www.omferas.com
شبكة فرسان الثقافة

امبريالي طيب القلب/باسم خندقجي

0

في بابل الجديدة ثمة قانون أساسي أو بالأحرى وحودي يتحكم في سيرة مجريات الحياة الغربية بكافة مناحيها و هو أن السياسة تتطلب إزدواجية المعايير .

امبريالي طيب القلب

في بابل الجديدة ثمة قانون أساسي أو بالأحرى وحودي يتحكم في سيرة مجريات الحياة الغربية بكافة مناحيها و هو أن السياسة تتطلب إزدواجية المعايير .
ولذلك سأسألكم بصراحة .. بالله عليكم ألم تتفاجئو من موقف بابل الجديدة وسيدها باراك أوباما إزاء حق الشعب الفلسطيني المشروع في إدانة الإستيطان الصهيوني المقيت فوق أرضه على الأقل ؟ ألم تتفاجئو من الرجل الأسمر حفيد الجدة المسلمة التي أصبحت حاجّة مكتملة الدين العام الماضي ؟؟ ألم تصابو بخيبة أمل من أوباما الذي جاء مُمتطياً صهوة إختلافه عمّن سبقوه إلينا بيحل علينا ضيفاً في جامعة القاهرة مُفتتحاً خطابه بكلمات عربية ؟
لا عليكم .. فهو يجيب عنكم .. هو آخر صرعة في عالم الجراحة التجميلية الأمريكية الذي خلقته السياسة الغربية لُيعيد الإعتبار لصورة الولايات المتحدة في العالم .. رئيس شاب أسمر زوجة جميلة وطفلتان ساحرتان عائلة رئاسية جذابة قادرة عللى التخفيف من حدة العداء العالمي للسياسة الأمريكية ..
إنه بالفعل إمبريالي طيب القلب .. ولكي أكون مباشراً أكثر ما هو إلاّ ” الأرنب ريدوكس ” بطل رواية الكاتب الأمريكي ( جون أبديك ) .. إذ يحاول البطل رغم قسوة الواقع والحياة وخوفه ان يتقدم وينجح .. ومع مرور الوقت نال بعض مراده من خلال عمله المربح .. مما جعله رجلاً ناجحاً من الطبقة الوسطى الأمريكية .. لينسى الألم ومعاناة تناقضات الواقع الذي يعيش فيه .. ولكن ما يلبث الواقع أن يعود وهكذا في تواتر مستمر .. فهو مسكين الأرنب ريدوكس .
ما علينا .. فما يهمنا هنا هو ان ندرك تمام الإدراك فداحة أزمة الأخلاق المُعلمة في عقلية هذا العالم ..
أزمة تنتهك أسمى معاني الإنسانية .. وبدلاً من أن يسعى الفلسطيني اليوم الى شفقة العالم .. عليه هو ان يشفق على هذا النظام العالمي المريض نفسياً .. وعليه ان يشفق ايضاً على اوباما ومندوبته في مجلس العبث الدولي سوزان رايس التي رفعت يدها ” الفيتوية” في وجه هذا العالم الذي يريد سوى ادانة .. فقط ادانة دولية للإستيطان اللاشرعي والاعنصري فوق الأرض الفلسطينية ..
إذ عندما يشعر الفلسطيني بقوة مأساته وحضورها وتأثيرها عليه فإنه حتماً سيعد النظر في كل ما فعل وخلق من سياسات ومناهج وأُطر أدت به الى وقت التخبط والإلتباس .. صدقوني عندما نكتشف تلك القوة الهائلة من الحزن والحب والفداء و المؤلم والنور في ذاتنا الفلسطينية من جهه .. ورفض وتهرب العالم من العالم إستحقاقاته تجاهنا وكثرة أرانبه من جهةٍ أخرى .. عندها ستتحول كل هذه العوامل الى وقود يدفع بنا نحو التحرر والإستقلال والتغيير .. فقط علينا أن نكون فلسطيين أكثر من أي وقت مضى وان لا نفاجئ من شيء .. أي شيء كان .

الاسير باسم خندقجي

سجن شطة المركزي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.