ننصح من يحب أن يناصر أن لا يناصر أحداً بالمطلق لأن هذه المناصرة ستؤدي بالمناصر إلى أن ينسى ما كان له وبمعنى أدق ما بقي له من العروبة والإسلام قبل هذه المناصرة، ناصر وطنك وناصر سوريا وناصر شعبك وأهلك فالأقرباء أولى بالمعروف.

آرا سوفاليان

arasouvalian@gmail.com

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.