www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

لعمر المغاني يوم صحراء أربد

0

لعمر المغاني يوم صحراء أربد

لَعَمر المَغاني، يومَ صَحرَاءِ أربَدِ، لقَد هَيّجتْ وَجداً على ذي تَوَجُّدِ
مَنَازِلُ أضْحَتْ للرّياحِ مَنَازِلاً، تَرَدَّدُ فيْهَا بَينَ نُؤيٍ وَرِمْدِدِ
شَجَتْ صَاحبي أطلالُها، فتَهَلّلَتْ مَدامِعُهُ فيها، وما قُلْتُ أسْعِدِ
وَقَلّتْ لِدارِ المَالِكِيّةِ عَبْرَةٌ منَ الشّوْقِ، لم تُملَكْ بصَبْرٍ فتُرْدَدِ
سَقَتْها الغَوَادي حَيثُ حَلّتْ دِيَارُها، على أنّها لمْ تَسقِ ذا الغُلّةِ الصّدِي
رأتْ فَلَتاتِ الشّيبِ، فابتَسَمَتْ لها، وَقَالَتْ: نجُومٌ لَوْ طَلَعْنَ بأسْعَدِ
أعاتِكُ! ما كانَ الشّبابُ مُقَرّبي إلَيكِ، فألحي الشّيبَ، إذ كان مُبعدي
تَزِيدينَ هَجراً كُلّما ازْدَدْتُ لوْعةً، طِلاباً لأنْ أُرْدى، فَها أنذا رَدِ
متى ألحَقِ العَيشَ الذي فاتَ آنِفاً، إذا كانَ يوْمي فيكِ أحسَنَ من غدِي
لَعَمْرُ أبي الأيّامُ ما جَارَ حُكْمُها عَليّ، وَلاَ أعْطَيْتُها ثِنْيَ مِقْوَدي
وَكَيْفَ أخافُ الحادِثَاتِ وَصَرْفَها عَليّ، وَدُوني أحْمَدُ بنُ مُحمّدِ
مَلُومٌ عَلَى بَذْلِ التِّلادِ، مُفَنَّدٌ، وَلاَ مَجْدَ إلاّ للمَلُومِ، المُفَنَّدِ
وأبْيَضُ نُعْمَاهُ لأقْصَرِ مَاتِحٍ رِشَاءٌ، وَجَدْوَاهُ لأوّلِ مُجْتَدِ
إذا ابتَدَرُوهُ بالسّؤالِ انْتَحَى لَهُمْ على وَفْرِهِ، حتى يَجُورَ، فيَعتَدي
بَعيدٌ على الفِتيَانِ أنْ يَلحَقُوا بهِ، إذا سارَ في نَهجٍ، إلى المَجْدِ، مُصْعِدِ
وَفي النّاسِ ساداتٌ يَرُوحُ عَديدُهُمْ كَثيراً، وَلَكِنْ سَيّدٌ دونَ سَيّدِ
غَدَا وَاحداً في حَزْمِهِ واضْطِلاعهِ، يَنُوُء بِنُصْحٍ، للخِلاَفَةِ أوْحَدِ
قَريبٌ لها مِنْ حِفظِ كلّ مُضَيَّعٍ، سَرِيعٌ لها في جَمعِ كلّ مُبَدَّدِ
يضيق عن الشيء الطفيف يخانه وإن هو أمسى واسع الصدر واليد
أبَا حَسَنٍ! تَفْيكَ أنْفُسُنا التي بسَيْبِكَ من صَرْفِ النّوَائِبِ تَفتَدي
وَمَا بَلَغَتْ آمَالُنا مِنْكَ غَايَةً نَرَاهَا رِضًى في قَدْرِكَ المُتَجَدِّدِ
وَكَيفَ وَذاكَ الرّأيُ لمْ يَستَندْ بهِ مُشيرٌ، وَذاكَ السّيفُ لمْ يُتَقَلَّدِ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.